أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شلال الشمري - المثقف العراقي.. وعي المرحلة














المزيد.....

المثقف العراقي.. وعي المرحلة


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد المثقف ثروة وطنية وقومية لا يمكن تعويض خسارتها كما انه ليس بالامكان اعداد مثقفين مهما بذلنا من جهد اذ انه وليد تجربة ذاتية وملكة وعلى مدى سنوات بل وعقود من الجهد والمثابرة فنحن خلال ستة شهور من الدراسة والتدريب يمكن ان نحصل على مهارات مهنية وحرفية في مختلف المجالات وبالعدد المطلوب الا اننا لا نضمن نتيجة الحصول على مثقف واحد خلال عقود من الجهد اذا لم يكن ذلك الشخص يمتلك الملكات الذاتية اتي تجعله بمصاف المثقفين.
المثقف يمثل روح الامة ويمتاز بقدسيتها ويصبح في مرحلة الذروة خارج الميول والاتجاهات السياسية الفاعلة على ارض الواقع ففي فترة السيطرة الاستعمارية الفرنسية على الجزائر يكتب جان بول سارتر كتابه ( عارنا في الجزائر ) متحدياً السياسة الاستعمارية لبلده وخارجاً عن السياقات التقليدية فينبري له من يطالب بعقوبته وسجنه فيجبهم شارل ديغول هل يمكن سجن او عقوبة فرنسا .
قلما تتهيأ الظروف لفرصة مشابهة لما يمر به العراق , فنحن في نقلة تاريخية كبيرة طال انتظارها . أخرها النظام الشمولي البائد الذي اوقف عجلة التاريخ والثقافة بل والزمن طيلة العقود الاربعة التي سبقت 2003 ليكمل الامريكان على البيئة الاجتماعية ويعيدوها الى عواملها الاولية تمهيداً لتشكيلها بمختلف الاتجاهات نتيجة لعوامل الضغط الاقتصادي والامني والسياسي . في هذه الظروف على المثقف ان يبادر لتأسيس مشروع قيمي مستقبلي يتجاوز البنية العشائرية والطائفية والقومية وان يأخذ بالحسبان المشاريع الوافدة من الجوار او المشروع الذي يحاول الامريكان ان تشكل فيه البيئة القيمية والسلوك الجمعي العراقي وفق منظورهم واجندتهم ومنطلقاتهم مستغلين تفكك العقد الاجتماعي وانهيار البنية القيمية مادياً وفكرياً.
ليس المطلوب من المثقف ان يكون شرطياً او مخبراُ سرياً يلهث وراء الظاهرة الفاسدة هنا وهناك هذه العملية على الرغم من اهميتها فأنها تخرج عن اطار مسؤولية المثقف ,فالمطلوب من المثقف ان يؤشر الاسباب التي ادت الى الفساد والمعالجات لهذه العلة مهمته ان يعطينا بنيان قيمي جديد للمستقبل ومواجهة القيمية الوافدة ومهمته ان يؤشر الخلل في المفاهيم والطروحات والطرق التربوية الموروثة ان هكذا مهمة لا يمكن ان يقوم بها السياسيين الذين اخذو من وقتنا ودمائنا وبددوا من ثرواتنا ما تجاوزوا به جنكيزخان وهولاكو.
ان تنسم عبير الحرية يأتي من خلال مثقفينا وليس من سموم الخطاب السياسي الذي شابه دخان الاطارات المحترقة في فساده للبيئة فنحن في سباق مع جهات معروفة لها أجنداتها في إعادة تشكيل البنية القيمية للمجتمع العراقي قد يكون السياسي جزء من هذه الأجندة التخريبية بحكم إمكانية صناعة السياسي السريعة وبالجملة وجعل منه ( ستار ).
نحن لا نعاني من شحة تنظيرية بالقيم بل نعاني من فقدان الأساليب العلمية للتربية وهذه مسؤولية المثقف في تأشير هذه الأساليب ومسؤوليته في أن يعطينا تصوراً عن الأسس المادية التي تبنى عليها القيم الجديدة لأنها لا يمكن أن تبنى على الفراغ نريد من المثقف إن يعطينا الأسباب التي جعلت من مظاهر الفساد مقبولة في الشارع وعلى نطاق المجتمع أن هكذا مسؤولية كبيرة وعظيمة على عاتق المثقف العراقي تشتتها الولاءات الطائفية والقومية وتقف عائقاً أمامها النظرة الأيديولوجية الضيقة وتحبطها وتعطلها الدوامة الإرهابية العمياء ناهيك عن تشاغل الأطراف السياسية في صراعها مع بعضها البعض في سباقاتها على المحاصصات والتوافقات وعلى الغنائم والامتيازات التي استحوذ فيها السياسيون الأميون على مراكز الدولة الوثيرة ويتركون للمثقف المنافي والمقاهي بل حتى المقاهي لم تعد بتناول اليد لا أمنياً ولا مادياً .
ان المثقف أينما يكون يشرف المكان الذي يتواجد فيه ولا يمكن أن يكون العكس بأي شكل من الأشكال . وإننا نهين أنفسنا وتاريخنا وثقافتنا عندما نضع المثقفين في أماكن لا تليق بهم .
إن إيجاد البنية المادية والفضاءآت المناسبة التي تتسع لإبداعات المثقفين وأداء دورهم الفاعل كفيل بأن ينشر الثقافة العراقية لآفاق عربية وعالمية ، ويزيدنا فخراً نحن الآخرين أمام العالم في اننا نولي الثقافة والمثقفين الإهتمام الذي يستحقونه .
لهذا يجب أن نضع حداً لمعاناة المثقفين وتهميشهم وغربتهم وإذا كان عاراً أن يعيش ويموت ويدفن مثقفينا في المهاجر في زمن الدكتاتورية فماذا يمكن أن نقول في عصر الديمقراطية واخيراً نحن نرفع نداءاً في إن يكون قصر السلام المجاور لساحة النسور في اليرموك مجمعاً لإتحادات الثقافة والآداب والفنون لما له من موقع ومساحة وفضاءآت وحدائق وبحيرات ، وضمن منطقة مفتوحة ترتبط بشبكة مواصلات هي الأفضل في بغداد .



#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية .. المفهوم الأصعب
- نموذج لأخلاقيات اللعبة الديمقراطية
- إشكاليات التيار الديني في العراق
- تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الدي ...
- التيار الليبرالي .. بين منصة الإحتياط وتثوير العملية السياسي ...


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شلال الشمري - المثقف العراقي.. وعي المرحلة