أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت شاكر محمود - إيران والمنطقة والضربة الموعودة...,وجهة نظر















المزيد.....


إيران والمنطقة والضربة الموعودة...,وجهة نظر


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الناظر لساحة الأحداث الدولية وخاصة ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، يلاحظ فشل سياسة الفوضى البناءة (أو الخلاقة)، مثلما فشلت سياسة الصدمة والرعب الأمريكية. فالراصد للأحداث في هذه الساحة يمكنه من بلورت بعض وجهات النظر حول تلك السياسة ومنعطفاتها وتبدلاتها وفقا للقوى الفاعلة على هذه الساحة والأحداث الجارية. فها هي ملامح السياسة الأمريكية الجديدة القديمة، والتي بدأت بالعراق المحتل ومحاولة قوات الاحتلال أمريكي والمتعاونين معه من بعض القوى الإسلامية،بالقيام بتقليم بعض مخالب إيران فيه، وخاصة ما تعرض ويتعرض له التيار الصدري في الآونة الأخيرة، ومن محاولة سيطرة الدولة وبعض رموزها السياسيين المناهضين لهذا التيار، وخاصة ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية على الساحة العراقية، وبالرغم من أن الطرفين(التيار الصدري والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية) هما واجهتين للسياسة الإيرانية في العراق إلى جانب قوى وأحزاب أخرى ذات طابع قومي وديني وطائفي وللبرالي ومن مختلف الفسيفساء العراقي المختلف والمتناقض. كذلك ما تتعرض له المجاميع الخاصة والتي يشرف عليها جيش القدس الإيراني، وهذه المجاميع ليست من التيار الصدري فقط لان بعض أفرادها ينتمون إلى مختلف التيارات الإسلامية وغير الإسلامية والتي هي ذات طابع مذهبي وطائفي إلى جانب مختلف الأفراد ذوي السلوكيات المنحرفة والإجرامية والتي استطاعت القوى الإيرانية من تجنيدها وتوفير الغطاء المادي والمعنوي والتدريبي لها لكي تتحرك في الساحة العراقية، حتى أن بعض أولئك الأفراد مما يسمى بالقوى أو الشخصيات السنية أو العلمانية أو اللبرالية. هذا من جانب ومن جانب آخر ما حدث في قطر والاتفاق الذي توصل إليه الأطراف اللبنانية المتصارعة تحت خلفيات إقليمية ودولية بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب اللبناني وتطلعاته بوحدة النفوس والأفكار والقلوب قبل وحدة المصالح، هذا الاتفاق حقق التهدئة المؤقتة بين تلك القوى المتصارعة، بالرغم من ظهور بعض الصراعات بين هذه القوى في عدد من المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة، والتي تقوم بها بعض القوى من تلك الأطراف المتصارعة إلا إن التهدئة لا زالت مستمرة. هذه التهدئة التي رافقتها المباحثات السرية والغير مباشرة بين سوريا وإسرائيل وبوساطة تركية، والتي حققت بعض الانفراج للحكومة السورية على الساحة الدولية وخاصة الفرنسية منها والأوربية بشكل عام، والتي كان لها الدور الكبير الذي انعكس على اتفاق الأطراف اللبنانية في الدوحة، وتحقيق التهدئة المؤقتة في لبنان، والتي أثمرت عن سد الفراغ الرئاسي فيه بوصول (العماد سليمان) إلى كرسي الرئاسة. هذين الحدثين قد تعززا باتفاق الهدنة بين حكومة حماس في غزة والحكومة الإسرائيلة واللذان أسهما في إفرازه وتطبيقه، بعد عمليات قتل وتجويع مورست بوقاحة تحت أنظار العالم والعرب بشكل خاص لشعبنا في قطاع غزة المحاصر.
هذا على الساحة السياسية في هذه المنطقة. ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد وإنما له امتدادات على الساحة العالمية أو الدولية. فكان للزيارات المكوكية للقادة الأمريكيين في العالم والاتفاق مع بعض الدول وخاصة الأوربية أو هو من ضمن محورها، على حزمة جديدة من العقوبات قد تكون ذات طابع أشد وأقسى على إيران، والتي يجب أن تتجسد على أرض الواقع قبل القيام بأي عمل عسكري ضدها، مما يضع إيران في ذات الموقف الذي وضع فيه العراق من قبل، وهي ما تسعى إليه الحكومة الأمريكية وتجاهد من اجله. في ذات الوقت تحاول هذه القوى تقديم حزمة أخرى من الحوافز للنظام الإيراني.
كل تلك الأحداث هي من ضمن الأجندة الأمريكية للسيطرة على المنطقة وفق سياسة الخداع واللعب على كل الحبال والتي تحقق لها الوصول إلى أهدافها، والتي تتمحور في إنها تسعى إلى تحييد القوى والأطراف التي تتوقع منها أن تقف مع إيران مستقبلا. ففي العراق فإنها استطاعت من تقليم بعض مخالبها في الساحة العراقية من خلال تجريدها من بعض أسلحتها ومحاولة تفكيك بعض تنظيماتها، مع خلق نوع من الحقد بين تلك عناصر تلك القوى مع بعضها البعض ومع الشعب العراقي، وتعميق التناقض بين هذه القوى وخاصة بعد أن سفك الدم العراقي بأيادي هؤلاء وهؤلاء، أي بين الصدريين ومن يسير في ركبهم وبين قوى أخرى في الإتلاف العراق الموحد، وبذلك تحقق لها الانفراد بكل تلك القوى منفردة فهي لن تستطيع أن تجتمع مرة أخرى بعد أن سفكت الدماء بينها، وهل سيأتي الدور على باقي القوى السائرة بالركب الأمريكي والإيراني المزدوج (عميل مزدوج) ذات الموقف الذي يمر تيار الصدر وفي يوم قريب ؟
هذا في العراق، أما في لبنان فهي استطاعت وعلى مدى العامين الماضيين من إدخال قوات الأمم المتحدة من اجل أبعاد حزب الله وقوى المقاومة معه عن الحدود الإسرائيلة ووضعت الأمم المتحدة كحاجز بينهما، ثم العمل على وجود اتفاق بين تلك القوى بعد أن استطاعت من إزاحة أهم عناصر المقاومة والوحدة في لبنان وهو الرفيق الشهيد (جورج حاوي) والذي كان صمام الأمان لجميع اللبنانيين ولمقاومتهم، والجبل الصلد الصامد أمام تحقيق أطماعها والأطماع الإسرائيلة في لبنان. هذا الاتفاق الذي لا يتعدى سوى التهدئة المؤقتة. أي ما يسمى استراحة المحارب أو تهدئة من أجل ضمان أمن إسرائيل من الأحداث والتي يمكن لها أن تحدث وتقع في المستقبل القريب. إلى جانب ذلك كله فهي قد حققت نوعا من الحياد السوري والفلسطيني من خلال أنواع من صيغ التهدئة التي نشاهدها على الساحة السورية الفلسطينية الإسرائيلي. والتي تهدف أيضا ضمان أمن إسرائيل ولو بشكل مؤقت، لحين حدوث تغير في القوى الموجودة على هذه الساحة بعد أن عجزت عن أحداث تغييرات من خلال استخدام القوى والتآمر على القوى المعارضة لسياستها والتي يمكن أن تحسب كقوى لصالح إيران بأي شكل من أشكال.
السياسة الأمريكية هذه تبلورت بعد أن استطاعت قياداتها من استقطاب الكثير من القوى السياسية والشعبية العربية بالوقوف إلى جانبها ضد التطلعات الإيرانية للسيطرة على المنطقة، حتى تلك القوى التي تتعارض سياستها ومواقفها بشكل مبدئي وعقائدي مع السياسة والتوجهات الأمريكية، فإنها وقفت ذات الموقف الأمريكية. هذه المواقف الأمريكية لم تكن بعيدة عن سياستها في العراق ومنذ ساعات الاحتلال الأولى وإعطاءها الضوء الأخضر لإيران وكل السائرين بفلكها للانغماس بعمل عدواني اتجاه الشعب العراقي بكل طوائفه وقواه وتغلغلها في الساحة السياسية والأمنية، والذي كان بدايته هو فتح الحدود على مصراعيها أمام كل أنواع العدوان العسكري وغير العسكري، وغض النظر عن كل ما قامت به الميليشيات السائرة بالفلك الإيراني. وكل ما جرى ويجري من هذه القوى أو من قوى الاحتلال ذاتها، فأنه يُصدر على أنه عمل من أعمال إيران بمخابراتها وحلفائها. والذي تجسد بالطريقة والكيفية التي أعدم بها الرئيس العراقي السابق وبالصيغية الطائفية التي ظهر ذلك الفعل بها، لتقول لجميع العرب هذه هي إيران وهذا ما سوف تفعله بكم أيها الحكام والمعارضين لسياستها وتوجهاتها الطائفية إذا ما سيطرت على مقدرات بلدانكم، فكانت رسالة واضحة، ولكن إيران وحلفاءها بلعوا الطعم الأمريكي الجديد مثلما بلعوا طعم احتلال العراق من قبل وسهلوا لها تدمير العراق، وكان لها ما أرادت، فكل قوى الشعب العراقي الحقيقة كشفت اللعبة الإيرانية والقوى الموالية لها وسوف تكتشف أكثر وأكثر بعد أن تقدم أمريكا على التجريد القوى الموالية الأخرى من أسلحتها وقياداتها، فهؤلاء كلهم قد فتحت لهم لدى أمريكا ملفات كاملة ومخصصة كل لما قاموا ويقومون به وعندما تأتي ساعة الحساب سوف تفتح تلك الملفات وباسم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان سوف يتم تجريمهم وأمام المحاكم الدولية، لان المهم في سياستها هي أمريكا ومصالحها أما هؤلاء ليسوا سوى مطايا تستخدمهم للوصول إلى أهدافها مثل غيرهم من المطايا الذين نفذوا لها ما أرادت ثم اختفوا (هؤلاء هم حمار جحا).
هذا على الصعيد الداخلي ضمن ساحة العراقية، أما على الموقف العربي فقد انعكست السياسة الإيرانية من خلال الأعمال والأفعال التي حدثت في العراق ومازالت تحدث إلى وقوف اغلب القوى السياسية والشعبية والدينية ضد إيران وأطماعها في المنطقة العربية وبذلك حشدت الرأي العام العربي إلى توجيه ضربه إلى إيران وتصويرها بأنها الخطر الأكبر على هذه المنطقة، وقد ابتلعت إيران كل الطعم وها هي بغطرستها تنحدر إلى مواقف ليست ببعيدة عن مواقف الحكومة العراقية قبل الاحتلال بل إنها سارت على ذات المنوال، وذات التصريحات والمواقف وكان مصدرها واحد بالرغم من الفارق الكبير والمتناقض بين المنطلقات الإيرانية والمنطلقات الحكومة العراقية السابقة. فمثلما تورط العراق بالكويت ها هي إيران تتورط في العراق وقد لا نفاجأ إذا ما استيقظنا في صباح أحد الأيام لنرى الحرس الثوري الإيراني يسيطر على بعض المدن العراقية.
أما الموقف الأمريكي على الساحة الدولية والذي يتمحور حول مجموعة القرارات التي تروم إصدارها بحق إيران إلى جانب حزمة الحوافز التي قدمت إليها في حالة تراجعها عن مشروعها النووي، فأن قادة البيت الأبيض يعيشون رغبة خفية تتمثل في أن لا توافق إيران على هذه الحزمة من الحوافز، وأن تستمر بغيها وتعنتها وركوب موجة المواجهة كما فعلتها الحكومة العراقية في تسعينيات القرن الماضي(العشرين) وبداية هذا القرن، وبما أوصلها إلى الحالة التي انتهت إليها، وأوصلت العراق إلى ما هو عليه الآن. لذا ترافق ذلك مع ما تم تسريبه من قيام إسرائيل بعمليات تدريبية وهمية ساعية من خلالها إلى محاولة ضرب المنشئات الإيرانية الصناعية والنووية، بعد أن قامت بعملية صرحت من خلالها بأنها دمرت منشآت نووية سورية ذات صلت بإيران وكوريا الشمالية. أن توقيت هذا الإعلان عن تلك التدريبات الوهمية هو مثير أو دافع من اجل جر إيران لاتخاذ مواقف تصب في مسار السياسة الأمريكية، ومن اجل دفعها للتمسك والتشدد بموقفها الرافض لجميع تلك الحوافز، والتعنت على الاستمرار بمشروعها النووي. حتى الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا هي ورقة ما بيد أمريكا في حالة الرفض أو التوقيع تهدف إلى ذات السياسة الأمريكية الغير معلنة ولكن المعد لها ومنذ زمن ليس بالقصير.
وأخيرا هل استطاعت أمريكا من تأمين امن إسرائيل ؟ وهل نحن مقبلون على عمل عسكري على إيران ؟ وهل إيران سوف تلاقي ذات المصير الذي وصل إليه العراق أم يختلف عنه ؟ وما هو مصير القوى الأخرى السورية والفلسطينية واللبنانية مستقبلا ؟ وهل يُأكل الخروف الإيراني بعد أن أُكل الخروف العراقي" عوافي...." ؟
هذا ما سوف تجيب عليه الأحداث، وفي المستقبل القريب وليس البعيد.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهداءُ من القلب
- فكر معي رجاءً
- التخيل والإرشاد والعلاج النفسي
- متعةٌ ولكن!!!!!
- البحث العلمي وأنواعه
- العراق والفكر ألاستئصالي
- طرق ومصادر المعرفة
- العلم والتفكير العلمي
- المعرفة الانسانية وأنواعها
- وجهات نظر: أفيون ولكن !!!!!
- وجهات نظر: امرأة واحدة ولكن!!!!!
- وجهات نظر: نظرية أنسانية ولكن....


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت شاكر محمود - إيران والمنطقة والضربة الموعودة...,وجهة نظر