يحيى المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مند ثلاث سنوات تقريبا و ازمة نظام التحالف الطبقي المسيطر ما فتئت تتعمق يوما عن يوم الى حد اصبح معها مخنوقا داخل كيس ضيق من صنع اسياده الامبرياليين و مؤسساتهم ، و معها أخدت تحتد تناقضاته مع جماهير شعبنا الغفيرة و جماهير الشعب الصحراوي الزاحفة شيئا فشيئا للالتحام على الميدان لدكه ، بشكل صارت معه كوابيس الحكم المطلق تدفعه الى مزيد من التخبط السياسي و الاعتماد أكثر على القمع المباشر الدي يجري عسكرته باضطراد متزايد . هدا فيما لا تتورع الاحزاب الرجعية و اطارات البرجوازية الرثة المختلفة عن الامساك بديل الملكية الرجعية مرتعدة و مندرة كعادتها ، بحكم طبيعتها التي يحددها موقعها الطبقي و بعد أن صارت تراكم أزمتها هي الأخرى متحركة بعيدا عن خط الجماهير التي غدت تتخلص من تأثيراتها بكل الاشكال و تتجاوز عمليا نفاياتها الايديولوجية و أوهامها المثالية عن الاصلاحات التي بدأت تتلاشى مع سقوط ما تبقى من أقنعة النظام القائم و فشل مفاعيل كل مساحيقه البئيسة بعد عقد من عهد السفاح الجديد، ما يجعلها مضطرة لمزيد من الانبطاح و المناورة، حيث يسير ما تبقى منها الى الاندماج في مؤسسات الاتقراطية الشكلية الفاسدة ، في مرحلة لم تعد قادرة على أداء دورها المعهود في تعطيل و تخفيف وطأة الصراع الدي بدأ يأخد منحى تناحريا يتعاظم باستمرار، حاملا معه مزيدا من الخبرات و تجدر الاستعداد لدى الجماهير التي تتعلم بسرعة قواعد ممارسته - الصراع الطبقس - بمتابعتها لمعاركها اليومية و انتفاضاتها المؤطرة داخل الأحياء الشعبية و التي صارت تأخد ميزات محددة بنفس أطول و أعلى و عنف أكثر قوة متجهة الى التوسع نحو حرب شعبية تدك دولة عدوها بتقدمها في تفجير تناقضاته و تعميق أزمته الإقتصادية و السياسية ، مع ما يرسمه دلك من خط طبقي ثوري واضح و صحيح سيقود حتما الى بلورة الحزب الثوري الأداة القائدة الموحدة و الموجهة ، أساس جبهة الطبقات الشعبية و شرط إشعال و إستمرار ، تسليح و إنجاز الثورة الديمقراطية .
لقد أثبتت إنتفاضة سيدي إفني المجيدة أن الجماهير تريد الثورة الشعبية ،و ما صمودها بوجه الحرب الطبقية الهمجية و التي اتخدت شكل مجزرة رهيبة بسبب السياسات العنصرية التي تغديها الاتوقراطية و كلابها لتقسيم الطبقات، إلا دليل علمي آخر على استمرار الصراع الطبقي على كل الجبهات و تناميه من منظور المستقبل و على أن الثورة ضرورية و ممكنة دائما .
لا يمكن تفسير حجم القمع و الاعتقالات - المئات - و عمليات التقتيل - :12 شهيدا - و التشريد - المئات - و النهب والإغتصاب -: عشرات النساء من الضحايا - وحملة العقاب و التجويع الجماعي و ..الدي نفدته آلالاف من عناصر الأجهزة الفاشية : بوليس ، جيش ، درك ، استخبارات .. مدججة بمختلف الأسلحة و العتاد الحربي : طائرات هيليكوبتر و زوراق بحرية و .. بحق جماهير ايفني المحاصرة لأزيد من أسبوع ، بالاقتصار على العامل الاقتصادي كأساس وحيد للتفسير، أو عامل التخوف من مستوى نمو الحركة الجماهيرية النوعي بالمنطقة ، مالم نستوعب أن استهداف كدح منطقة ايت باعمران لتركيعهم بهدا الشكل لم يكن عفويا بل بأهداف كثيرة إحداها ضرب الرمزية الوطنية للمنطقة بالنسبة للشعب المغربي و الاساءة الى رصيدها التاريخي الثوري و التحرري كحصن عتيد للممانعة الشعبية ، و هي الأهداف التي فشل النظام القائم في تحقيق أي منها بقدر ما أجج مشاعر النقمة عليه بكل مكان و دفع بتعرية وجهه الدموي المافيوي و حشد التضامن الواسع مع الجماهير الباعمرانية من كل جهات المغرب و العالم بعد إختراق حملة التضليل الإعلامي التي قادها اعلامه و خدامه و افتضاح حقائق جرائم حربه الرجعية بافني .
أفرزت لنا إنتفاضة سيدي إفني 7 يونيو 2008 جملة من الدروس لابد من استخلاصها لمزيد توضيح الرؤية حول مميزات هده المرحلة من الصراع الطبقي ببلادنا و تعميق تحليلها ، و الاسهام في بلورة الخط الطبقي الثوري من داخل معارك الصراع الاجتماعي لدحض كل الأفكار الخاطئة التي يبنيها و يروج لها دعاة السلم الاجتماعي و الهامش الديمقراطي و النضال الحضاري .. و لمزيد من إستكمال التسريع بإنضاج شروط الثورة الطبقية مع التطور المادي للكفاحات الشعبية إلى أشكال أولية من الحرب الشعبية ، مستنيرين بالماركسية اللينينية الماوية نظريتنا الثورية التي تتأكد حاجتنا إلى ضرورة وضعها كملهم علمي و بوصلة نظرية للتحليل و الممارسة اكثر من أي وقت مضى .
أولى الخبرات التي نتجت عن هده الإنتفاضة العظيمة وجهة النظر الصحيحة تماما حول تبلور تنظيم الطبقات بدءا من الانتفاضات ، و ثانيها الحاجة الى تركيز تكتيك فك الخناق عن المدن انطلاقا من القرى كشكل من اشكال توسيع الحركة و فك الحصار عن بؤرها المشتعلة و بناء العمل الثوري وسط الفلاحين ، و ثالثها خبرة إنكشاف كل القوى الرجعية – برجوازية لا ثورية ، شوفينية عرقية ، ظلامية دينية - أمام الجماهير التي دفعتها نحو التخندق بمعسكر العدو مع تقدم الصراع ،حيث سجل تآمرها على الجماهير المنتفضة بإفني بالركون للصمت أو المشاركة في التغطية على الحقيقة بالأكاديب مع محاولة بعضها إستعمال لغة مهادنة أو منافقة للتشويش عن موقعها الحقيقي كقوى للثورة المضادة . و الخبرة الرابعة تهييئ الإنتفاضات للأرضية المادية لتنظيم أكثر نضجا لحل التناقضات في صفوف الجماهير و الشعوب و بين كافة تيارات و فصائل الحركة الشيوعية المغربية ، و الخبرة الخامسة ضرورة تسليح الشبيبة الثورية لنفسها بما يتوفر خلال هده المرحلة لردع أجهزة القمع الطبقي والاستفادة من التكتيتكات التي ابتدعتها الجماهير الشعبية خلال إنتفاضاتها و تطوير أشكالها على اساس العلم العسكري البروليتاري و ملاءمة طبيعتها مع الممارسة الكفاحية الطبقية الواسعة . ،و إحدى الدروس الكثيرة الأخرى ضرورة مواصلة بلورة الخط الثوري الصحيح وسط نيران الصراع الطبقي من موقع الجماهير لبناء تصور نظري ثوري سليم و الإسهام الجدي و الحاسم في المهمة المرحلية ببناء الأداة الثورية الماركسية اللينينية الماوية مع كل تراكم في خبرات الصراع و كل تقدم لحركة التحرر الوطني.
فلنتبع بوصلة الصراع الطبقي .. فلنواصل الانتفاضات ..
المجد لشهداء إنتفاضة سيدي إفني المجيدة
عاش الشعب المغربي
عاش الشعب الصحراوي
فلنسقط نظام الاستبداد و الاحتلال
فلندك اتقراطية محمد الرجعية
#يحيى_المغربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟