سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:28
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
أمنيات متأخرة
كنت ُولازلت ُفي لحظات ِ الانزواء مع الروح ، أو في تلك الأوقات التي أشعرُ فيها ، بعمق ِالأزمة التي تحاصرُ وطني وشعبي ، تكون ُمفردة ُاللو ، هي التي تسيطرُ على تفكيري ، فتتكاثرُ أسئلتي التي لا أجد َلها جوابا ، حيث ُتبدأ دائما ، بماذا لو ... ؟؟
وحين أستعرض ما قرأت من محطات في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ، تكونا مفردتا ماذا و لو ، تحاصران كل تفكيري ، فأهربُ منهما بالأمنيات التي أتصورُ أنها تتحقق ُ، بمجرد الإجابة بنعم ، على هذه الـ ماذا ..؟؟
ومن تلك المحطات ِالمهمة ِفي هذا التاريخ ، هي انتفاضة ُمعسكر الرشيد ، وقائدها العريف الشيوعي الجريء حسن سريع . وأمنياتي في أسوء الأحوال، بسيطة جداً، لا تتجاوز حدود الواقع .
فماذا لو انتصرت إنتفاضة معسكر الرشيد ؟؟
لكنت الآن أعيش في وطني ، ولم أعرف مذلة الغربة ،وهذا البعد القاتل عن بغداد ، الذي يستنزف كل لحظات حياتي بحزنه ، ولتعلم أطفالي في مدرسة عراقية ، يقرأون ويكتبون ويتكلمون اللغة التي نتكلمها أنا وأمي وأبي ، ولكنت أنهض كل صباح ، وأحيي َّ جيراننا بتحية الصباح ، وأشتري صحن القيمر من الخالة أم حسين ،ولذهب أطفالي إلى مدرستهم مع أصدقائهم ، وأنا أكون في عمل يخدم وطني ، وليس فقط من أجل أن أعيش ، ولربما ذهبنا جميعا ، للتنزه في أحب شارع إلى روحي ، هو شارع أبو نؤاس ، ولربما ذهبت يوم الجمعة إلى شارع المتنبي ، أو زرت أقرباء ٍ لنا ، أو ربما قمنا بجولة للتبضع أو لإشباع الفضول في شارع النهر.
ماذا لو انتصرت إنتفاضة معسكر الرشيد ؟؟
لما كانت تلك الحروب التي أشعلها ، شخص مأفون يدعى صدام ،ولما قتل وتعوق الكثير من شباب وطني ،ولما كانت أحذية جنود المحتل ، تدوس أرض وطني ، ولما هاجر أربعة ملايين منا إلى بؤس الغربة ، ولما قتل َ العراقي أخاه العراقي ، لسبب ما مر يوما بخاطر أي منا ، ولما وجد خمسة ملايين طفل يتيم ، ولما انتصرت عصابات القتل والخطف والمليشيات .
ماذا لو انتصرت إنتفاضة معسكر الرشيد ؟؟
لما استشهد والدي على أيدي عصابات البعث.. . ولما أختطف أخي الذي لا نعرف مصيره إلى الآن.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟