أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مهزلة - أمير الشعراء - المُبكية














المزيد.....

مهزلة - أمير الشعراء - المُبكية


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 08:01
المحور: الادب والفن
    



أظُّنُ أن الشاعر المصري العملاق أحمد شوقي كان سيزهد بلقبهِ الشعري الأثير على قلبهِ " أمير الشعراءْ " لو كشفت له حُجُبُ الزمن قليلاً ممَّا أخفتْ .
ولو حملَ لهُ وحيَهُ الشعري أنباء الغد, لكان ألقى هذا اللقب إلى جُبِّ يوسفَ عليهِ السلام .
فما يحدث هناك في إمارةِ أبو ظبي, رابية الغنى الخليجيةِ وبحبوحة الإنتعاش الإقتصادي النفطي, وشاطئ راحتها المُتعبْ يبعثُ فعلا على الخجل وإتهام الذات بوصمةِ السذاجة العربية , ذلك أنَّ متابعتي لبرنامج المسابقة الشعرية ( الأكثر رواجاً وأهميةً على إمتدادِ الجسدِ العربي الجريح ) المُسمَّاةِ "أمير الشعراء" على فضائيات " بيفرلي هيلز العرب وأخواتها " أصابتني بصدمة جديدة متمثِّلةً بجرعة يأس أخرى من جرَّاءِ إنكساري أمامِ مسكنةِ الشعراء المتسابقين وقلةِ حيلتهم تجاه مزاجية وقسوةِ النقَّادِ المُحكِّمين .
لا أعرف لماذا يقيمون مثل هذهِ المسابقات التي لا تهدف إلاَّ لتقزيمِ القامات الشامخة , وإعلاءِ شأنِ الأقزامِ من المتشاعرينْ , لا أفهم سرَّ ارتباطِ الشعر بالسلطةِ المادية , ما دامَ هو خبز الروح في عشائها الأخير ؟
بغضِّ النظرِ عن جدِّية بعض النصوص المتمسِّحة بأعتاب ذوي النفوذ والبريق, فإنَّ سخطي يصبُّ على مشاركين ممتازين لا أعرف كيف اقتنعوا أن يسوِّقوا مهزلة هزيلة تبعثُ على البكاءِ قبلَ الضحكِ كهذهِ .

وأريدُ أن يقنعني أحدٌ بجدوى إقامتها في أبو ظبي بالذات "حاضرة الذهبِ الأسود", أو ربمَّا بمسألةٍ أقلَّ خطرا وساذجة أيضاً وهي تحديدُ عمر المشاركين بينَ سنِّ الثامنة عشرة حتى جيل الخامسةِ والأربعين , لماذا هذه السذاجة , ألا يبدعُ المرءُ بعدَ الأربعين, وقبلَ الثامنة عشرة ؟

لا يورثُ المشهدُ غيرَ الحزن في النفسِ أمام الأشجار اليانعة المُقصَّفةِ الكبرياءْ , قبالة تهكمِّ واضحٍ سافرٍ وجلَّيٍ من طرف اللجنةِ المُوَّقرة التي تضم نقاداً متفرغين وضاجِّين بالمللِ العربي الفكري الرتيب , ولستُ أنسى أن كُلَّ مشارك لهُ من سخريتهم المُرةِ واستخفافهم بقدرهِ وأشعارهِ نصيبٌ .
هناكَ قصائد جميلة وصلت حدَّ الدهشة والروعةِ ولكنها كُنست سريعاً وبغيرِ سببٍ بمكنسةِ الغبارِ عن أرضيَّةِ المسابقةِ لسببٍ أجهلهُ, ربمَّا يرجعُ إلى مزاجيةِ اللجنةِ "المُوَّقرة" أو نرجسِّيةِ الروحِ العربيةِ الناقدة .

منح شاعرٍ جائزة مثل هذه " مليون درهم إماراتي " على بضعةِ قصائدِ قليلة مجازفة في غايةِ السخفِ والمجانيةِ وتحملُ بعداً سطحياً مجحفاً بحقِّ تجارب أخرى, تعملُ في صمتٍ وتنسجُ الحرير في الظلامْ من دونِ إنتظارِ أيِّ مردودْ .
لا أؤمن بأحكامِ نقادٍ هم أنفسهم بحاجة إلى إكتسابِ أسسِ النقد ومعرفة مواطن الروعة في النصِّ , وبحاجة إلى تفكيكِ القصيدة على ضوءِ علمٍ محايدٍ وإحساسٍ عميقٍ بنبض الشعرِ , وليسَ إلى إلقاءِ الكلامِ على العواهن .

أنا على يقينٍ قاطعٍ أنَّ للفضائيات الشعرية دوراً رائداً في حراسةِ نار الإبداع وسدانة دارهِ . ولكن ليسَ بهذا الشكل الإنتقائي المثير للشكِ , وكما قالَ قائلٌ من المتسابقين بأنَّ أجمل النصوصِ وأروعها وأعلاها قيمةً فنيةً وشعريةً ذُبحت بسيوفٍ ظالمةٍ على أعتابِ بكارتها في المسابقة ولم ترحم اللجنة النقدية صراخها وعويلها, قصائدُ لا تدري بأيِّ ذنبٍ قُتلتْ . في وقتٍ كانت تُتوَّجُ قصائدُ عقيمةٌ لا أدري بأيِّ حقٍ تُزفُّ هي الأخرى إلى خدرِ النبوغ والجوائز .

بلى أستطيع أن أفهم كلَّ هذه المفارقات حينَ أرى السيَّاب في حُلُمي ينامُ على رصيفِ الجنونْ .

أستطيع عندها أن أفهم حتى النهاية .



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنَّ الوردَ يهذي
- رؤى يوحنَّا الجَليلي
- حسين مهنَّا : علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال
- قصائد من الجليل/ مختارات
- ونجمي في السماءِ تشي جيفارا
- حالات اندهاش
- لن أقُلْ ..آهِ كلاَّ
- في الشارعِ الخامسِ
- كلامٌ أخيرٌ إلى ويليام والاس
- محاولةٌ أخرى لفهمكِ
- إفعلْ ما الذي يُغويكْ
- لمحة عن جمال الترَّفع
- مصابٌ بلعنةِ فراعنتها
- - ففي الصيفِ لا بدَّ يأتي نزارْ -
- دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ
- قصائد من الشعر العبري ليهودا عميحاي
- الحياة ذئبة
- مناديل فاطمة
- حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
- قصائد من فلسطين


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مهزلة - أمير الشعراء - المُبكية