أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - العراقي والحب (3)














المزيد.....

العراقي والحب (3)


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القيادات السياسية العراقية و الحب

المجتمعات العراقية واختلاف قومياتها ولغاتها وتباعدها عن بعضها تاريخاً وثقافةً وعرفاً وحلقة الوصل الوحيد بين جمعها ودرجها ضمن دولة العراق رغماً دون أن يستشاروا أو كان لهم خيار. فالمسمى (المجتمع العراقي) أو الشعوب العراقية لم يكن نتيجة تاريخية…بل فرض والقبول بالأمر الواقع. وهذا الأمر معلوم لدى المختصين بالتاريخ العراقي، ولدى أكثر المثقفين. أما ظهور الحركات القومية العربية والحركات الوطنية والحركات الشمولية والأحزاب الدينية التي لا تهتم للخطوط الجغرافية قبلت بهذا الواقع بل وتدافع عنه…فأصبح للعراق علم وأن تغير حسب المراحل والأزمنة التي مر بها العراق…وقد رضى الشعب العراقي بما قدر له أو أجبر عليه. لذلك لم تبنى الدولة العراقية على أساس الحب للوطن ولا على أساس حب المجتمعات العراقية لبعضها…بل العكس تربى الجميع لكره الآخر وبغضه والأسوأ حين حارب البعض … البعض الآخر ولفترات طويلة خصوصا الهجمات العسكرية للحكومات العراقية على الشعب الكردي…لعقود…وأعداد الضحايا يعرفها أصاحب القضية والمنصفين وآثارها باقية في ضمير الإنسانية ومن نزع ثوب الإنسانية يحاول النسيان. وتطور الحقد ليشمل أطياف أخرى جرى عليهم مسميات مثل الفيليين بالإيرانيين، و آخرين قتلوا وشردوا لكونهم محبين لأهل بيت الرسول أو يتوددون لحزب إسلامي, وقتل وأضطهد المسيحيين والصابئة والأزيديين وقوميات أخرى ومذاهب وطوائف متعددة…كل تلك المظاهر كان أهم أسبابها فقدان الحب بين المجتمعات العراقية…فأستغلها الحاكم الجائر لكي يبسط نفوذه أكثر ويستغل الشعب وثروات البلد.

وبعد زوال الدكتاتورية بقوة أكبر قوة في العالم وبرضى قوى سياسية عراقية كانت معارضة للنظام البائد، واستبشار العراقيين بمولد عراق ديمقراطي …قد يغير الكراهية للمحبة والتفرقة الطائفية للحب والوئام…والتشتت للألفة…ظهرت جميع المخلفات واستباحت كل الحرمات وقتل الطفل الرضيع والشيخ العجوز وبالجملة…وقطع الماء والعراق صاحب نهرين دجلة والفرات، وقطع الكهرباء بل وأزداد سوءاً من ذي قبل…وشحت مشتقات النفط والعراق صاحب أكبر مخزون نفطي في العالم. وأصبح أعداد اليتامى يعد بالملايين ( ولا يحصون خجلاً – أو تستراً على العورات) وكثرة الأرامل ولا تعد لهن برنامجاً عملياً وفعلياً ينقذهن من آفات المجتمع الذي ساد فيه الجريمة…وزاد عدد الأغنياء الذين بالأمس القريب كانوا لا يملكون داراً للسكن فأصبحوا أصحاب قصور رئاسية وملكية وعمارات عالية في الإمارات والقاهرة ودول أوروبية…وهم يعدون قادة العراق السياسيين الجدد.

أين الحب من القيادة السياسية للشعب العراقي، وأين القيادة من حب الشعب…نعم فقط نسمعها من خلال الشعارات والهتافات والجمل الرنانة والكلمات الملونة بالوصف الجميل.

لكن الحب أيضاً مفقود بين القادة أنفسهم، حيث أن القيادات في الحزب الواحد والطائفة ذاتها تتآمر للمكسب السلطوي ومن أجل نهب الثروات المباحة…فقط لخدمة السياسيات الأجنبية بعيدة كل البعد عن مصلحة العراق. يوم بعد يوم يثبتون بعض القادة حبهم وولائهم للاستمرار في السلطة بتبنيهم أجنده خارجية…لكي يستمر الدعم لجلوسهم على كرسي السلطة…فهي التجارة المربحة…ولو حاججتهم بالدين والدنيا والآخرة فكلامهم أفضل من إيمان الملائكة!

فيلاحظ العراقي المثقف والإنسان البسيط الذي همه العيش بأمان وسلام وكسبه للقمة العيش له ولأطفاله. أن الحوارات بخصوص الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق وأمريكا التي أنقذت الشعب العراقي من نظام دكتاتوري لديمقراطية لا يعرفها من قبل…وقد تكون دكتاتورية بثوبٍ آخر…دكتاتورية الطائفة أو أحزاب معينة تفعل المستحيل من أجل السيطرة على البلاد والعباد وتقصي حقوق الآخرين…لأنها فاقدة للحب ومعانيه. هذه القيادات تتعالى أصواتها من أجل سيادة العراق متناسيةً كرامة الإنسان العراقي الذي أستبيح طيلة تاريخ العراق القديم والمعاصر والذي مازال يستباح من جيرانه وأشقائه وأهله.

العراق الذي عاش في تخلف كبير عن مسار جميع شعوب العالم، ويعد حالته حال أصحاب الكهوف، بل أسوأ حالاً…لكون أصحاب الكهوف كانوا يؤمنون حياتهم بالصيد وغلق الكهوف بأحجار كبيرة، لكن العراقي يهدم داره على أهله ويقتل من فيه إن كان السبب قصف طائرات أمريكية أو قذائف حكومية أو مفخخات إرهابية…والحكومة أعلنت نجاح عملية فرض القانون وتفجر سيارة مفخخة في مدينة الحرية في أكبر سوق شعبي لكي تضيف كارثة أخرى لمجموعة الكوارث المتعاقبة على العراقيين.

الحكومة أعلنت الحرب على المليشيات والخارجين عن القانون وداخل مجموع السلطات العراقية الحديثة رؤوس الإرهاب وقيادات المليشيات وما أكثر الخارجين عن القانون…والمختلسين لأموال وثروات العراق بطرق مختلفة. فأعدت الحكومة وبمساهمة أمريكية لمليشيات جديدة تحت عنوان الصحوات فدخل الخارجين عن القانون والقتلة بفصاحة الكلمة لهذه الصحوات وجعل القتال بين المليشيات القديمة والجديدة…وهذا يسمى دائرة العنف والدائرة لا تنتهي إلا برفع الدائرة كلها.

أين الحب من كل هذا…وأين هم من الحب ومعناه.

وإذا تحدثنا عن حب دول الجوار للعراق فيترجم بأن ينصاع العراق لأوامرهم وغاياتهم ومصالحهم وأما الويل والثبور للعملية السياسية وليذهب الشعب العراقي للجحيم…فيقفون ليس فقط حجرة عثرة أمام أي اتفاقية بعيدة المدى وحتى القريبة إلا الاتفاقيات التي تضمن مصالحهم. فحب القيادات السياسية ليس للعراق وشعبه بل للجار الذي يفرض إرادته وإلا سيكون مصير السياسي اللجوء الدائم لأي دولة غربية بعيدة عن العراق وثرواته…والسياسي ضمن المستقبل فهرب المال وبنى له المؤسسات التجارية التي تضمن له حياة مترفة وليذهب الشعب العراقي للجحيم. هل يمكن للمثقف أن ينشر ثقافة الحب من أجل عراق الغد…عراق الأمان والتطور…أم أن الحلم أصبح حرام…ويعد مخالف للسرب ويصور ضد التيار الجراف.
المخلص
عباس النوري
‏20‏/‏06‏/‏08



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي والحب 1
- العراقي والحب (2)
- حكومة ليست رشيدة
- الحكومة العراقية - اللاوطنية
- المهاجر العراقي للسويد - وطلب المالكي
- لعل الحل الأسلم توحيد الأحزاب لجبهتين
- مؤتمر السويد وتعهدات المالكي
- الحكومة العراقية تتدخل في كل شئ - حتى في الرياضة
- السويد ووثيقة العهد الدولي - العراق
- هل الفيليون عراقيون؟
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء العراقي المحترم
- هل الديمقراطية العراقية تلغي الحركات الإسلامية
- الكتل الجديدة في طريق الصراع
- خلف العليان واللعبة الأخيرة
- هل ممكن تنقيح كتب الشيعة وكتب السنة من الرواسب التي تصنع الإ ...
- من هم الغوغاء
- ما بعد البصرة((حرب ضروس)) أم انفراج تام
- ثقافة القتل مرض اجتماعي أم ضرورة مرحلية
- بعد خراب البصرة
- من يتحمل المسؤولية للتقاتل الداخلي


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - العراقي والحب (3)