أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - هروب نحو المغيب














المزيد.....


هروب نحو المغيب


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:13
المحور: الادب والفن
    



إليكِ في البعد الآخر ..
الأمس البعيد لا يمكن أن يعود ، فللغد رؤيّة أخرى ، ولغة الأمس أوراق ضائعة مع رائحة الخريف وعواصف المدّ القادم ...
اغترابي رعشاتُ وترٍ فوق جفون الشمس المشرقة ، هي المقيمة في معابد الفؤاد ..صمتي ثورة في معاصم الخيال ..
آتٍ إليكِ من رياحٍ نازفةٍ في عمر التاريخ ، من صورٍ بلون أحلامي الدامية فوق صخورٍ تجمّدت منذ فجر وجودي ..
نهري عنقود حبّ أبديّ يتألق في نظراتك الحزينة .. زهرة اللوتس عنواننا المقدّس وخُطواتنا فوق المياه الباردة ...
يرتعش جسدكِ حين يلامسه نسيمُ الجنوب على هضاب الشمال القاحلة .. فكيف يبزغ فجرٌ ربيعيٌّ في عمر الورود وعلى أطرافه تذوبُ أنغام الولادة في مخاضٍ عقيم ..ويجثمُ فوق صدره خريفٌ يهاجرُ فيه الأحباء ..؟!
للموت رائحة الياسمين تفوح فوق نوافذكِ المغلقة ، وللّيل سكون يقرعُ أبوابَ عبورٍ للآتي في متاهات الغيب الرهيب ..
أبعادُنا الثلاثيّة كفن للماضي وطلاسمُ اقتحامٍ للذّات ، وطقوس عشقٍ أبديّة تراقصُ اتحاد / انفصال .. لروح واحدة ، سقطت من سموات النجوم الآفلة في فجر الإبداع والتكوين ..!!
أيّتُها المحور الملتهب في دوران حروفي .. أَستمدُّ من نوركِ السكون الصامت في صلاة متأمل صوفيّ يسجدُ في نتوء زمنٍ آخر ، وبُعدٍ آخر .. متشابك الذبذبات ، متعدّد الطبقات والاتجاهات.. دوائر عبادتكِ أتعبتني ، ومراحل التيه السرمديّ تقودني إلى مراقد الأقمار الساقطة في فراغ البحث عن ذاتٍ تجزأت ، تمرغّت في الخطيئة الأولى ..!!
نسيج أفراحي آهات عربدت فوق خطوط الطول والعرض .. وافتراض بعثي يبقى .. تأملات صمتٍ في صوامعَ الذكرى ورحلة صوفيّ في معراج واحات النور ..
في بحار الشوق عمر بلا ربيع ، وأفول وضحول في مرايا الذّات ، وحياة لا تكتمل خلف دوائر الزمان والمكان..
هو عمر نُبحر به دون حقائب ودون وداع ، لا شاطئ له ولا ميناء ، فالوعود انتظار والانتظار مؤجل على صفحات الزمن .. فهل يأتي موعد يُنسينا عبء الانتظار وهموم الزمن الأصفر ...؟!

ضاقت بي الدّنيا اعتصرتني عواصفُها الهوجاء.. إشراقنا شبه استحالة في معادلة الوجود .. فكيف نُحرّر أنفسنا من غبن الأمس الرهيب .. فهل هناك انعتاق من قدر نُسج لنا في عالم الغيب ..؟!
أُلملم أفكاري في رحلةِ مدٍّ بين أوجاع الزمن الأصفر وعبث القدر ، ألتحفُ المجهول ، أبحث عن أشلاءٍ تبعثرت على شاطئ الأوهام البعيد ، هل مازالت الرمال تذكر أسماً حفرناه بريشةٍ طارت مع النورس الحزين ..؟
أبحث في قارب مشظى عن مرسى لأحلامنا الغاربة مع الأفول ..فهل يعتلي موسمُ أفراحنا مواكبَ الشمس عند الشروق .. ؟!
نصوصنا حزينة وكلماتنا صامتة تخرج من قلب يتوجّع وروح معذّبة تجزّأت غربةً بين هضاب الشمس الباردة وانكسار الموج على سواحل الخريف ..
لم يبقَ لنا سوى معانقة النصوص .. وتوحيد طيفينا وروحينا في الجزر يعيدنا إلى عمق المحيط .. نحيا فرحاً آخر .. أليست هذه الصور الماثلة هي وهم وانعكاس للحقيقة ... والجوهر يبقى دائماً في الأعماق ..؟!
وددت لو أحملكِ في طيّات عينيّ ، وأضمكِ بين حنايا الفؤاد ..
يا أَجملَ النساء وأَروعَ ما في الوجود ، يكفيني أن أسمع صوتكِ كل صباح ، وأحلم بكِ كل مساء .. وأقرأكِ نصوصاً وصلاة انعتاق .. لأكون متنسّكاً في معابدكِ ، وزاهداً لا تغريه مفاتن غيركِ ..
أيتها الروح الغائبة خلف الأفق البعيد ، الحاضرة في فؤادي ونصوصي وروحي طيفاً لا يفارق وجودي تعيشين معي كل لحظة أكلمكِ أناجيكِ أشكو إليكِ قسوة الأقدار أبثّكِ شوقي وحنيني ...
طيفكِ يأبى الفراق يتمرد على كلّ الأعراف ..أستوطن روحي وتربّع في قلبي أميرة فرعونيّة أعبدها ليل نهار .. أصلّي لها في محراب ذاتي أنشرها عطراً في محيط حياتي .. أنثرها قصيدةَ عشقٍ لا تنتهي .. في حقيقة إبداعي ...



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُفَارَقَة
- صَيْرُورَة
- آيَةٌ لا تُقْرَأ
- مُطْلَق
- الوجه الآخر للصمت
- عِنَاقٌ
- عودةٌ إلى المحور
- صلاة في محراب العاشقين
- رجوع
- سرابيّة إعرابي
- اللاّزَوَرْد وعَرُوسُ الْبَحْر
- عُرَى الاستِحَالة
- عدميّة واسترقاق ..وصهيل أوجاع على مشارف الذات
- احْتِجَابٌ فِي رَحِيلِ الْعُمْر
- مُحِيطٌ مِنْ نُور
- اعتذار
- خُطْبَةُ وَدَاع
- زَمَنُ الْعَذَاب
- زَمَنُ الْعَذّاب
- ذَاتٌ مُغْتَرِبَةٌ


المزيد.....




- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علم الدين بدرية - هروب نحو المغيب