أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - اغتيال منطق الوطن باغتيال حاوي















المزيد.....

اغتيال منطق الوطن باغتيال حاوي


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يكن اغتيال جورج حاوي صدفه، بل كان مخططا يشكل حلقة من حلقات اغتيال الوطن .
من هو حاوي ؟ و ما هي أهميته للوطن؟
هو حامل لواء العلمانية و الديمقراطية و الحرية ، عمل على نشر السلوك الحضاري الديمقراطي الذي يؤسس للبنان خال من الطائفية و الطائفيين بشرط أن تبقى طوائفه لتشكل بتنوعها موزاييكا فكريا حضاريا تكون بمثابة المنارة لهذا الشرق.
في لحظة اقرار اتفاق الدوحة كنت أستحضر جورج حاوي و أسأل نفسي ترى ماذا يقول أبا أنيس و هو يشهد من عليائه الوطن يرسم على قياس الطوائف و الملل قيقر قانون الستين ليكون الوطن على مستوى قرية و قضاء فيكون قضاء الله و قدره حربا فيما بين الطوائف على مقاعد سيادية و غير سيادية و تستعر الحرب داخل الطائفة الواحدة على مقاعد خدماتية و غير خدماتيةلا لتخدم مصالح المواطن بل لتخدم استمرار الزعامة و التربع على الكرسي.
علة الأزمة السياسية اللبنانية الحالية هو الخلل في تركيبة السلطة وفق ما أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية في العام 2005 مما يتطلب اعادة انتاجها بقانون عادل و نزيه للانتخابات يحقق صحة التمثيل و ينصف جميع فئات المجتمع.
المعركة الانتخابية القادمة هي معركة حاسمة تحدد مصير لبنان و تنقله من مرحلة رمادية الى أخرى مصيرية و خاصة بعد دخول لبنان نفق التدويل منذ صدور القرار الدولي 1559 في أيلول 2004 .
لبنان الذي يتميز بصيغة فريدة تقوم على التوازن و التنوع الحضاري ، النظام الديمقراطي المنزه عن الشوائب و التشويه ، هو الذي تتحقق فيه العدالة و المساوات بين جميع الفئات و يشكل صمام أمان للعيش المشترك و يحتضن الاستقرار الأمني و المناخ السياسي.
ان قانون الستين القائم على النظام الأكثري و اعتماد القضاء دائرة انتخابية و توزيع المقاعد طائفيا و الذي جرت على أساسه أربع دورات النتخابية لم يحقق صحة التمثيل و أدخلت نتائجه البلاد في حالة من اللا استقرار مهدت لاندلاع الحرب الأهلية عشية 13 نيسان العام 1975 .
أتخيل جورج حاوي مع رفيق كمال جنبلاط غي عليائهم حزينين يشهدان دفن أحلامهم و انجازاتهم بالتوالي فالأول اغتاله النظام السوري بيد رفعت الأسد منظر الديمقراطية الأول في قصره الاسباني في لحظة حاسمة من تاريخ الوطن عندما كانت الحركة الوطنية على قاب قوسين من انجاز نصر عسكري يمكنها من فرض برنامج الاصلاح المرحلي ، فتدخل النظام السوري اغتيالا لقائد تلك الحركة كمال جنبلاط و اجتياحا عسكريا مباشرا للبنان تحت شعار حماية مسيحييه فمنعت قيام التغيير الديمقراطي الذي يؤسس للبنان المنفتح اللا طائفي.
و الثاني أغتيل عندما كانت القوات السورية تنسحب انسحابا مذلا من لبنان و قوى 14 آذار تنتفض لأجل وحدة و استقلال لبنان.
حاوي الرجل المؤمن بالوطن آمن بضرورة فتح صفحة جديدة فيما بين اللبنلنيين حيث كان أول من بادر الى طي صفحة الماضي مع القوات اللبنانية فاجتمع مع قائدها عام 1991 و دعا الى مؤتمر للحوار الوطني فجعله السوري يدفع ثمن ذلك اللقاء بمنعه من الدخول الى الندوة النيابية.
نادى طوال سنواته الأخيرة بالمصالحة الشاملة الحقيقية و اعتبرها المدخل الى الخروج من القبضة السورية حيث لم يكن موافقا على النهج السوري بادارة الأمور و كان مدينا للأجهزة الأمنية و غطائها السوري.
آمن بالحوار فكان مهندس الحوارات الصعبة متخصص في تدوير الزوايا يؤمن بالحلول المرحلية عندما تكون المسئل فيما بين أبناء الوطن فكان يتبناها و يبني عليها و يطورها ، اقنع كمال جنبلاط بالعام 1976 بالقبول بالوثيقة الدستورية و البناء عليها و لكن السوري كان بالمرصاد اغتال حلم الوطن الجامع باغتيال مهندس المشروع و قائد الحركة حتى لا تنتقل عدوى الديمقراطية و التغيير من لبنان الى محيطه.
أما عندما كان الأمر مع الخارج فكان حاوي حاسما غير متردد ففي العام 1976 أعطى الأمر للتصدي للقوات السورية الغزية للبنان عسكريا فكان سباقا بالتصدي للمخطط السوري المرسوم للبنان منذ العام 1976.
في العام 1982 عندما انهار الجميع أطلق مع رفيق الفكر محسن ابراهيم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لتشكل ردا وطنيا شاملا على مستوى الوطن فشكل حالة استنهاض شعبي تعانق فيها الصليب و الهلال على مذبح الحرية و الاستقلال ليندحر الاحتلال و يبقى الوطن ، ماهي الا أيام و نادى المحتل بمكبرات الصوت يا أهالي بيروت لا تطلقوا علينا النار نحن منسحبون.
لقد جاء اغتيل حاوي بتوقيت اختاره المنفذون بدقة فنتائج الانتخابات الديمقراطية التي جرت بعد خروج سوريا من لبنان و أدت الى فوز تحالف 14 آذار فتح الباب أمام لبنان جديد يتجاوز الطائفية و تسوده أجواء الحرية و الديمقراطية فلم يرق ذلك للأنظمة الدكتاتورية المحيطة بلبنان حيث الديمقراطية و التغيير تدخل الرعب في قلوبهم.
لمن ينادون بقانون الستين على قاعدة التمثيل الصحيح أسأل عن أي تمثيل تتكلمون ؟ اذا كان التمثيل الطوائفي فانتخابات العام 1957 كانت تمثيلا صحيحا على مستوى الطائفة المسيحيه و لكنه لم تكن تمثيلا صحيحا على مستوى الوطن فانتج من بين أسباب أخرى الحروب و الفساد.
اما انتخابات 1992 فتمثلت الطائفة الاسلامية تمثيلا صحيحا الا انه لم يكن كذلك على مستوى الوطن ككل فاستمرت الأزمات و استمر الفساد فلم نستطع النهوض بالوطن .
في ذكرى اغتيال حاوي لنعود لحلمه و كمال جنبلاط و لنعمل على بناء الوطن البناني ذو الوجه العربي منارة الشرق الحاضن لأبنائه بجميع طوائفه و انتماءاته لنعمل على قانون انتخاب يعتمد الوائر الكبرى على اساس الاقتراع النسبي الذي يضمن صحة التمثيل القيقي للطوائف و الوطن و ذلك لأن التمثيل الطائفي الذي يروج لاعتماده يحقق اشباعا للغرائز الطائفية و المذهبية و العصبية بمعزل عن أي فائدة للمواطن أيا كانت طائفته حيث تبقى مشاكله على حالها.
لنناضل ليرفع الغطاء عن هذا النظام القاتل الذي لو حوكم عندما قتل كمال جنبلاط لما تجرأ على اغتيال رفيق الحريري و جورج حاوي و سمير قصير و بيار الجميل الى آخر اللائحة و لما اغتال قبلهم رياض طه، و المفتي حسن خالد و الشيخ صبحي الصالح و الرئيس معوض الى آخر الاغتيالات منذ العام 1975 الى الآن.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضاء الله و قدره في العراق
- قراءةنقديه في فكر جورج حاوي في الذكرى ال82 لتأسيس الحزب الشي ...
- بديل ((الحزب الشيوعي اللبناني))؟


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مسعود محمد - اغتيال منطق الوطن باغتيال حاوي