ضمد كاظم وسمي
الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 09:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
منذ ان شرعت مجسات الحضارة الغربية تتدفق على بلادنا العربية والى الان والاوساط الثقافية والعلمية والسياسية تخوض جدلا لم يفض الى وفاق محدد حول أي لغة يجب اعتمادها في تدريس العلوم في جامعاتنا العربية .. فهناك من يرى ضرورة اعتماد اللغة الانكليزية لانها لغة العلم في الحضارة المعاصرة فيما يرى اخرون ان اعتماد اللغة العربية مما لامناص منه لانها تمثل شخصيتنا العربية التاريخية .. وطبعا كل طرف يطرح لاسناد رايه مبررات القبول و الرفض .. بيد ان المسالة لاتكمن في القبول والرفض بهذا الراي او ذاك .. ولا علاقة لها بالفخار والاعتزاز بلغتنا العربية الجميلة .. كما انها لاتتعلق بمقت اللغات الاجنبية بسبب جهلنا بها ف(( الناس اعداء ما جهلوا )) ، ليس الامر يمت الى الوجدان بصلة والا لكانت لغة المعلقات هي الفضلى ! ..
المسالة تكمن في كيفية امتلاك ناصية العلم .. والانتقال بمجتمعاتنا العربية الى مدارج التقدم والحضارة . لو رجعنا الى التاريخ في القرون الوسطى في ظل الحضارة العربية لوجدنا ان الكثيرمن شعوب اسيا وافريقيا واوربا قد اذعن بتوقف التاريخ لصالح النموذج الحضاري العربي ، وان هذا النموذج قد ارسى قواعد المستقبل للعالم انئذ وربما لعدة اجيال تلت تلك الفترة دون منافسة تذكر من قبل تلك الشعوب . وبذلك سارت تلك الشعوب غير العربية نحو التطور والحضارة من خلال اعتمادها اللغة العربية لانها لغة العلم والحضارة ولامندوحة لتلك الشعوب من اعتمادها طالما ارادت بلوغ مدارج الحضارة .
اما الان فلابد من التسليم بتوقف التاريخ لصالح النموذج الحضاري الغربي _ شئنا ام ابينا _ وان هذا النموذج قد ارسى قواعد المستقبل للعالم وربما لاجيال قادمة عديدة من دون منافسة تذكر من قبلنا او من سوانا .. فاي شعب لكي يلحق بركب الحضارة فهو بحاجة الى اعتماد من بين ما يعتمد من لغات ، لغة العلم والحضارة ، فهل لغتنا قادرة على انجاز ذلك ؟ فاذا كان الجواب بالايجاب ، فان الواقع وطبيعة الاشياء لا تسعف الجواب بشيء ..
وتاسيسا على ماتقدم وبما ان اللغة الانكليزية هي لغة العلم والحضارة في العالم فلا مناص من اعتمادها في تدريس العلوم في جامعاتنا اذا كانت ثمة ارادة نحو التقدم والحضارة .
#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟