|
مذابح النساء في العراق ، من بركات النظام العالمي
اعظم كم گويان
الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 12:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بعد احتلال العراق عام 2003، وتمرغ أمريكا وحلفائها في المستنقع الناتج عن النظام العالمي، أخذ المجازر ترتكب في كل أنحاء البلاد. ففي أجزاء من العراق بإمكان النساء الخروج من البيت برفقة رجال لحمايتهن من الاعتداءات المختلفة. لقد بات انتهاك حقوق المرأة وحريتها من قبل قوى الاحتلال، والسلطات الحكومية، والعصابات القومية والإسلامية، و الجماعات المختلفة، أمرا روتينيا، وأشد دموية وبشاعة، لم يسبق له مثيل. ثمة حرب إبادة عرقية تشن على النساء في العراق. فخلال عام 2007 قتلت 255، ربعهن عن طريق الانتحار بإحراق أنفسهن. وخلال عام 2006 جرت 366 حالة إحراق نساء في محافظة دهوك فقط، في حال أن المسؤولين في المحافظة أعلنت الرقم 289 عام 2005. و حتى لو لم تؤد معظم محاولات الانتحار تلك إلى الموت ، فلن تقلل من هول هذه الجرائم، ولن تغير مستقبل الناجيات من الانتحار إلى ألطف ، بل غالبا إلى أبشع. وفي محافظة أربيل ، أبلغ أحد الأطباء عن 576 حالة محاولات الانتحار حرقا ، منها 358 حالة أدت إلى الوفاة من شدة الحرق. وفي عام 2006 ، خلال شهر واحد ، تم تعداد جثامين 130 امرأة في قسم حفظ الجثث . كل عام تُقتل مئات النساء في العراق، يحرقن / يرجمن ، يتم تسميمهن، يذبحن، أو يتم تقطيعهن ارباً اربا بالسكاكين والمدى، لأن السيناريو السود المخيم على العراق ، المتمثل بأمريكا ، والعصابات الإسلامية والقومية والطائفية تؤيد هذه المذابح بحق النساء. و غالبا يكون خروج المرأة من البيت جزاؤه الموت.عدا حالات قتل الشرف التي تفتقد إلى التعداد و الإحصاء ، بسبب علاقات جنسية قبل الزواج، وخارج الزواج.
الإبادة العرقية شملت قتل المرأة من قبل الزوج بسبب الخروج المتكرر من البيت، و قتل أُم ّ من قبل ابنها لمنعها من الزواج مجددا، و قتل أخت من قبل أخيها بسبب زواجها بدون أخذ رأيه ورضاه،ومقتل امرأة من قبل زوجها لعدم رعايتها الحجاب الإسلامي.
تلعب الإشاعات و التقارير دورا كبيرا في ارتكاب جرائم قتل الشرف. الإحصاء والأرقام المتوفرة ليست إلا قمة جبل الجليد الغاطس في مياه البحر، إذ أن الواقع أكثر مرارة، واشد ظلمة. في أحيان كثيرة ، سوى العلاقات الجنسية خارج الزواج، تؤدي الشائعات والهمز واللمز حول " سلوك" النساء، و أسلوب ارتدائها الثياب، ومسائل من هذا القبيل، إلى قتل النساء. فإن النساء يقتلن بأساليب وحشية مرعبة. إنهن يقتلن ، مثلا لسلوكهن الودي مع الرجال، أو أن حركاتهن ، و ثيابهن غير محتشمة، أو عشقن رجلا لا يروق لأهلهن من الرجال، أو لأنهن أردن حياة مستقلة ، أو طلبن الطلاق، أو جلسن بجنب رجل غريب في الحافلة، أو اتصلت بالهاتف أو المسنجر بأحد الشباب، ، أو أحبت رجلا أرادت مشاركته الحياة.... الأرقام والإحصائيات عن مجازر النساء لا تبين أنهن شرعن في الانتحار تحت ضغط صيانة شرف العائلة، أو المسرحيات التي تمثل مقتلهن إثر الحوادث و غيرها، أو اختفائهن، أو حالات أخرى كثيرة كلها نتائج لقتل الشرف. لا يتم التبليغ عن أكثر حالات قتل الشرف، وبالتالي لا يتم تسجيلها. حالات كثيرة منها تُسجّل بأسماء وعناوين أخرى. فحقوق النساء في الحياة استحالت إلى ميدان تصارع الجماعات القومية والدينية والطائفية على السلطة والنفوذ. وقد توسعت أبعاد العنف المسلط على النساء داخل الأسرة بشكل مفجع، عقب سيادة أجواء العنف المنطلق العقال في المجتمع.
يتعرض أبسط حق من حقوق المرأة، وهو حق الحياة إلى انتهاكات إجرامية منظمة من قبل مجرمي النظام العالمي الجديد الحرفيين، والقوميين والإسلاميين. واليوم هذه الحفرة المظلمة للنظام العالمي الجديد تقع في العراق، و هي ليست إلا رأس جبل الكارثة التي أنزلتها أمريكا مع القوميين والعصابات الإسلامية على رؤوس نساء العراق.
أضفى هؤلاء المجرمون بسياستهم القومية والطائفية و العنصرية أبعادا جنونية على العنف الممارس بحق المرأة في الأسرة ، والتي تؤدي بالنتيجة إلى المجازر الرهيبة بحق النساء في العراق. هذه الجرائم البشعة لا بد من التحقيق فيها في المحاكم والمنابر الدولية، و يجب أن ينال المجرمون جزاءهم العادل ليكونوا عبرة في المجتمع، ولأجل خلاصه من هذه البربرية والانحطاط.
فما العمل، إذن؟ ثمة طريق واحدة فقط، ألا هي اتحاد الجماهير في إطار يجعلهم يمتلكون قرارهم بأنفسهم، و يضع حدا لنفوذ قوى الاحتلال والعصابات الإسلامية والقومية على مصيرهم و حياتهم واستقلالهم. هذا الفساد والانحطاط المتفشي لا يمكن الرد عليه إلا بإزالته و أخذ زمام الجماهير المبادرة و امتلاكها الإرادة القوية الحرة. شيوعية قوية ثورية حاضرة في سوح الكفاح وحدها القادرة على تحرير النساء من ربقة الرجعية الدموية المختلفة السائدة في العراق.
2008-06-26
الباحثة الإيرانية أعظم كم غويان ترجمة: حميد كشكولي عن المواقع اليسارية الإيرانية
#اعظم_كم_گويان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|