أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...















المزيد.....

وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التغييـر الذي حـدث فـي 09 / نيسان /2003 ’ كان عاصفـاً خلط الأوراق وغيـر المعادلات داخل المجتمـع والدولـة فـي العراق وكذلك المحيط الأقليمـي والدولي ’ التغيير لـم يأتـي نتيجـة لأنقلاب عسكري داخلـي او ثورة شعبيـة ولـم تسبقـه انتفاضـات جماهيريـة رغـم الجهـد النضالي الذي بذلتـه بعض احـزاب المعارضـة الوطنيـة والتضحيات الجسام التي قدمهـا الشعب العراقـي ’ ولـم يكـن تحريراً بـدوافع انسانيـة كمـا يتصـوره البعض . التغيير جـاء نتيجـة حـرب خططت لهـا وقادتهـا وانجزتهـا الولايات المتحأدة الأمريكيـة تطلبتهـا مصالحهـا الخاصـة ومخططاتهـا المستقبليـة فـي المنطقـة والعالـم وطموحهـا التاريخي فـي ان تمسك بعنق الأقتصاد والسياسـة العالميتين ابتـداءً مـن احتـواء الشرق الأوسط بشراً وثـروات ’ مـع تلك المصالـح والمخططات التقت رغبـة وحـاجـة العراقيون فـي ان يخرجـوا وبأي شكـل مـن عنـق الزجاجـة البعثيـة القاتلـة .
العراق اليوم يقف امام مفترق الطرق تتحكـم فـي حاضـره ومستقبلـه عـدة ارادات مـؤثـرة .. اهمهـــا .
1 ـــ الأرادة الأمريكيـة : وخلفهـا قـوى دولية كبيرة وتملك اوراقـاً عالمية عراقيـة مصيريـة كثيـرة ’ تضغـط وتدفـع بأتجـاه ان يستسلـم لهـا العراق اقتصـاداً وسياسـة وجغرافيـة ’ لكونـه المؤهـل لأن يلعب دوراً رئيسيـاً فـي تحديد مصيـر المنطقـة برمتهـا ’ الأرادة الأمريكيـة مجهزة بأكثـر مـن ( 150000 ) مـن القوات المتخصصـة تمسك بهـا مقـدرات الأرض والأجـواء العراقيـة الى جانب شبكات سريـة متعددة واجهزة مخابراتيـة معقـدة تتحكـم فـي حـراك ومـزاج واهـواء الشارع العراقـي فـتـنــة وفوضـى وصـراعات واقتتال داخليــة .
2 ـــ الأرادات الأقليمية : وتتصدرها قـوى شرسة مـؤثـرة ’ كـدول الخليج وطليعتها السعودية وكذلك ايـران وتركيـا وسوريـا والأردن ومجمـل المحيط العروبـي ’ انظمـة تدافـع عـن مصائرهـا على الأرض العراقيـة ’ تضـخ الأمـوال والأسلحـة وزمر المخربين وشبكات التجسس وزرع الوكلاء والسماسرة ومنظـات واحزاب وتجمعات تمارس مختلف الأدوار ’ فتلك الدول متواجـدة خـراباً مخيفـاً فـي جنوب العراق ووسطـه وبغـداد وتحاول اختراق امـن اقليم كردستان ’ وتتواجد كذلك داخـل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمنطقة الخضـراء بالـذات ’ تمارس ادوارها فـتـن وتشويـة وفوضـى ونشاط مخابراتـي واعلامـي مـدمـر .
3 ـــ ارادة القـوى التـي فقدت سلطتهـا ونفوذهـا وامتيازاتهـا ’ تعمـل الآن مستميتـة وبـدعم مـن امتداداتهـا القوميـة والطائفيـة مـن اجـل العـودة الـى ما كانت عليـه وبأي ثمـن ’ فأمـا ان تكسب العراق كمـا كان لهـا وحـدهـا او ان تخسـر نفسهـا وتصبـح مجـرد تاريخـاً اسوداً .
ان تلك القوى تضع كـل امكانياهـا واستعداداتهـا حــد الخيانـة الوطنيـة تحت تصـرف شياطين الشـر الأقليميـة والدولية مـن اجـل ان تستعيـد ما تستطيعـه حتـى ولو كان فضلات مـن التسلط ’ المهـم ان تهـزم العراق ليخسـر حاضـره ومستقبلـه ’ كي تضمـن مصيرهـا وتدفـع عنهـا المسائلـة عـن جرائمهـا البشعـة اذا مـا استعاد العـراق امنـه واستقراره وتمتـع القانون بسيادتـه ’ تلك القـوى المجرمة ارتـدت جمـيع الواجهـات ومنهـا القوميـة والطائفيـة والمذهبيـة وتغلغلت داخـل مفاصـل الدولـة ووجدت لهـا مـواقـع مـؤثـرة داخـل السلطـات الثلاثـة والمؤسسات الأمنيـة والسلك الدبلومـاسي والأجهزة الحكوميـة المختلفـة ’ كذلك دخلت طرفـاً مشبوهـا فـي العمليـة السياسيـة لتفـرض شروطهـا فـي المصالحـة الوطنيـة ( السياسيـة ) ثمنـاً مكلفـاً سيدفعـه العراق مستقبلاً .
4 ـــ الأرادة العراقيـة : التي تواجه ضراوة كـل تلك الأرادات غيـرالوطنية على صعيدي الدولـة والمجتمـع ’ تـواجـه اختراقات وتدخلات دول الجوار والنوايـا الدوليـة والأقليميـة غيـر الأنسانيـة ’ تواجـه الأرث البغيض الذي تركـه النظام البعثـي فكراً وتنظيمـاً وممارسات فـي مفاصـل المجتمـع العراقي ’ تواجـه النفوس الخـربـة ’ تربـة ضـارة لتفشـي الفساد والأختلاس والفـرهـدة والرشوة وتهريب ثـروات الدولـة وارزاق الناس ’ تواجـه مظاهـر المحسوبيـة والمنسوبيـة وتدميـر الكفاءات والأبداع والمبادرات الحيـة والثقافـة الوطنيـة بشكل عام ’ ومصادرة الأمـن والأستقرار وتدميـر افاق الأزدهـار والتطور واشعال حـرائق الفتـن والأحقاد والكراهيـة دمـاراً لأواصـر السلـم الأجتماعـي .
ايـن يجب ان يقف المثقف العراقي الوطني ... ؟ سؤال قـد يكون ساذجاً ’ حيث لا يمكن له ان يكون الا بجانب العراق والأرادة الوطنيـة والمستقبـل المشترك للنـاس ’ ولا يمكـن لـه ان يقف خارج حـراك التطورات والصراعات الجاريـة على الواقـع العراقي ’ ان لا يكتفي برؤية الجانب الأسـود والمظاهـرالسلبية مـن الحالـة العراقيه ’ ان لا يدعـي امتلاك الحقيقـة والصواب لوحده ’ ان لا يتدافـع مع غيـره ويتنافـس ويضغط مـن اجل ان يفسحوا لـه مكانـاً مـن كتف العـارق الجريـح ليستـأثـر فـي حصـة غيـر مشروعـة فالعـراق لا زال حيـاً ’ فالتسقيط والتشهير والشتيمـة امـراً غيـر نافعـاً ودوافعـه غيـر سليمـه ونتائجـه غيـر مثمـرة ولا يخـدم قضيـة على الأطلاق ’ وتأكيـد الذات وتحسين الصورة يجب الا يكون علـى حساب الغـاء الآخـر او تسقيطــه ’ فالمثقف الجيـد يصلـح دائمـاً ما يفسده السياسـي السيء ’ وهـو المرآة التي تـرى فيهـا الحقائق صورتهـا ’ والمثقف عليـه ايضـاً ان لا ينطق بمـا يحلـم بـه كمقياس او يعـمم مـا تقتضيـه مخيلتـه مـن امـور واحكام ووجهـات نظــر لا تتجاوز افـق مزاجـه ’ انـه مسؤول تاريخيـاً امام الحقيقـة والواقـع والأرادات النافعــة .
علـى المثقف الوطنـي الحريص ان يدرك : بأن العراق لا يمكـن اختزالـه بمجلس للوزراء او النواب الجمهوريـة او حكـومة فيهـا الصالـح والطالـح ’ ولا يمكـن النظـر الى مستقبلـه عبـر تفجيـر هنـا واخـر هنـاك او اختراقات وفوضـى امنيـة ’ او مختلس ومرتشي ومسـيء ’ عليـه ان يقترب مـن حالـة الحراك الحـي والتطورات الجاريـة وولادة الأصلح فـي عمق المجتمـع العراقـي ’ عليـه ان يتفائـل فهناك طاقات خلاقـة وآفاق مشرقـة ’ عليـه ان يتجنب اليأس والـذعر والشكوكيـة ونعـدام الثقـة بالأرادة العراقيـة ’ ويتجنب رشـق الآخرين بالأتهـامات والأدانات لمجـرد اثبـات الذات .
رغـم العثرات والأنتكاسات والهزائـم وحجـم المأزق الراهـن ’ فلا زالت الورقـة العراقيـة عصيـة على مـن يحاول ان يلعبهـا نهـاية مأساويـة ’ ومثلما هنـاك بين صفوف المثقفين الكثيـر مـن الخيرين والمخلصين المضحين ’ فهناك ايضـاً بين السياسيين فـي صفوف الحكومـة الراهنـة الكثير مـن الغيارى والوطنيين الحريصين والمدافعين عـن سيادة العراق ومستقبـل شعبـه ( وان خليت قلبت ) ’ وتلك جقيقـة لا يمكـن لمـن يتسكـع علـى التـل ان يراهـا كاملـة ’ فمـن يريـد ان يستعيـد ثقتـه بنفـسـه وبشعبـه ويسترجـع معنوياتـه ’ عليـه ان يبحث عنهـا فـي الشارع العراقي المزدحـم بالأرادات الحيـة والتحديات العاليـة والثقـة الراسخـة فـي المستقبــل .
تحيتـي دائمـاً للمثقفيـن الوطنيين المخلصين الثابتين علـى قيمهـم ومبادئهـم وقناعاتهـم والتزاماتهـم الوطنيـة والأنسانيـة حباً بعراقهم وشعبهـم والذي كلفهم الكثيـر مـن الصبر والمعاناة ’ احييهم واجلهم واحترم صبرهـم وعصاميتهـم ’ فأنهم الطعـم الذي يجعـل الحيـاة مقبولـة والطيف الذي يجعلهـا جميلـة ’ والـدولـة التـي لا تحتـرم مثقفيهــا ليس جـديرة بهـم ولا تستحقهـم اصلاً وللشعوب ذاكرتهـــا .
16 / 06 / 2008



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...
- مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
- مستقلون من اجل العراق ...
- الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...
- الكورد الفيليين : شعار في عيون الثقافة الوطنية .
- الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
- من دم المطران رحو : تولد المحبة .
- اليسار القديم في الواقع الجديد ...
- راجمات ثقافية ...
- حرق المراحل في البصرة ...
- البعث الذي في البصرة وليس سواه ...
- الصرخة المشتركة ...
- بعد التغيير : العراق الى اين ... ؟
- ايها المطران : اقبلك جرحاً في العراق ...
- لصوص المظلوميات ..
- لا تصالح موتنه ...
- راح القطار الما اجه ...
- السيد المالكي واللاحكومته ...


المزيد.....




- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال ...
- ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
- وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر ...
- بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا ...
- مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
- روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
- لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
- رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود ...
- مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...