موسى جعفر السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حدث قبل أيام في أزقة حي جميلة في بغداد ان أمريكياً برداء عسكري ومعه مترجم تصحبهما مفرزة عسكرية امريكية راجلة متأهبة، يطرق أبواب البيوت ويتحدث مع ساكنيها بصيغة أسئلة عن الماء والكهرباء والوقود وخدمات مدنية أخرى، وكان يسجل إجاباتهم في دفتر ملاحظات. ومن يومها ذهب الكهرباء ولم يعد، وشح الماء وازدادت فترات انقطاعه وانخفض ضغطه "يصنصل" وتأتي هذه الزيارة التفقدية عقب انقضاء خمس سنوات وشهر ونصف من السنة السادسة من عمر "التحرير"! الذي تفاقمت في ظله أزمات لا حصر لها في التنوع والانتشار والتعقيد دون أن تمتد يد "لحلحلة" أي منها بحجة الإرهاب الذي يمتلك نفوذاً مؤثراً داخل أجهزة ومؤسسات الدولة و مبادأة في ممارسة الجريمة بأنواعها وفي مقدمتها سفك الدم العراقي وتخريب الاقتصاد الوطني وتغذية عوامل استشراء الفساد المالي والإداري وغسل الأموال وعرقلة النهوض بعملية التنمية الاقتصادية المستدامة.
إن أزمة الطاقة (الكهرباء، النفط، البنزين، الگاز، الغاز السائل) التي وردت في سؤال الأمريكي تشكل على امتداد عمر "التحرير!" كارثة تستحوذ على معظم دخل المواطن والحصول عليها ذل ومشقة تأخذ الكثير من الوقت والجهد في وقت تزداد فيه صعوبة تحقيق مستوى معيشة يليق بكرامة الإنسان، فالرزق المشروع يعجز عن مجاراة ارتفاع الأسعار الجنوني مما يعرض المواطن لأمراض سوء التغذية في بيئة ملوثة.
وفي ظل هذه المعاناة المتزايدة التي لا يرى أحد بوادر انحسارها أو الحد من تسلطها تلوح لا في المنظور البعيد ولا القريب، يبقى العراقي يعاتب المسؤول العراقي (نائب، عضو في مجلس محافظة أو بلدي، رئيس وحدة إدارية...الخ) لتقاعسه وتقصيره في أداء واجب الاقتراب من الناس وتفقد أحوالهم، وفي المعنى السياسي، مد جسور الثقة بين الحكومة والشعب، وهو تواضع وممارسة ديموقراطية كثيراً ما يرددها القائمون على العملية السياسية لكنها متوقفة دون وجود مبرر يعيقهم عن تطبيقها.
وفي زحمة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنتج الفقر والتخلف والتعاسة والتهميش، تعجز الديموقراطية وتلفظ محتواها.
#موسى_جعفر_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟