عمران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خلال تجربة الاعوام السابقة كان من الخطأ الاعتقاد ان قضية مثل الاتفاقية العراقية - الامريكية لاتتعرض الى هجوم وهجوم مسبق بعيدا عن التحليلات الخاصة كونها مهمة وذات فائدة للعراق او بالعكس من ذلك ، فتلك المواقف مبنية على الرفض الدائم لكل شراكة ستجمع الجانبين العراقي والامريكي ، فالمحيط العراقي ملغوم بالرفض المسبق والداخل العراقي في بعض اجزائه يسير بنفس الاتجاه بعيدا عن التحليل المنطقي والقراءة الواقعية للوضع العراقي بعد التغيير .
ولانستغرب ايضا طريقة أجتزاء الفقرات التي تسربت من ملف القضية فأغلب التحشيد الاعلامي الذي حصل كان قد اخذ بالمسودة التي قدمها الجانب الامريكي وكانها هي التي سيتم التوقيع عليها فيما تم اغفال وجهة نظر الجانب العراقي وبذلك وعند هذه النقطة حصلت (المعمعة) رافقها ضعف في اداء الجانب الاعلامي الرسمي العراقي في توضيح مجريات المباحثات بين الجانبين ، وما حصل من رفض للبنود الامريكية من قبل اغلب الكتل السياسية خرج وكانه وقع تحت تأثير الهجوم الاعلامي والدبلوماسي الخارجي والداخلي .
الذي يقرأ ماتسرب من بنود المسودة الامريكية يعرف منطقيا انها لاتلائم العراق وتمس بالسيادة العراقية ، والمسودة العراقية تسير بالاتجاه المعاكس من ذلك ومنطقيا والحال كذلك فأن قدرة الجانبين على ايجاد الحلول الوسط هي الاقرب للمنطق والواقع ، والمنطق يقول ايضا لاتوجد فائدة بدون مقابل فمن غير المتوقع ان يجني العراق الفائدة من دون ان يقدم تنازلات للجانب الامريكي ولايمكن للجانب الامريكي ان يجني الفائدة من الاتفاقية دون الاخذ بنظر الاعتبار فائدة الجانب العراقي ، امريكا تبحث عن شريك جديد في المنطقة والعراق في وضعه الحالي بحاجة الى شراكة دولة قوية مثل امريكا ومن هذا المنطلق يجب ان تبنى الاتفاقية القادمة.
تجاوز الهجوم الاعلامي والدبلوماسي المسبق على الاتفاقية ضرورة من ضرورات ابعاد التأثير الخارجي من اجل النظر بموضوعية الى المصلحة الوطنية العراقية وبحيادية تامة والمفاوض العراقي عليه ان ينظر الى مالايخل بالسيادة العراقية وما لايحمل الجانب العراقي اعباء سينوء بها الى سنين طويلة ، فالهجوم لن ينقطع حتى وان خرجت الاتفاقية بميزات للعراق فاقت ميزات الجانب الامريكي .
البعض لايعجبه ان يرى شراكة عراقية امريكية ستجعله قليل الاهمية في المنطقة والاخرون في الداخل حشدوا انفسهم ضد الجانب الامريكي مسبقا والبعض الاخر قد حزم ملفاته لمعارضة كل ما تتبناه الحكومة وان كان في مصلحة العراق فهؤلاء مصلحتهم الاولى في الرفض المسبق لاغير .
#عمران_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟