أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد كشكولي - بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة














المزيد.....

بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 716 - 2004 / 1 / 17 - 05:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نقلت صحيفة سويدية بعد العملية  الإرهابية التي تعرض لها  برجا وول ستريت في  نيويورك  عن اسامة بن لادن قولا له ضد العالم الغربي بأنهم – أي الغربيون-  " يريدون تجريدنا من رجولتنا" . إن ابن لادن يعبر بصدق عن إرادة الإسلام السياسي و الذكوريين المتجحفلين معه  باستعباد المرأة و حبسها في الحرم و ابقائها أسيرة في طاعة  "بعلها" ، أداةَ مقدسة لاشباع غريزته الجنسية الحيوانية . و إن القوى الرجعية لا تفّوت اية فرصة لتمرير مخططاتها ، و تلجأ إلى كل أساليب الكذب و الخداع و نكث الوعود في سبيل أخذ الزمام و ممارسة سلطتها السوداء. و هؤلاء الفحوليون لا يتنازلون  عن مغانمهم من الحريم و الجنس  عن طيب خاطر، و سيبدون أقصى جهودهم للاحتفاظ بها. 
إن غضبة النساء و معهن كل أحرار العراق و العالم  في مظاهراتهن الإحتجاجية على قرار الغاء القانون المدني فيما يتعلق بشؤون المرأة و العائلة ، و احلال قانون رجعي طائفي بدلا عنه ، اوقعت الاسلام السياسي في حيرة و يأس من أن يعود يوما يطبق شريعة استعباد المرأة في العراق.
أن سن هذا القانون العبودي من قبل اسلاميي مجلس الحكم مستغلين فترة غياب العلمانيين و انشغالهم بأمور أخرى ، لم يكن ابن ساعته ، بل كانوا يخططون لتمريره قبل سقوط النظام البعثي . ففي مؤتمر لندن لبحث تداعيات سقوط النظام بحرب أمريكية ، طرح الأستاذ كنعان مكية أفكاره و تصوراته عن المجتمع المدني في عراق ما بعد البعث ، منها قوانين تضمن مساواة المرأة مع الرجل ، فانبرى له الاسلاميون أسرى ذكوريتهم  مهاجمينه بلا هوادة حتي تم غلق الملف الذي يبحث في هذا الموضوع الحيوي.
لقد انتزعت المرأة العراقية  بنضالها و معها كل التقدميين  و بتضحياتها الجسام  الكثير من حقوقها ومنها القانون المدني الذي ينظم حياة المرأة والاسرة و أنه   لا يمكن لأحد ما أن يعود بعقارب الساعة الى الوراء و احلال قانون رجعي ظلامي محله . و ان مظاهرات نسائنا جعلت القوى الرجعية تتيقن من أنها قد أصبحت خارج العصر، أن سعيها للإستمرار في الحفاظ على شرائع الجاهلية التي تبرر النظرة الدونية للمرأة قد فشل و قد اصبح في حكم مزبلة التاريخ . و اليوم ليس أمامهم إلا البحث عن تبريرات للهزيمة في كتب التراث الديني .. مثلا أن يقتنعوا بأن الزمان قد تغير و أنهم و أفكارهم  لا بد أن يتغيروا. عليهم اليوم البحث عن تبريرات يستقونها من نصوص الدين لمساواة المرأة و الرجل ، وأن يبرروا تبؤ المرأة لأي مركز سياسي و اجتماعي في البلاد ، وإلا لا يمكنهم ايجاد أسباب لبقائهم  و توفير متطلبات الاستمرار في الحياة.
عليهم اليوم أن يفسروا نصوصا بشكل مغاير يسمح لهم بفسحة من التلائم مع الحياة العصرية ، مثلما أذعن رجال الدين في الغرب لشروط التمدن و اصبحوا لا يشكلون عراقيل امام تقدم مجتمعاتهم .
إن عزيمة النساء العراقيات و كفاحهن أثبتت أنهن يتحركن في طليعة النضال في  سبيل ليس تحرير أنفسهن فحسب بل تحرير الرجال أيضا و ارساء اسس   المجتمع المدني و دولة القانون.
إن المجتمع العراقي بعد سقوط النظام البعثي و الاحتلال يعاني من مشاكل عديدة ،  كان الاجدر باعضاء المجلس ايجاد حلول لها ، لا إثارة مشكلة كبيرة تثقل كاهل مجتمعنا بأعباء أضافية . كان عليهم أن يضعوا مشكلة البطالة التي نسبتها الكارثية % 70 ،  في أوليات قضاياهم التي تستحق البحث و ايجاد حلول مرضية لها. كان عليهم التفكير في تحسين الوضع الصحي للمواطنين باصلاح المستشفيات و استقدام الاطباء اليها و الادوية .
إن المرأة تواجه ايضا النظرة الدونية نفسها من ر جعيين  يدّعون العلمانية و التمدن و أني على يقين بأنهم يؤيدون ضمنا أي قانون يحد من حرية المرأة و ينتهك كرامتها .  و هؤلاء يرتكبون جرائم فظيعة ضد النساء . و شهدنا العديد منهم ارتكب قتل الشرف  ضد بناتهم .
 فالذكورية تجمع الاسلام السياسي و الرجعية القبائلية و الطائفية في حلف غير مقدس ضد المرأة . فالرجعيون القوميون و الطائفيون لكي يصونوا رجولتهم و فحولتهم ، ليس أمامهم إلا صب الماء في طاحونة الرجعية الدينية ، و ايجاد تبريرات متبادلة  لسياساتهم   المعادية للمرأة ، من قتل الشرف و الاجحاف بحقها في المساواة و التمتع بحريتها كإنسان.
إن تصاعد نضال المرأة في سبيل حقوقها و إقامة دولة الحريات و القانون يجبر الإدارة الأمريكية الحاكمة على القبول بمطاليب الشعب العراقي  و عدم الاستماع للقوى المعادية لمصالحهم ، و يجعلها  تدرك أن العراق ليس بالحجاز . و أن على فلول المقاومة العراقية الإرهابية أن تدرك بأن نساء العراق لن يقبلن بها ، وقد جربن حكم البعث لعشرات من السنين ذاقن خلالها الأمرين و ترملن و ثكلن بأبنائهن و عذبن أشد العذاب. و الكل يعلم أن النظام البعثي كان يسن القانون بالشكل الذي يساعده على الاستمرار في كرسي الحكم بغض النظر عن رجعية و تقدمية ذلك القانون.  و هذا النظام أعاد العمل بقانون العشائر الرجعي و سن قانون قتل الشرف بتخفيف الحكم عن الجاني حين يقتل امرأة قريبة منه بمجرد الشبهة باقامة علاقات جنسية غير مشروعة .
و أخيرا ليس لي إلا أحيي نساءنا و أعلن تضامني الكامل معهن في نضالهن العنيد ضد الرجعية و المقاومة الوطنية الإرهابية  .. و  أخاطبهن  : لقد جعلتن حقا  كيدهم في تضليل.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا تشعرون بالعار بطرد الشاعر أحمد جان؟
- موجة على شغاف القلب
- 10 يورو للإرهابيين القتلة
- مساء فاطمة للشاعر الكردي دلاور قره داغي
- قفر
- أحضان الصقيع
- قطع الأذنين! ربّما عقاب عادل لجرذ العروبة
- هل حقا كنّا نستحق هذا زعيما؟
- لا حياة بدون حوار و تفاعل
- ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول
- روح في سماء -السليمانيّة- إلى ف
- الريح القدس
- شارلي شابلن بفيلمه - الدكتاتور- انتصر على النازية
- أمام الجدران
- قصائد للشاعرة چنار نامق حسن
- الشاعرة الأمريكية -أميلي ديكنسون
- الشاعرة السويدية كارين بوية
- ماه شرف خان كردستاني
- وفي قلوبهم للطغاة عروش
- أمواج الأحلام


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد كشكولي - بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة