أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم عذوف - حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة التاسعه














المزيد.....

حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة التاسعه


نجم عذوف

الحوار المتمدن-العدد: 722 - 2004 / 1 / 23 - 04:13
المحور: الادب والفن
    


                                     ثمةَ ما يؤرق ارتحالاتنا الى عوالمٍ سبقت ظلها ، ترامت على ضفاف انشغالاتها ، لهاث يتبع لهاث وصمت يمسك صمت تطوقه ارتعاشاتنا المخبوءة تحت حكايانا البكائية التي افاقت على سنواتها الهرمه . محطاتنا افرغتها وساوس السفر وقطاراتنا المتوقفه في زمن متوقف ... تارة نتدثر بالشرود وتارة نتدثر باستباحة الحلم اليقظ .
يا ايمان بقاؤنا جنون الوهم ، اصرارنا الوجودي خرافةً بانتظار المغدرة ، يرمي اشتعالاته على جمرتنا المتقدة ، من ذا .. يفتح باب ذاكرتنا المنكودة ةيدخلنا لنتدفء ، تجمدت الذاكرة في بلاد الجليد فاشعَلتِ ناراً لِتُذيبي انجماد الذاكرة .. أعدتِ اليً كينونة نفسي ، فلملمتُ الشتات وجئتُ اليك منكِ محملاً بليالٍ امطرتها السنوات فأنبتت هواجسها ، قلقها ، حكاياها .
ايمان ايتها الحبيبة التي فتحت باب القلب ودخلت دون اذن مني ، زرعت بنفسجتها في داخلي وسقتها برقتها ، ساحكي لكِ .......
كان حلم الصبا ياخذنا الى اديم الفرات ومروج الحقول ونخيلٍ مازال يكبر وينمو ، كنا نحلم باللامالوف وعالم الغرائب والعبث الغير منظم ، صِبا يشاكسُ صبا ، ووعي صبياني يصارعُ وجوده من اجل ان يبقى ، ( كافكه ، رامبو ، شكسبير ، الادب العربي  ) كلها كانت هموم .
كان الهم الذي كنا نصنعه ليس هو الهم الذي ياتي محض صدفه ، همٌ يتراكم فوق هموم الهم .
يا ايمان ..... كانت تاخذنا المحطات المكتظة بذاكرة الوداع ، وترجعنا القطارات المحملة بهموم الليالي ...... شاعر يترنح على ذاكرة المتنبي وابي تمام ، ترينه يلقي همومو القصيدة المتشحة برمال الصحراء ، سعد سباهي ذلك الكائن الذي خرج من جلباب المتنبي والجواهري ، له عوالمه الخاصة وطقوسه التي يمارسها مع القصيدة وهي ترتمي في احضانه مسترخيةً ، كان يُمتَعَكِ حديثه الشيق عن عوالم الادب العباسي وطرائفه .
اما حسن الحبوبي رحمه الله الشاعر المنزوي الذي يرتمي تحت ظلال الكتب ارى فيه اكلتهُ كتبه وهو يتنقل بين طرقات القصيدة الحديثة ، شاعرٌ مات قبل ان يولد رحل حسنٌ هذا بصمت في غرفته وبين كتبه وقصيدة كانت اخر وداع مع البقاء ...
خالد المعالي الشاعر الذي حمل معه البادية وجاء بهموم الصحراء ، كان يحمل ا لصحراء داخل حقيبته التي كانت رفيق له في حله وترحاله ، تمرد ... تحدى .. ارتمى بعيدا عن العالم الذي يعيشه ، كان الخصام معه له متعة والمشاكسة كانت اكثر جمالية ، خالد هذا افترق عنا في اولى خطوات الطريق مع قصائده وتطلعاته ...
يا ايمان .. هكذا كنا مزاحنا كان له طعم ثمرة نخيل السماوة وطيبة ارضها .. كانت ليالينا هواجس ، احلامنا يقظة ، حواراتنا كانت تاخذنا الى انفسنا وترجعنا اغتراب ، جيل نشأ وتفرق وذهب بعيداً لا اعلم كيف ، كنا لا نفارق ظلنا بعد ان تركنا ظلنا وذهب .. اننا الان نعيش دون ظل كان يخاصمن ويحاورنا ويشاركنا اخزاننا وافراحنا ...
تخونني الذاكرة كثيرا لذكر من أود ذكرهم وان اسعفتني قليلا فاستجمع وجه رجاء بشفافيته ووسامة شكله وقصائده التي كانت برائحة زهرة القرنفل ... علي حميد وتكوينته الرائعه وقصائده التي تطرق ابواب التصوف .. رعد حميد الذي آل الا ان يكون فكان ورص المفردة كانه يرص احجارا لبناء مملكة جميلة .. و .. و ...
جيلنا هذا ليس له حدود وليس له جغرافية ، اسواره  مفتوحة يدخلها الوافدون بلا رقيب ....
نعمان الحميدي شاعرنا الجميل الشفاف الذي في غفلة من نفسه ومنا رحل دون ان يودع نفسه او يودعنا ....
ترى اين انتم الان ايها الاحياء ، ترى هل نجتمع مرة اخرى .. ولكن كيف وقد مضى ما مضى ..
ايمان ا ايتها الحبيبة .. تاخذني الذكريات الان الى شواطئ نهر العطشان وتعيدني محملا بالهم ، بعد هذا وذاك .. تجمد كل شي في داخلي وانا استجمع شيئا من هذه الحكايا ولكن ياله من قدر .
تصارعت مع ذاكرتي ولم تسعفني مرة اخرى ولكن ساقول لكِ يا ايمان افتحي دفترك واكتب هذه الحكايا بانتظار ان تسعفنا الذاكرة ونكتب حكايا اخرى على طلل المدينة  ...
حملونا شوق الليالي وراحوا       ليتهم مثلما استراحو اراحوا
نذرونا للريح فالتهبتنا               لتوفي بنا النذور ُ الرياحُ

ولي معك ومع المدينة موعد اخر وانت تذكرينني بما نسته الذكرة   



#نجم_عذوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثَمةَ أشياءٍ تختزلُ الوسادة
- الهطول الاخير للزبدِ البري
- خفايا تَحتَ ظِلالِ الفَجرِ
- تحتَ صوتِها شهوةٍ مهملةٍ
- من يوصد الغفله الى/جمال حافظ واع
- خرافة الريح
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الثامنه
- الحوار المتمدن .. هو الحوار الاكثر بهاءا واكثر اشراقا في زمن ...
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه السابعه
- اقبية المراثي المستتره
- حينما نتشاجر مع القصائد
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه السادسة
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الخامسة
- نشأة....... ونشأة أخرى
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الرابعه
- نحلم.....فيسترخي البحر
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقه الثالثه
- نصوص غير مرئية
- حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة الثانية
- حينما نفيق لاتوجدأرقام


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم عذوف - حكايا من مدينة كلكامش - الحلقة التاسعه