ميلود بنباقي
الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 07:03
المحور:
الادب والفن
يسرح شعره الكث من الأمام إلى الخلف... يمسده بيديه المعروقتين. يبتسم لنفسه راضيا، وينحني ليلتقط القفة أسفل قدميه.
يقيد الذهول حركته. القفة تلتصق بالأرض وتعصى أوامر يده الممدودة صوبها. شعره ينتصب كشوك ضربان، يتمدد من الخلف نحو الأمام.
يرفع المشط من جديد، يمشط من اليسار إلى اليمين هذه المرة. يمسد بذات اليدين المعروقتين، ينتصب الشعر ويتمدد من اليمين إلى اليسار.
يمشط مرة أخرى. لكن في كل مرة ينتصب الشعر ليعاكس حركات المشط ورغبة صاحبه. ينتفه ويخرج، دون قفة، ودون شعر.
يتبعه الصبيان ساخرين، مرددين:
ـ الضربان، الضربان...
يحفر بيديه عميقا في الأرض. تنهال الحجارة على جسده، يتألم ويحفر. تكبر كومة الردم بجانبه. يتسلل للغار ويختفي عن الأنظار.
في ظلمة الغار ورطوبته، في صمته القاتل وعزلته... يلعن اليمين واليسار والخلف والأمام... يغمض عينيه ويستريح من المشط ومن صداع الرأس كله.
ميلود بنباقي
#ميلود_بنباقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟