أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد الحسون - لقاء احادي














المزيد.....

لقاء احادي


جواد الحسون

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 09:20
المحور: الادب والفن
    



تدحرجت خطاه مسافة بشوق لم يألفه من قبل ولم يستطع بكل ما تبقى لديه من صبر ان يكبح جماع ذلك الشوق الذي حاكته في قلبه سنوات الفراق الذي حكمت به افرازات زمن صعب سحقت ايامه عجلات الخوف والضعف والضياع لترتديه النفوس النقية التي طالما حكت باللقاء .
امتطى زمن فرحة القصير ... ورافق مااستطاع من ذكريات ذلك الزمن الذي اريد له ان يموت مبكرا .
كان عليه ان يجتاز الهضبة التي ترات له قريبة وانه سيبلغها قبل ان تستقيم الشمس فوق راسه ...تواردت اما عينيه صور اللقاء ولحظات الفرح المقبور الذي سيحيط بعالمه الذي اغتصبه الحزن بلا عناء .
توسط المسافة بين الفراغ الممتد على ضفاف مخيلته وبين الارض المشحونة بالموت , ليس امامه من خيار سوى السعي لكسر حاجز البعد بينه وبين مناه .... شعر ان الطريق تنحدر به مما دفعه الان يعجل بنقل خطاه للحفاظ على توازنه والا فستنزلق اقدامه ويسقط متدحرجا حتى نهاية المنحدر.
لم تمضي سوى لحظات قصيرة ليجد نفسه محاطا بعالم غريب من الهياكل الحجرية التي تباينت اشكالها واحجامها , تناثرت بشكل يعجز البصر من احتوائها .
وقف مندهشا وهو يقلب نظره بكل اتجاه .... فلم تشهد الارض حشدا بهذا الكم الهائل وبهذا السكون الرهيب المفعم بالخوف والهدوء حيث كل شيء يدعو الى التأمل العميق .
لم يكن يحسب حسابا للوقوف قبل ان يلمح ظله الذي تضاعف طوله باتجاه الشرق , حينها ادرك انه اخفق في تقدير الوقت .
تبعثرت خطاه كمن يسير في ارض ملغومة واستحاله عليه السير باستقامه واحدة وسط الهياكل الحجرية التي رصفت بعبث بما دعاه الى القفز فوقها ليختزل المسافة ويكسب بعض الوقت ليضمن عودته قبل غروب الشمس .
شيء ما يشده الى قراءة كل ما يقع عليه نظره , اسماء وكنى وصفات , لحياة ازدل ستار مسرحها ولم تعد تشكل شيء .
اقوال وحكم واشعار كلها كانت تقول بان النهاية واقعة لامحال ذيلت جميعها بتواريخ بعضها موغل بالقدم واخرى حديثة لاتزال ندية , انها النهاية الحتمية التي تحقق فيها الارض اخر امنياتها بان تستريح من عبث الاقدام وتزرع الصمت الابدي في الافواه التي استبعدت يوم صمتها وسكون اجسادها التي ملأت الارض حراكا قلما كان ذا فائدة ونفع .
صار في حيز ضيق ويمعن النظر في واجهات الهياكل المحيطة به حيث الانتظار الذي لايضجر منه ولايعرف مداه ابدا .
فجأة توقف عن الحراك وهو يشير بسبابته الى كومة انقاض , تفحص واجهات الهياكل مرة اخرى وهو يقترب من الحطام المنثور على الارض وقد اختلطت فيه حروف الاسماء وانصاف الارقام وتداخلت بقايا الحكم والاشعار بشكل يصعب فرزها وفهم معانيها , انهمرت دموعه بصمت وهو غارق في بحر متلاطم من التساؤلات التي لم يجد لها جوابا شافيا يعلل به الروح التي اوشكت ان تفيض من جسده .
قطعا لم يكن المكان مؤهلا لان يكون ساحة حرب !! هذا ماتوصل اليه .. ادركه الوقت وليس بوسعه فعل شيء غير انه غرس فوق مكان القبر شمعه صغيره .. تركها تحترق ببطىء ..... ورحل



#جواد_الحسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام عليكم ايها الفقراء -4 (الانحدار)
- رواية الفصول الاربعة
- السلام عليكم ايها الفقراء_3_
- في مهرجان بابل الثقافي ..شح علينا العذر وضاقت بنا الحيّل!!
- في مهرجان بابل الثقافي شح علينا العذر وضاقت بنا الحيل
- رفعة الرأس بابل
- السلام عليكم ايها الفقراء _2_ سمكة في محيط الحلف الاطلسي
- نهايات مغلقة
- السلام عليكم ايها الفقراء ( 1)
- آمال جمهورية الأطفال
- تربية الطفل
- نصل الشيطان
- الريل وحمد
- العصا والحمار / قصة قصيره
- مسمار حذوة الفرس
- ليلة العيد قصة قصيرة
- هل يتعلم الكبار من حرص الصغار....( رؤية في أروقة مؤسساتنا )
- ثقافة الطفل العربي ....في عالم الميديا


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد الحسون - لقاء احادي