سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
((مابين السطور))
اعتقد بأنه لم يعد لدى طهران مجال للشك, بان الكرة انطلقت في الميدان, وأنها تتجه صوب فرضيتين لاثالث لهما, إما الضربة العسكرية التي قد لا تسعف إيران على امتلاك زمام الرد الفوري جراء شدتها وتداعياتها, وإما لنجاح المسار السياسي التفاوضي بين طهران والأمم المتحدة , وتحديدا وكالة الطاقة الذرية, وذلك باحتواء إيران, وضمان تعليق برنامجها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم كأدنى تقدير, تدرك إيران ربما أن سياسة التهويش والمناورات الإسرائيلية الحربية ليس بالضرورة أن تكون مجرد خداع هذه المرة, لان الأمر يتعلق ليس فقط بأمن الكيان الإسرائيلي, والتهديد الدائم بإزالة وشطب إسرائيل عن الخارطة, بل يتعلق الأمر بالتمرد على إرادة الهيمنة الغربية, وإطلاق تصريحات إيرانية من أعلى المستويات بتهديد تلك الكتلة الغربية, حتى تم استثمار التهديدات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة, على امن الكيان الإسرائيلي أولا, وعلى امن الأنظمة الشرق أوسطية التي تدور في الفلك الغربي ثانيا, وعلى المصالح النفطية في منطقة الخليج وبحر قزوين ثالثا, ومجرد امتلاك إيران لسلاح الردع النووي ومطالبتها دخول النادي النووي العالمي بعد إجراء أي تجربة نووية, لهو صفعة إلى خارطة المصالح السياسية الغربية في الشرق الأوسط عامة.
ولعلنا قد راقبنا عن كثب مؤخرا سياسة ومناورات التهويش العسكري الإسرائيلي, من اجل ابتزاز سياسي وحرب نفسية, يتخللها بعض الأعمال العدوانية العسكرية الفعلية, ومن ثم وضع الخصم في حالة إرباك لتجعله يتوقع الضربة العسكرية في كل لحظة, حيث يسود وفق تلك المناورات التهويشية, صخب قرع طبول الحرب متزامنة مع مظاهر عسكرية جدية, فربما كانت هذه العملية من التهويشات العسكرية لتحقيق أهداف سياسية, كإلقاء حجر في المياه الراكدة, ولعلي هنا أشير إلى مثلين وفي مشاهد حية للدلالة على تلك السياسة التهويشية الإرهابية الابتزازية, وتحقيقها بعض المكاسب دون خوض معترك حقيقي:
• النموذج السوري
من المعروف أن دمشق كانت في مقارعة دائمة مع الكيان الإسرائيلي, وبشكل غير مباشر, من خلال دعم حزب الله والمقاومة الفلسطينية, حيث وجود قيادة المعارضة في دمشق وتحديدا حركة حماس والجهاد الإسلامي والقيادة العامة, وبعد حرب تموز وتحقيق المقاومة نصرا جزئيا على القوة العسكرية العدوانية في جنوب لبنان, أقدمت سابقا ولاحقا قيادة الكيان الإسرائيلي, على تنفيذ عدة عمليات إجرامية, تستهدف بها سوريا وحلفائها, أولها اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق الشهيد/ رفيق الحريري وتوجيه إصبع الاتهام إلى سوريا وحلفاءها, ثم اغتيال القائد في حزب الله الشهيد/ عماد مغنية على يد اذرع الموساد في دمشق, ثم اختراق الأجواء السورية وانتهاك سيادتها والتحليق فوق قصور الرئاسة أثناء تواجد الرئيس/ بشار الأسد بداخلها, ثم مؤخرا العدوان الشهير حيث الغارة العسكرية الصهيونية على مواقع في العمق السوري, ادعى الكيان الإسرائيلي انه مفاعل نووي طور الإنشاء, في حين أن القيادة السورية التي سمحت مؤخرا لفرق التفتيش بأخذ العينات منها,أنها مواقع عسكرية مهجورة, وقد أعلنت سوريا حينها حقها في الرد على العدوان في الزمان والمكان المناسبين, فأخذت الأمور تتصاعد وطيرتها, ويبدوا أن تلك الغارة العدوانية والادعاء النووي الصهيوني, هي مجرد الحجر الذي كان واجب إلقاءه في مياه اللاسلم واللاحرب السوري الإسرائيلي حسب مخططات سياسة ومناورات التهويش العسكري الإسرائيلي, حتى وصلت الأمور إلى ترقب ضربة عسكرية وشيكة إلى دمشق, رافق تلك التوقعات كثير من المؤشرات, منها مؤشرات إسرائيلية, مثل إجراء اكبر مناورة عسكرية في تاريخ الكيان الإسرائيلي, تشمل استعدادات الجبهة الداخلية, ومن ضمن تفاصيلها, استعدادات لمواجهة أي هجمات بأسلحة غير تقليدية وتحديدا بيولوجية أو كيميائية, وواكبها زيارات ميدانية لشتى قيادة أركان القيادة الإسرائيلية العسكرية والسياسية والأمنية لهضبة الجولان المحتل, وتعزيز القدرات الهجومية على الجبهة, ورافق تلك الاستعدادات والمناورات التهويشية العسكرية, دعما وحراكا باتجاه حلفاء الكيان الإسرائيلي, حيث توافدت على المنطقة وتحديدا قبالة السواحل اللبنانية, قطع الأساطيل الحربي الأمريكي والبريطاني والفرنسي, ومنها مدمرتي وحاملات طائرات عملاقة, فأصبح المشهد يدل على وقوع عدوان لامحالة, وسمع مع ذلك الهدير من الشرق والغرب, أصوات طبول الحرب, ولكن وحسب سياسة مناورات التهويش كان بالاتجاه الآخر, جهات مخولة ليس بنزع فتيل العدوان, وإنما باستثمار الأجواء المتفجرة وإبداء الاستعداد للوساطة من اجل تجنيب المنطقة عامة وسوريا تحديدا أثار دمار وربما سقوط أنظمة, كاستثمار سياسي هو احد أهم أهداف ذلك التهويش المقرون بعمليات عدوانية جزئية للدلالة على الجدية والمصداقية, وبالتالي من خلف الكواليس ظهر الانفراج, على يد الوسيط التركي والإعلان عن إطلاق مسيرة المفاوضات الغير مباشرة مبدئيا بين الكيان الإسرائيلي ودمشق, ولا يسعفني المجال هنا لتناول الأسباب الحقيقية لخارطة التهويش ورموزها, لكني اشك واشكك في أدنى مصداقية للكيان الإسرائيلي, بأي نية جادة للانسحاب من هضبة الجولان, إنما هي لزوم سياسة التهويش وتسكين الأزمات من اجل أهداف إستراتيجية في الخفاء يحاك لها, اكبر من الشعارات السلمية والتسوية التي يعلن عنها, وبالتالي نجحت سياسة التهويش في تحييد دمشق عمليا عن الجراحة المتزامنة في فلسطين ولبنان, ومحاولة تهتيك النسيج الاستراتيجي في العلاقة مع طهران, ومن يقول بان مخطط التهويش لم يحقق هنا العديد من أهدافه فانه يغالط ذاته.
• النموذج الفلسطيني:
ضمن سياسة مناورات التهويش العسكري الإسرائيلي,في محاولة لتحقيق عدة أهداف أهمها وقف الهجمات الصاروخية من قطاع غزة على المغتصبات الصهيونية, يليها محاولة انجاز صفقة الإفراج عن الأسير الصهيوني لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة"جلعاد شاليط" وهي أهداف من شانها التأثير على الرأي العام الإسرائيلي, وما لهذا الرأي العام من أهمية بالغة في ظل أزمة الفساد الداخلي الذي طال المؤسسة الإسرائيلية السياسية, من أخمص قدمها حتى رأس هرمها, وما لهذا الرأي العام من أهمية بالغة كذلك على المستوى الأمني والعسكري الذي اهتزت هيبته وصورته, بعد حرب عدوان تموز, وبعد الفشل الذر يع رغم تراكم الوعود, والتعهد بوقف الهجمات الصاروخية من غزة, فكان لابد من إلقاء حجر كبير لتحريك المياه الراكدة في جدلية القصف والرد التقليدي المضاد, وذلك من اجل احتواء"تهدئة" بالشروط التي تجعل الرأي العام الإسرائيلي يصفق إعجابا لتلك القيادة, أو اجتياح عسكري لإجراء جراحة عسكرية عسيرة يكون ثمنها ربما باهظا, وعلى نفس منوال مخطط مناورات التهويش العسكري المقرون ببعض الأعمال العدوانية الميدانية,إضافة للحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة العام, اخذ جميع المستويات العسكرية والسياسية والأمنية, تتحدث عن اجتياح لقطاع غزة بات "قاب قوسين أو أدنى, وذهبت التصريحات السياسية والعسكرية, إلى حد الحسم بان قرارا سياسيا قد اتخذ بالاجتياح, ولم يبق سوى إشارة البدء وإعطاء الأوامر العسكرية للحشود العسكرية المرابطة على حدود غزة برا وبرا وجوا بالتحرك.
وفي ذروة أجواء التسخين والتبريد الفتاكة كحرب نفسية,بحيث أن المراقبون حسب المعطيات الميدانية والسياسية, يترقبون الهجوم خلال أي عشية وضحاها هم الأغلبية, ومن يشرفون على الشق الثاني لسلاح التهويش بالتبريد يشككون في حقيقة بدء الهجوم انطلاقا من خلافات بين المستوى السياسي الذي يمثله رئيس الوزراء"يهود اولمرت" من حيث التسخين ألتهويشي, وبين المستوى العسكري الذي يمثله وزير الحرب"أيهود براك" والذي يتقمص عملية التبريد والممانعة للاجتياح, في حين أنها كانت ذروة الحرب النفسية, وتوزيع الأدوار بعناية وتخطيط محكم,من اجل إصابة مركز الهدف, وهو وقف صواريخ المقاومة, بل شل ذراع المقاومة انطلاقا من قطاع غزة, وضمن مناورات التهويش العسكري, برز الوسيط المصري محاولا مد يد الإنقاذ لقطاع غزة وفصائل المقاومة من تدمير اجتياحي ستسقط معه كل القلاع والحصون, وبالفعل فقد نجحت إلى حد ما تلك المناورات التهويشية العسكرية, وأثمرت تهدئة غير شاملة وغير متزامنة وفق الشروط الإسرائيلية, وبتفاهمات أو اتفاق تهدئة بين حركة حماس ومعها فصائل المقاومة التي وافقت على التهدئة وتحفظت على بند"غزة أولا" وبين الكيان الإسرائيلي, وذلك تحت مبررات سحب ذرائع الاجتياح, ومن اجل رفع الحصار الخانق على قطاع غزة, وهنا نقول في النموذج الفلسطيني قد أجريت جراحة إسكات الجبهة كانجاز سياسي وعسكري للحكومة الإسرائيلية, كما حدث بالنموذج السوري مع اختلاف التفاصيل, وتوقع صمود تلك التهدئة الهشة, والتي تمتلك مفاتيح صمودها دولة العدوان والاحتلال.
وربما من المفيد سحب سياسة مناورة التهويش العسكري الإسرائيلي على الحالة الإيرانية وبقوة وجدية, فقد أعلن الكيان الإسرائيلي الحرب فعليا وحسب القانون الدولي على إيران, وقد بدأت إرهاصات التهويش ردا على التهديدات الإيرانية بحتمية زوال الكيان الإسرائيلي, وذلك على مسارين الأول هو شل قدرة حزب الله على شن أي هجوم على الحدود الشمالية للكيان الإسرائيلي بضمانة قراري الأمم المتحدة" 1701 والقرار 1559" وانتشار قوات اليونفيل تحت الفصل السابع في الجنوب اللبناني, وطرح عملية تسوية مع لبنان لتسليم مزارع شبعا وانتقالها إلى ولاية القوات الدولية, وذلك من اجل المساعدة في سحب سلاح حزب الله, وكذلك تحييد سوريا بالمفاوضات المكثفة مع الكيان الإسرائيلي, وإسقاط ورقة المقاومة من يد إيران في فلسطين, ومحاصرة النفوذ والمد الإيراني في منطقة الخليج خاصة وفي الشرق الأوسط والكتلة الشرقية عامة, ومن ثم القيام مؤخرا بعد الإعلان عن نية الكيان الإسرائيلي توجيه ضربة قاسمة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية بغطاء غربي, حيث أجريت مؤخرا مناورات عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي ضخمة, وقدر المراقبون خط سيرها بالمناورة والمسافة بين نقطة الانطلاق ذهابا وإيابا من تل أبيب إلى اليونان, بنفس المسافة للوصول للأهداف المحددة في طهران, وربما كتبت في مقالة سابقة حول دلالات يجب أن تتحقق لمباغتة طهران, أهمها ربط الكيان الإسرائيلي بشبكة الإنذار المبكر الأمريكية, على أساس أن الكيان الإسرائيلي في الإستراتيجية الأمريكية, هو امتداد للأمن القومي الأمريكي, وطالما بدأت الصحافة البريطانية والعالمية تتحدث الآن وفق مصادر عسكرية مطلعة, أن إيران وجهت صواريخها صوب مفاعل ديمونا النووي, فربما الدلالتين الأولى بالربط الانذاري المبكر,ولا استبعد قريبا حديث الإعلام حول تسريبات لمصادر عسكرية تكشف عن إجراءات الاستنفار النووي الإسرائيلي بتحريك الصواريخ الباليستية عابرة القارات, والمحملة برؤوس نووية صوب طهران, قد يتم تنفيذها بقدر تفعيل عملية التهويش العسكري وجديتها, واعتقد أن العالم الغربي سوف يتعاط مع المخاوف الإسرائيلية والتحريض الأمريكي بشكل فاعل وجاد, في الانتقال من مرحلة الضغط السياسي والاقتصادي على طهران, من اجل وقف برنامجها النووي, حيث حذر مؤخرا البرادعي من خشيته,في حال ضرب إيران أن تتحول منطقة الشرق الأوسط إلى كتلة من لهب, رغم أن إيران بمفردها ستكون في المواجهة عمليا, وتحذيره من عملية الارتداد بإمكانية خطة إيرانية عاجلة لصناعة قنبلة نووية بوقت قياسي, ولا ادري أن كان هذا تحذير أم تحريض, وهل يفضل أن تتحول طهران لكتلة من اللهب, أم يقصد البرادعي شيئا آخر؟ وهذا بحد ذاته يضع الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم في زاوية التعامل الجدي مع هذا الخطر اليوم قبل الغد, لذلك فان العمل سيكون حتما في ظل سياسة مناورات التهويش العسكري على مستوى زيادة وتيرة التصعيد ورفع أصوات طبول الحرب المرتقبة, وان أي لحظة تحتمل تنفيذ عملية كبيرة ضد إيران, ربما يخططون بان تكون تلك العملية ضخمة التدمير وكارثية, بحيث تعجز طهران عن سرعة الرد كما يتوقع البعض بإطلاق عشرات آلاف الصواريخ, لان المخطط قد يشمل توزيع المهام بين عديد من دول التحالف الغربي عسكريا بحيث يبدأ الهجوم الجوي على أهداف إستراتيجية عسكرية لتشل قدرة إيران على الرد, ومن ثم تنقض المقاتلات الصهيونية لتدمير أهم المنشآت النووية الإيرانية, ووفق ذروة التهويش, ربما هناك وفي كواليس الخفاء, تدور عمليات وساطة مكثفة من اجل احتواء إيران وبرنامجها النووي على غرار البرنامج النووي لكوريا الشمالية, بمزيد من حزمة عروض المساعدات الاقتصادية, وإبرام الصفقة في اللحظات الأخيرة, بين الغرب وطهران, يتم بموجبه التخلص من البرنامج النووي العسكري الإيراني, ووقف تخصيب اليورانيوم في طهران, والسماح لطهران حسب اتفاق يكون ثمرة لسياسة مناورات التهويش العسكري, بامتلاك مفاعلات نووية سلمية تحت مراقبة الهيئة العامة للطاقة الذرية, ومد إيران باليورانيوم المخصب بنسبة محددة من اجل الاستخدامات السلمية, كل هذا وارد وبقي أن نراقب عملية الإخراج الأخير إما ضربة عسكرية ضخمة لطهران, وإما ميلاد اتفاقية تنهي جدلية ملف إيران النووي, وان كان لي برأي فإنني أرجح الخيار الثاني, تزامنا مع اقتراب نقطة الصفر المتوقعة للهجوم والمباغتة, وربما قبل سنتين كتبت مقالة بعنوان, "ماذا لو تم احتواء إيران", فإيران عمليا بغض النظر عن المصالح التي تربطها بالهند وروسيا الاتحادية والصين, هي في ميدان المواجهة ستكون وحيدة فيما لو نظرنا إلى المعطيات بشكل مجرد بعيدا عن التعويل بتأثير تلك القوى على قرار الإصرار على تجريد إيران من إمكانية امتلاك السلاح النووي الذي سيبقى إلى مدة طويلة, حكرا على الكيان الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط, لذا فإنني أرى سياسة مناورات التهويش العسكري الإسرائيلي والدعم الغربي لتلك المناورات, وتوقع جدية التهديد بضرب المنشآت النووية الإيرانية, ربما ينتج عنها انفراجا سياسيا مسافته ونطاقه بقدر ما يعلو هدير طبول الحرب, والتهديد بزوال الكيان الإسرائيلي, وتعهد الغرب وإسرائيل بالمقابل بزوال إيران عن الخارطة وتدميرها,يتزامن ذلك مع غمزة الرئيس الأمريكي الأسبق حول كشف مخزون السلاح النووي الإسرائيلي, واعتبر البعض أن في ذلك إساءة لأسرار الكيان الإسرائيلي, وربما المقصود من ذلك هو المساهمة في الحرب النفسية إلى جانب حليف الأمس واليوم الاستراتيجي, فعلينا ترقب ثمار تلك المناورات التهويشية سواء في عهد هذه الإدارة الامريكة الحالية وهذا متوقع, أو انتقال العهدة بوتيرتها بتعهد جدي من الرئيس والإدارة المرتقبة القادمة.
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟