أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار السواد - ايران المدنية














المزيد.....

ايران المدنية


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي سيحصل في العراق لو كانت ايران بنظام حكم علماني، او بنظام حكم اسلامي معتدل لا يؤمن بتصدير التجربة او ادلجة الجوار؟ هل ستمارس ايران الدور نفسه الذي تمارسه في العراق؟ وهل سيعاني العراق المعاناة الحاضرة اليوم؟ وهل سيفتز الاخر الغربي والعربي من حجم التأثير الايراني؟
التأثير الايراني في العراق ليس جديدا، انما هو نفوذ متبادل موجود منذ وقت طويل ابعد حتى من تاريخ الاسلام نفسه.. فايران لديها تأثيرها في العراق قبل قيام الدولة الايرانية بعقود او قرون واحقاب... والتأثير العراقي في ايران كان موجودا ايضا في الفترات الماضية بسبب الوصاية الدينية التي تمارسها النجف في الكثير من الاحيان على المتدينين الشيعة في ايران وايضا بسبب التداخل السكاني بين العراق والمناطق الايرانية التي يقطنها العرب، وهي مناطق غنية بالنفط.
وهناك مستوى من التأثير يمكن ان يعتبر طبيعيا في ظل واقع جغرافي ديموغرافي متداخل... لكن عندما يتحول التأثير الى ارادة للهيمنة السياسية او مساع للنفوذ الايدلوجي فإنه يأخذ منحى غير طبيعي والتصدي له يكون مهمة وطنية ملحة.
فعندما كان لدى العراق ايديولوجيا قومية يعمل عليها وسعى الى بثها في الجنوب الايراني اصبح النفوذ في تلك الحقبة امرا خارج الاعراف والقوانين الدولية، وايضا عندما سعت ايران بعد الثورة الاسلامية الى مد نفوذها الديني في العراق مستغلة التركيبة السكانية العراقية فان عملها كان وما يزال انتهاكا واعتداء لا يمكن القبول به.
ورغم ان الاحزاب العراقية ما زالت تعاني من المتبنيات الايديولوجية ذات الطابع الشمولي الا ان العراق بعد التغيير تمكن من التحرر عن الاهداف الايديولوجية الاممية والعابرة للقطرية، حتى وان وجدت احزاب عراقية تتمسك ببعض التصورات الايدلوجية "فوق المحلية". فالسياسة الخارجية غير مبنية على ستراتيجيات عقائدية او افكار مؤدلجة، وهذا ما يخلص جيرانه من أي تهديد عبر ممرات ومنافذ مؤدلجة.
الا ان ايران ما زالت تمتلك الايديولوجيا التي تسعى لبثها في العراق، وهذا ما تتضح معالمه في طبيعة الاحداث الجارية في البلاد، فمساع التأثير المندفعة طائفيا من قبل بعض الدول العربية تواجهها جهود ايرانية حثيثة لنشر نمط الاسلام السياسي الذي تتبناه بل واكثر تشويها من الصورة السائدة في ايران، وقد قامت فعلا في الفترة الماضية بحزمة من التصرفات لضرب عصفورين بحجر واحد، التصدي للولايات المتحدة الاميركية في العراق للتخلص من التهديد بضرب ايران، وايضا نشر ثقافة الاسلام السياسي الثوري وفق الرؤية الايرانية.
ولست اسعى هنا الى القول بان ايران هي الدولة الوحيدة التي تمارس تأثيرها ونفوذها، لأن هذا ليس صحيحا. الدول الاقليمية المهمة الاخرى كالسعودية وسوريا قامت بجهود للنفوذ غير المشروع، فسوريا اوهمت نفسها بالتصدي للولايات المتحدة داخل العراق الا ان تصديها بات قتلا للعراقيين بالجملة عندما سهلت المهمة لتنظيم القاعدة والبعثيين ليمارسوا القتل، والسعودية والى جانبها الامارات اتخذتا موقفا طائفيا صريحا ترجم فيما الى تدخل بطرق متعددة كلها ذات اهداف طائفية.
غير ان تدخلات ايران تؤدي الى تحجيم الواجهة المدنية الضرورية لدى الاكثرية التي يعول عليها لصناعة مجتمع الدولة المدنية ومن ثم تحقيق نظام سياسي وفق منظور مدني لا يتبنى اطروحات دينية او ايديولوجية شمولية.
وعليه فان نجاح المحافظين في ايران يخيفنا وفوز الاصلاحيين يقلل من المخاوف، وظهور واجهات اكثر مدنية يجعلنا مسرورين لان اكبر جيراننا واكثرهم قدرة على التأثير يصبح نظامها السياسي يؤمن بدولة مدنية، لهذا التطورات الداخلية في ايران تهم العراق ايضا، باعتبارها تطورات ايجابية او سلبية تؤثر في الداخل العراقي.
نحن لا نخاف من ايران الفارسية، لان فرصها في النفوذ على شعب باغلبية عربية قليلة، ومخاوف البعض من ايران ذات الاغلبية الشيعية ليست مبررة لأن هذه الجيرة الى جانب الجيرة مع دول سنية يمكن ان تجعل من العراق ذي التعددية الطائفية منطقة حوار وتواصل اقليمي... لكننا نخاف من ايران المحملة بايديولوجيا ثورية شمولية لأن العراق سيبقى يعاني ان تمكنت منه هذه الايديولوجيا. انما يجب ان يحكم برؤية مدنية تحترم الخصوصيات والحريات المدنية والشعائر الدينية، وهذه الدولة لن تقوم بأي حال من الاحوال ان استمرت ايران تغذي الواقع العراقي بتصوراتها عن الدولة والمجتمع.
وكي نصنع الفرص، حتى وان ندرت خيارات صناعتها، فانا لا يمكن ان ننتظر قيام دولة مدنية او حكومة معتدلة في ايران، على العراق، وتحديدا النخب المعتدلة، التواصل مع الوجه المعتدل لأيران حتى لا يكون الوجه المتشدد هو صاحب خيار التواصل والاستمرار. ان في ايران مدارس فكرية وتيارات ثقافية يمكن الحوار والتثاقف معها كي تهيمن العلاقة مع الليبرالية اوالمدنية او الاصلاحية الدينية الايرانية على العلاقة مع الراديكالية الايرانية. فان هناك حاجة ماسة لان يقوم المثقفون والسياسيون المدنيون العراقيون بالتواصل مع الثقافة الايرانية المدنية للتصدي لمنافذ الثقافة المتشددة.
عمار السواد (الكعبي)





#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!
- بدائل الخرافة.. عقلنة اللامعقول
- بدائل الخرافة.. علاجات اضحت مأزقا
- الصحوة في العراق..نجاح وخطر
- فصل الديك !
- حوار متمدن.. وليس مؤدلجا
- فتاة القطيف.. دعوة للوقوف بوجه القضاء السعودي
- تشيّؤ الوعي
- الخوف من التحلج
- غربتنا في العراق
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثالثة: عندما تكون الطاعة استعبا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثانية: دفن الذات.. عندما يكون ا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ ح1
- اخشى ان نكون متطرفين على كل حال
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!!
- -التمرغل بدم المجاتيل-
- اين ذهبت حكمة السعودية؟
- هو الهنا كما هو الهكم...
- قلبي معك يا مدينة الفقراء


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار السواد - ايران المدنية