أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار منديل - الحسد هل هو وباء جديد في العراق














المزيد.....

الحسد هل هو وباء جديد في العراق


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقول الحكاية الروسية القديمة ان ايفان ايفانوف وبيتر بيتروف كانا جارين ، ولكنهما في ذات الوقت كانا عدوين لدودين . كان كل منهما يحسد الأخر في كل شيئ، في رزقه وفي ابنائه وفي مزرعته، ويرصده وينظر الى ماله وعياله وفي صحته وفي نومته ... الخ . وفي احد الأيام ذهب ايفان ايفانوف الى الكنيسة وعاد منها وهو يقود بقرة كبيرة وسمينة، واستغرب بيتر بيتروف واكلت قلبه الغيرة لذلك راح يستقصي ويستفسر عن سر هذه البقرة ، وعلم بعد الإستقصاء والإستفسار ان ايفان ايفانوف طلب من رب العالمين ان يهبه بقرة، وهكذا وهبه رب العالمين هذه البقرة .
وفي اليوم التالي استعد بيتر بيتروف ليذهب هو الأخر الى الكنيسة ، ولبس افخر ما لديه من ثياب واخذ سمته باتجاه الكنيسة . وتوقع الناس الذين يعرفون بموضوع المنافسة بين الرجلين انه سيطلب ايضا بقرة من رب العالمين اسوة بجاره، ولكنه ما ان وصل الكنيسة حتى طلب من رب العالمين بعد الصلاة والتضرع ان تموت بقرة ايفان ايفانوف .
وهكذا لا هو يريد ان يستفيد ولا الأخر يجب ان يستفيد، عليّ وعلى اعدائي او عليّ وعلى اصدقائي او عليّ وعلى الناس جميعا .
ان الحسد يتحول الى حقد اعمى، ( اذا مت عطشانا فلا نزل القطر ) كما يقول الشاعر ابو فراس الحمداني ، او اكثر من ذلك الى الجحيم العالم كله ، القطر ومن سوف ينزل عليه القطر . هذا هو الحسد انه مشاعر قاتلة تقتل صاحبها قبل ان تقتل الأخرين .
يقول الدكتور جمال الشمري في احد بحوثه العلمية العميقة ( يحصل الحسد دائماً نتيجة مقارنة اجتماعية ، اي عندما يقارن الشخص نفسه مع شخص او اشخاص اخرين، ويتضمن دائماً موقف سلبي تجاه الأخرين . وينقص الحاسد القدرة على تقدير ذاته بصورة عقلانية . فيكون متمركزاً حول ذاته . بل يعتقد انه ليس من العدل ان يمتلك الأخر قدرات معنوية او مادية ولا يمتلكها هو . ويبعد عند المقارنة الأسباب الموضوعية التي شكلت مكانته الإجتماعية او وضعه المعاشي او نوع مهنته او امكاناته وقدراته الشخصية ويذهب الى ابعد من ذلك حيث يعد نجاح الأخر او الأخرين استفزازاً له ويسعى الى تدمير نجاحات الأخرين بغض النظر عن لا اخلاقية الوسائل التي يستخدمها . )
كان فقهاء اللغة العربية القدماء يفرقون بين كلمتين متناظرتين في المعنى العام ومختلفتين في المعنى الخاص، وهما كلمتا ( يحسد ) و ( يغبط ) فإنه ينفس نعمة الأخر مع تمني زوالها اما من يغبط فإنه ينفس النعمة عند الأخر ولكنه يتمنى بقائها على ان يكون له مثلها . اي ان يكون لديه من الحظ والفرص ما يساعده على ان يكون بمستوى الأخر .
كان المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم يقول رداً على من يريدون مصادرة اموال الأغنياء .. اننا نريد ان نرفع مستوى الفقراء الى مستوى الأغنياء لا ان نهبط بمستوى الأغنياء الى مستوى الفقراء .
ومن الغريب ان ظاهرة الحسد التي كانت غريبة عن المجتمع العراقي قد برزت في ظل النظام السابق حتى اصبح كل العراق ضحية لها بعد سقوط ذلك النظام من خلال عمليات ( الفرهود ) التي طالت كل شيئ في العراق من الأموال العامة الى الأموال الخاصة ثم اتسعت في ظل الفوضى العارمة التي سادت بعد ذلك لتشمل كل الناس . وهكذا ظهرت مصطلح ( علمي) جديد هو مصطلح ( العلاسة )، هذا المصطلح الغريب الذي يدل على ان هناك رصد لكل ارزاق الناس ولكل ما لديهم ولكل اموالهم وما يحصلون عليه لأنه توجد فئات طفيلية تريد ان تعيش على حساب الأخرين بدلاً من ان تعيش بشرف وتقوم هي الأخرى بالعمل والكد والجهد للحصول على الرزق الحلال الذي تستحق .
نظن ان العراقيين هم اكبر من هذه الظاهرة وانها سوف تزول ويزول معها الحاسدون الحاقدون الفاشلون واصحابهم سواء من
( علس ) او من يتوقع ان ( يعلس ) ظال الزمن ام قصر .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور علي الوردي
- دور التخلف في نشوء الحركات السلفية
- قضاة ومتهمون ..على الطريقة العراقية
- هل السياسيون العراقيون مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟
- مقتل عبد السلام عارف - ذكريات شخصية
- تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية ومحاولة اغتيال طارق عزيز - ذكريات ...
- مدينة الصدر ..مدينة البؤس والغضب
- محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم - ذكريات شخصية
- تأسيس وتوحيد الدول وتفتيتها - العراق نموذجا
- المحاكمات السياسية في العراق - محكمة المهداوي نموذجا
- البحث عن المدينة الفاضلة
- البحث عن البطل المنقذ
- دور الشائعات في حياة المجتمع العراقي
- العولمة بين انصارها وخصومها
- الفساد في العراق... الوباء القديم الجديد
- الجامعه المفتوحه


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار منديل - الحسد هل هو وباء جديد في العراق