|
كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم والجديد؟
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:21
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم والجديد؟ أشار مشروع التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني، في معرض تناوله للعلاقة بين الكادر القديم والجديد، الي التغيرات الهيكلية التي طرأت في التركيب العضوي للحزب بصفة خاصة خلال سنوات الانقاذ والتي فاقمت من هذه القضية، والي أن: (الاعتقالات والفصل للصالح العام والهجرة واسعة النطاق الي خارج البلاد والتي شملت عددا كبيرا من أعضاء الحزب وكوادره واندثارعدد كبير من فروع الحزب في مجالات العمل والسكن وتعثر عملية البناء الحزبي في ظروف العمل السري ، قد لعبت الدور الأكبر والأساسي في حدوث هذه التغيرات الهيكلية). كما أشار الي: ضعف فروع الحزب في الجامعات وذوبانها داخل الجبهة الديمقراطية واثر ذلك علي الزملاء الخريجين الذين تم توصيلهم لمجالات العمل والسكن. وكذلك اشار الي أن: هناك عدد كبير من اعضاء وعضوات وكوادر الحزب ارتبط بعمل المنظمات الطوعية المختلفة، وسجل غيابا عن فروع الحزب. لقد اجبرتهم ظروف كثيرة معلومة لممارسة النشاط واشباع التطلعات الثورية من خارج تنظيم الحزب. ورغم أن التقرير أشار الي صمود الكادر الجديد ومقاومته لنظام الانقاذ وسلبيات ما يسمي بثورة التعليم العالي، الا أن التقرير خلص الي أن: (الكادر الجديد تشكل وتخلق وتكون في ظروف ضعف العمل الحزبي بتقاليده وركائزه المعروفة، اما تحت ظل ذوبان الفرع في الجبهة الديمقراطية في الجامعات داخل السودان وخارجه أو بين العمل في المنظمات الطوعية أو بسبب الانقطاع فترة طويلة عن العمل الحزبي المنظم بأثر ضعف العمل في جبهة التوصيلات ، واستنادا الي ذلك فان التغيرات الهيكلية التي طرأت في التركيب العضوي للحزب ، وبالتالي في تركيب الكادر ، قد قادت بالفعل الي بعض مظاهر الاهتزاز في أساسيات ومبادئ وتقاليد العمل الحزبي، والي ضعف الترابط والتواصل بين الكادر القديم والجديد). قضية العلاقة بين الكادر القديم والجديد ليست جديدة، جاء في وثيقة: الماركسية وقضايا الثورة السودانية(تقرير المؤتمر الرابع ، اكتوبر 1967) حولها ما يلي: (والقاعدة أن كادرنا متمم لبعضه ويعمل في اتحاد اختياري رفاقي تجمعه الايديولوجية الواحدة والمصهر الواحد في النضال الثوري . حقا لكادرنا القديم سلبياته وكذلك للكادر الجديد. ولايمكن لحزبنا أن يتطور ، ولايمكن للكادر الجديد أن ينمو ، الا بهضم التجارب الثورية لحزبنا واستمرار تقاليده الثورية. وهذا يتطلب النضال علي اساس الماركسية اللينينية ضد السلبيات في كادرنا ككل وتمتين الوحدة بينه . يتطلب كما ذكرنا من قبل تنقية الحياة الداخلية لحزبنا وقيامها علي اسس ماركسية حقا في صراع الافكار المبدئي وبالمسئولية التامة ازاء قضية الحزب والثورة كما تشير الي ذلك لائحة حزبنا)( الماركسية وقضايا الثورة السودانية، ص 182، طبعة دار عزة، 2008). • الخلل الأساسي الذي جاء في صيغة مشروع التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الخامس هو التعميم علي كل الكادر الجديد ، في حين أن للكادر الجديد شأنه شأن الكادر القديم له ايجابياته وسلبياته، كما أن التقرير السياسي انطلق من تقييم ذاتي لا علاقة له بدراسة عميقة انجزت حول الكادر الجديد. نلاحظ علي سبيل المثال في مديرية الخرطوم ان 39% من الكادر انضم للحزب في فترة الانقاذ ، وهذا له دلالاته من حيث تصدي كادر شبابي للعمل القيادي والذي صارع بصلابة ضد نظام الانقاذ، رغم التعتيم الذي فرضه النظام علي هذا الجيل ، ويعكس تصدى كادر شاب للعمل القيادي بعد الهجرة الكبيرة التي شملت الكادر بعد الانقاذ ، وهذا يستوجب رفع قدرات هذا الكادر الفكرية والسياسية والتنظيمية حتي يواصل نشاطه القيادي باقتدار فهو مستقبل الحزب. • اما الخلل الثاني في صيغة مشروع التقرير السياسي انه لم يعالج بعمق قضية الخلل في العمل القيادي، والتي كان من نتائجها التوتر بين الكادر القديم والجديد. ونحاول في هذه المساهمة استكمال هذا النقص، في اتجاه توسيع وتعميق المناقشة. وسوف نتناول في هذه المساهمة: مظاهر الخلل في العمل القيادي، جذور وأسباب الخلل، والمدخل الي الاصلاح. اولا:تقديم: تم تناول قضية العمل القيادي في وثائق الحزب في مناسبات مختلفة خلال الفترات التاريخية التى مر بها الحزب ، فمنذ تأسيس الحزب أشارت الوثائق الى اهمية تلك القضية باعتبار أن تقوية وتحسين العمل القيادي من الشروط الهامة لاستقرار الحزب وبنائه ، وضرورة الارتقاء بقدرات الكادر الفكرية والعملية وتنمية الكادر الجديد ، وارتباط الكادر بالواقع والتفكير المستقل وضرورة اشراك الكادر في رسم سياسة الحزب ومحاسبة اللجنة المركزية وتوسيع دائرة العمل القيادي وتوسيع الديمقراطية داخل الحزب ( دورة ل.م 1952 ). كما أشارت الوثيقة الى أنه في بلد كالسودان شاسع مترامى الأطراف وبظروفه الاجتماعية المتخلفة يتطلب وجود كادر بمستوى متقدم يمكنه من قيادة المناطق وتوسيعها وتطويرها دون التدخل المباشر من مركز الحزب ، وهذا أمر يعتمد عليه مستقبل حزبنا. كما أشارت وثيقة المؤتمر الرابع ( الماركسية وقضايا الثورة السودانية ) الى ضرورة وجود جهاز حديث للحزب يتكون من مجموعة من المختصين في شئون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلام والنشر .. الخ ، كما أشارت الى ضرورة تأهيل وتدريب الكادر في فروع العمل الثوري التي يباشرها ، كما أشارت الى أن مستوى الكادر وقدرته على المشاركة الحقيقية في رسم سياسة الحزب الشيوعي هما الذان يحددان مستوى القيادة الجماعية ، كما أشارت الوثيقة الى ضرورة اختيار الكادر على أساس موضوعي يضع في الاعتبار صلابته في النضال وتاريخ نضاله العملي وكفاءاته لمواجهة الظروف المقبلة. أما وثيقة قضايا ما بعد المؤتمر ( دورة ل.م يونيو 1968 ) فقد أشارت الى أن القضية: ( هى انه اليوم بدخول بلادنا مرحلة جديدة من مرحلة التطور الديمقراطي ، اصبح الاصلاح في عمل الحزب يتطلب الشمول ، وينبعث من حاجة جوهرية : وهى أنه اذا لم يستطع الحزب الشيوعي ان يغير من حياته الداخلية ، وأن يطور هذه الحياة فسوف يصبح الحزب الشيوعي تنظيما بدائيا ومتخلفا ، ولايكون في مقدمة الاحداث ، بل يكون خلفها). كما أشارت الوثيقة الى بناء مواقف الحزب على أساس العلم وامتحانها بالتجارب ، واستخلاص نتائج نظرية من هذه التجارب.كما أشارت الوثيقة الى ضرورة تطوير عملنا القيادي فيما يختص بالتحالف مع البورجوازية الوطنية والصراع ضدها حول مسألة قيادة الحركة الجماهيرية ، تطوير عملنا في القطاع التقليدي والجنوب ، منهج عملنا مع المثقفين ، الدين ، التنظيمات الديمقراطية : وكيف تكون جاذبة لجماهيرها ومتعددة في صورها واشكال عملها حتى تسهم في تغيير تركيب المجتمع.اضافة الى ضرورة تطوير عملنا القيادي والنظري فيما يتعلق بالارتباط الوثيق بين الحقوق الديمقراطية البورجوازية والديمقراطية الجديدة ، اضافة الى تحسين وتطوير العمل القيادي وتدريب وتاهيل الكادر العمالي والخط التنظيمي.هذا فضلا عن استقلال فرع الحزب حتى يكون القائد الحقيقي لجماهيره في الحى والعمل والمؤسسات الدراسية بدون الوصاية عليها.كما أشارت الوثيقة الى أن العمل القيادي اليوم يتطلب مستويات عليا من المعرفة الماركسية ويتطلب مستويات توجب اعمال الفكر وتوجب الانتاج وتوجب الاسهام المثمر في قضايا الحزب وقضايا الحركة الثورية . كما اشارت الوثيقة الى اهمية فرع الحزب والذي يعتبر عمليا لانظريا وحده وليس سواه هو القائد لكل نشاط يجري حوله والمسئول عنه ، لقد عانينا من هذا كثيرا ، عانينا من الوصاية التى تفرض على فرع الحزب ، فتطبع الحزب بطابع واحد عقيم وتسلب عضوية الحزب من ارادتهم وتجعلهم متفرجين في كل ما يختص به من افكار جديدة ، وتجعلهم يحجمون عن اثراء الحزب بافكارهم وتجاربهم ، وهذا الاتجاه الذي يصادر الديمقراطية المركزية يخلق السلبية ويحد من طاقة الفرع. أما وثيقة في (سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع) ، دورة ل.م مارس 1969 م ، فقد أشارت الى أن : العمل النظري اصبح يشكل واجبا مقدما للنشاط القيادي ، وفي النشاط العملي واليومي لدى أعضاء الحزب الشيوعي. كما أشارت الى ضرورة العمل الجماهيري الصبور أداة للتغيير بديلا للتكتيك الانقلابي ، كما أشارت الى انه رغم انجازات المؤتمر الرابع في ميدان العمل النظري وفي تجميع الافكار حول قضية بناء الحزب الشيوعي ، وتطبيق الماركسية باستقلال على ظروف السودان ، ولكن المؤتمر لم يحل قضية القيادة الجديدة التى تجئ لسيادة تلك الافكار والانجازات ومعبرة حقا عنها.كما أشارت الى ( التناقض بين الوعي المنتشر بين أعضاء الحزب وبين القدرات الراهنة للنشاط القيادي في الحزب). كما أشارت الوثائق الى ضرورة تطوير العمل القيادي بعيدا عن الصراعات غير المبدئية أو الصراعات الذاتية المدمرة للعمل القيادي. بعد يوليو 1971 ، كان من أهم الدورات التى عالجت قضايا العمل القيادي في ظروف الردة وفي ضوء تكتيكات الحزب في تلك الفترة ، دورة يونيو 1975، أشارت الدورة الى دورفرع الحزب وتاهيله ووحدة الفكر والارادة والعمل وتحسين العمل القيادي في حياة الحزب الداخلية من الفرع وحتى اللجنة المركزية ، والارتقاء بالصلة بين القيادة والقاعدة وتحسين العمل القيادي في النشاط الجماهيري ، وتبسيط العمل القيادي واشكال الصلة مع الفروع بحيث تنساب في يسر وسلاسة وبدون حلقات وسيطة كثيرة تباعد بين القيادة والفروع، واستخلاص فروع الحزب لبرامج وخطط عمل من دورات ل.م ، ودراسة الوثائق التى تسهم في تطوير خط اللجنة المركزية.اضافة لتطوير وتحسين عملنا القيادي في الجنوب والقطاع التقليدي وممارسة المركزية الديمقراطية باعادة انتخاب الفروع لمكاتبها. أما دورة ل.م ، ديسمبر 1978 م فقد طرحت قضية الكادر باعتبارها الحلقة الرئيسية في العمل القيادي وفي مهام بناء الحزب ، كما حددت الشروط لانتقاء الكادر المتفرغ وتأهيله سياسيا وفكريا وتخصصه في فرع من فروع المعرفة ، وتوفير احتياجاته الاساسية حتى يكون من المنتجين والمبدعين في فنون النشاط الحزبي المتنوع. وجاءت دورة سبتمبر 1984 م بعد 14 عاما من الردة لتحدد اسبقيات العمل القيادي والتى تتلخص في : تحسين ودعم التركيب القيادي ، ترسيخ قواعد العمل السري وانتقاد الخلل في التامين الذي ادى الى ضرب وثائق كثيرة مع الكادر في المركز والمناطق ، الحد الادني والمستقر والدائم من الطباعة ، تحسين التكوين الشيوعي للكادر ، مقرر الزامي للمرشحين ، توسيع حلقة الكادر المتفرغ ، التوجه لبناء الحزب وسط الطبقة العاملة. اشارت الدورة الى أن التمسك بالاسبقيات قضية فكرية في المقام الاول ، فان هذا التمسك يتحقق عبر الصراع الفكري ضد روح التشتت وردود الفعل ، وتقليب ماهو عابر وثانوي على ماهو ثابت وجوهري .( ص 7 ). كما قدمت سكرتارية اللجنة المركزية نقدا ذاتيا في الدورة على تأخير طرح الاسبقيات لأنها قضية مستقلة عن نهوض وانحسار الحركة الجماهيرية ، ولكونها بهذا المعنى جوهر العمل القيادي ومعيار تقدمه أو تخلفه ، وفعاليته أو ضعفه ، وكان الواجب متابعته منذ طرحه في دورة يونيو 1975 ليس فقط في سكرتارية اللجنة المركزية والهيئات المركزية ، بل في كل هيئات وفروع الحزب. كما عالجت الدورة ايضا مهام بناء الحزب مثل قضايا الخط التنظيمي ، التركيز على بناء الحزب في المدارس الثانوية والمعلمين ، كما عالجت حالة المكاتب المركزية وحددت الاسبقيات المطلوبة للمكاتب المركزية ومهامها مثل : المكتب التنظيمي ، المكتب المالي ، اللجنة الاقتصادية ، مكتب التعليم الحزبي ، .. الخ. كما تناولت الدورة حالة الحزب في المناطق وفروع الخارج ومهام بناء الحزب فيها ، وتناولت ايضا تحليل فحص كادر 1978 ، ومهام البناء المستخلصة من ذلك الفحص . والدورة ماثلة للطباعة ، اى لم تنزل لعضوية الحزب) وقعت انتفاضة مارس – ابريل 1985 ، وبعد الانتفاضة نشأت ظروف مد جماهيري جديدة ، تركت بصماتها على الاسبقيات التى طرحتها دورة سبتمبر 1984 ، وعالجت دورة ابريل 1985 قضايا الانتفاضة ومهام بناء بناء الحزب في الظروف الجديدة استنادا الى الاسبقبات التى طرحتها دورة سبتمبر 1984 مع مراعاة الامكانات الواسعة التى فجرتها الانتفاضة. واخيرا ، جاءت دورة فبراير 1995 التى عالجت الخلل في العمل القيادي الذي حدث بعد انقلاب 30 يونيو 1989م ، وتم تصحيح مسار العمل القيادي وانتقاد تصعيد الزميلين الخاتم ووراق لسكرتارية اللجنة المركزية من خارج اعضاء ل.م وتصعيد زملاء أعضاء ل.م لسكرتاريتها بدون علم ل.م ، اضافة لتهميش اللجنة المركزية التى لم يعقد لها اجتماع لفترة ست سنوات ، وتصحيح مسار المناقشة العامة حسب ضوابط لائحة الحزب بتحديد اطار عام لها ، وتحديد فترة زمنية لها وآلية لحسمها ، وتحسين العمل في التجمع الوطني الديمقراطي، وضرورة نشاط الحزب المستقل وتوسيع نشاطنا الجماهيري وضرورة اسهام الاعضاء والكادر في المناقشة العامة لتجديد الحزب والتمسك بضوابط العمل السري، كما عالجت الخلل في اختفاء عدد ضخم من الكادر الجماهيري مع تقدير تضحيات ذلك الكادر في الايام الاولى للانقلاب. هذا عرض موجز لوثائق الحزب التى تناولت قضية العمل القيادي في الفترات المختلفة التى مربها الحزب صعودا وهبوطا في الحركة الجماهيرية وفي ظروف نشاط سري مطلق ونشاط قانوني علني ، مما يشير الى أن القضية ليست جديدة ، الا أنه لم تتم المعالجة الجذرية لها ، مما تركت اثارها وبصماتها السلبية على تطور الحزب ونموه. استنادا على هذه الخلفية نناقش قضية العمل القيادي ومعالجة الخلل الذي لازمها ، وفي سبيل التطوير والتحسين والنفاذ الى جذور الخلل وأسبابه ومعالجته ، باعتبار ذلك هو العامل الحاسم في تطور ونمو الحزب وتحويله الى قوة جماهيرية تسهم في تغيير تركيب المجتمع. سوف نركز في هذه المساهمة على الاتي : – مظاهر الخلل في العمل القيادي. – أسباب وجذور الخلل. – المدخل لاصلاح العمل القيادي. ثانيا: مظاهر الخلل في العمل القيادي: يمكن تلخيص مظاهر الخلل في العمل القيادي والتى لاتخطئها العين في النقاط التالية: 1. ضيق حلقة العمل القيادي في مركز الحزب وعدم التخطيط المنظم لدعم القيادة بكادر جديد في عملية تشترك فيها هيئات وفروع الحزب بدلا من طريقة (علوق الشدة) التى تتم بها حاليا ، وبالتالي تجديد دماء العمل القيادي، هذا اضافة لحالة التشتت وزحمة الكادر القيادي في سكرتارية اللجنة المركزية . 2 -غياب الخطة السنوية للجنة المركزية التى يتم فيها تحديد اهداف عامة يتوخى العمل القيادي تحقيقها في العام المحدد ، وبالتالي رصد ما انجز وما لم ينجز والمحاسبة ومتابعة الانجاز في الخطة القادمة. 3 - عدم التقويم الدوري لأداء الكادر القيادي : انجازاته ، اخفاقاته، في مواقع المسئولية التى يتسنمها. 4 - الخلل المزمن في العمل القيادي والذي اشارت له المناقشة العامة وانتقده مشروع التقرير السياسي، وهو عدم عقد المؤتمر الخامس لمدة اربعين عاما ، وبالتالى تم حرمان مجموع الحزب من عقله الجماعي في تلخيص التجربة وتجديد العمل القيادي، وتطوير الحزب مما ترك القيادة لحلقة ضيقة والحق الضرر الجسيم بالعمل القيادي. 5 - الصراعات غير المبدئية بين الكادر القيادي ، والتى ارهقت قيادة الحزب في تحقيقات كثيرة ، مما اضر بالعمل القيادي ، وحرف وجهته الى اشياء غير مفيدة. 6- عدم وجود السياسات الثابتة مثل : - لا سياسة عامة لتطوير مالية الحزب ومصادره المالية، حتى اصبح الحزب في اسوأ حالاته في جبهة الأداء المالي، وتلبية احتياجات جبهات العمل المتنوعة. - لاتوجد سياسة عامة لتطوير الكادر باعتباره عصب الحزب. - لا سياسة عامة حول التفرغ ، حتى تقلصت حلقة المتفرغين الى اقصى حد منذ تأسيس الحزب. - لاسياسة عامة لتطوير الأداء في جبهة العمل النظري. 7- اصبحت سكرتارية اللجنة المركزية بديلا للجنة المركزية ، في حين أن السليم حسب دستور الحزب المجاز في المؤتمر الرابع ، اكتوبر 1967م، أن المكتب السياسي هو الهيئة المركزية المسئولة عن الحزب في الفترة بين اجتماعي اللجنة المركزية ، وهو الذي ينفذ قرارات اللجنة المركزية ويحضر لاجتماعاتها ويمثلها في صلاتها مع القوى السياسية الاخري ويقدم حصيلة نشاطه للجنة المركزية، كما يتابع صحافة الحزب واداء المتفرغين واستلام التقارير من المناطق والمكاتب ويرفع الحصيلة للجنة المركزية، ولايقرر بالنيابة عنها، وأن المكتب السياسي تنتخبه اللجنة المركزية . وقد انسحب هذا المنهج الخاطئ على بعض المناطق على سبيل المثال في مديرية الخرطوم حلت السكرتارية محل لجنة المديرية في الفترة: 1989 – 2006، مما ادخل العمل القيادي في عنق الزجاجة حتى تم تصحيح هذا الوضع الشاذ في اجتماع الكادر الموسع الذي عقد في 19/5/2006، ومؤتمر المديرية الأخير . 8 -السلحفائية والبطء في العمل القيادي ، وتأخير الردود على التقارير والرسائل التى تصل من المناطق والمكاتب مما يضعف ويربك العمل القيادي ويفاقم المشاكل التى تحتاج لمعالجات سريعة. 9 -غياب التقرير السنوى الذي يضع امام اللجنة المركزية صورة الوضع في المناطق والمكاتب ، على سبيل المثال آخر تقرير ناقشته اللجنة المركزية عن الوضع في المناطق في دورة يونيو 2000م ، بل حتى تقارير المكاتب المركزية والمناطق لاتمر على اعضاء اللجنة المركزية ، بل اصبحت محصورة في سكرتارية اللجنة المركزية. وهذا يتطلب رفع القدرات الادارية لتصل تقارير المناطق والمكاتب قبل بداية العام الجديد ، حتى يتم منها اعداد التقرير السنوى وكذلك ولاية الخرطوم ، وهذا يختصر الطريق في تقديم المساعدات الدورية والسنوية للمناطق والمكاتب في تطوير عملها، بدلا من ترك ذلك لرؤية احادية ضيقة لسكرتارية اللجنة المركزية. 10 – غياب المجلة الداخلية ( المنظم) التى تلخص تجارب المناطق والفروع في النشاط الداخلي والجماهيري لأكثر من 17 عاما ، مما اضعف المسك بقضايا ومناهج بناء الحزب ، وتطوير الصراع الداخلي حول ذلك. 11 – تفجر الصراع بين الكادر القديم والجديد ، وعدم وجود المنهج القيادي السليم لاستيعاب الكادر الجديد القادم من الجامعات في فروع السكن والعمل ، وهذا ناتج وتحصيل حاصل من الخلل في العمل القيادي الراهن. 12 – عجز الكادر القيادي في سكرتارية اللجنة المركزية الناتج من تقدم العمر والمرض ، ورغم ذلك يتشبث بالعمل القيادي اللاهث يوميا ، بدلا من وجود المنهج السليم لتجديد دماء العمل القيادي ومساهمة الكادر الذي تقدم في العمر بعمق في تلخيص التجارب والكتابة في جبهة الفكر، بدلا من الجرى والتشبث ، حتى اصبح كالمنبت لاأرضا قطع ولاظهرا ابقي. 13 – العجز والقصور الواضح في جبهة الفكري حول قضية المرأة التى اتسع دورها في الحياة العامة ، مما يعكس الخلل في العمل القيادي والنظري وضرورة تطوير عملنا في هذا الجبهة الهامة. هذا اضافة لضعف وجود الزميلات في الهيئات القيادية من اللجنة المركزية والمكاتب المركزية ولجان المناطق مما يتطلب رفع هذه النسبة. 14 – الاضطراب والارتباك في التصريحات الصحفية وفي اجهزة الاعلام والذي اشارت له اللجنة المركزية ، هذا اضافة للخلط بين الرأى الشخصي ورأى الحزب حول القضية المحددة ، حتى اصبحت هذه التصريحات والمقابلات الصحفية الكثيرة تثير امتعاض أعضاء الحزب. 15 – ضعف منابر الحزب الاعلامية، كما أشارت العديد من ملاحظات الاعضاء والاصدقاء ، مما يتطلب تحسين عملنا في هذا الجانب. 16 – ضعف دورات اللجنة المركزية وخاصة في الجانب السياسي ولاسيما في الفترة :2001 – 2007 م من حيث المحتوى والتحرير أو الاعداد للنشر اضافة لتأخير نزولها ، كما عبر الكثير في ملاحظاتهم ومناقشاتهم لهذه الدورات. 17 – استمرار التناقض الذي ظل ملازما للحزب منذ المؤتمر الرابع ( بل قبله) ، مثل البدائية وحول نفوذ الحزب الجماهيري وارتفاع مستوى وعي أعضائه وعجز العمل القيادي عن تلبية تلك التطلعات، هذا اضافة لضعف القبض باسبقيات العمل القيادي كما أشارت دورة ل.م في سبتمبر 1984 م. 18 – ضعف جبهة الطباعة المركزية كما يتضح من العجز عن اصدار مجلة الشيوعي العدد 170 لاكثر من عامين ، وتراكم الكتيبات والمساهمات دون نشر. 19 – اتخاذ قرارات كانت تحتاج لتشاور واسع مع الكادر والمناطق مثل:قرار المشاركة في المجلس الوطني وتحديد المشاركين، وقرار الاجتماع مع المؤتمر الوطني دون التحديد المسبق لشروط المصالحة والحوار، والتشاور مع القوى السياسية الاخري لتوحيد الموقف التفاوضي. ثالثا: أسباب وجذور الخلل: مظاهر أزمة العمل القيادي التى عددنا بعضها اعلاه ترجع الى جذور قديمة في تاريخ الحزب ، كما أشرنا في مقدمة هذه المساهمة الى دورات اللجنة المركزية السابقة التى تناولت هذا الموضوع ، اضافة للمقترحات لتحسين العمل القيادي ، ولكن الظروف الموضوعية مثل ظروف السرية المطلقة والظروف الذاتية لم تساعد في متابعة الاصلاح في هذه الجبهة. في بحثنا عن أسباب وجذور الخلل يمكن الاشارة الى النقاط التالية: 1- عدم عقد المؤتمر الخامس لمدة اربعين عاما من الاسباب الاساسية لذلك الخلل ، نلاحظ أنه في الفترة يوليو:1971 – 1985 م ، لم يطرح في دورات اللجنة المركزية مهمة عقد المؤتمر الخامس ، ولكن طرح في الفترة: 1985 – 1989 ، ورغم الظروف المواتية الا أنه لم يتم عقده وهذا يرجع لمناهج وأساليب العمل القيادي التى كانت سائدة يومئذ ، اضافة لعدم انجاز بعض اللجان مثل لجنة البرنامج مشروع البرنامج حتى قيام انقلاب 30 يونيو1989 م ، نلاحظ استمرار هذا الخلل ، فقد قررت ل.م تكوين لجنة لاعداد مشروع البرنامج في دورتها في ديسمبر 1997 ، وحتى نهاية ديسمبر 2007 م ، أى لاكثر من عشر سنوات ولم ينجز المشروع مما يعكس البدائية والخلل في العمل القيادي. هذا اضافة لخرق لائحة الحزب بتعطيل اعلى سلطة في الحزب لأكثر من اربعين عاما. 2- الخلل الثاني هو الغاء المكتب السياسي واستبداله بسكرتارية للجنة المركزية، في حين أن السكرتارية أو الامانة العامة مهمتها التحضير لاجتماعات المكتب السياسي، التى ادخلت العمل القيادي في عنق الزجاجة واصبحت بديلا للجنة المركزية ، ومعلوم أن تجربة سكرتارية اللجنة المركزية تم انتقادها خلال فترة ديكتاتورية عبود وبعد اكتوبر 1964 م وفي وثيقة: في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع ( دورة مارس 1969 )، باعتبارها تلغي او تهمش اللجنة المركزية ، وكانت الصيغة التى تم اجازتها في المؤتمر الرابع 1967 هى أن الهيئات القيادية هى: المؤتمر ، اللجنة المركزية ، المكتب السياسي، اضافة للاداء النظري والفكري للمكاتب المركزية ودورها في تطوير وتوسيع دائرة العمل القيادي ، وهذا ايضا خرق واضح لدستور الحزب . النتائج التى ترتبت علي صيغة سكرتارية للجنة المركزية هى ضيق العمل القيادي ، وزحمة زملاء لايتعدون اصابع اليد باعباء فوق طاقة البشر ، مما خلق حالة من التشتت وعدم المسك باسبقيات العمل القيادي ، وعدم المعالجة الجذرية لمسألة العمل القيادي رغم طرحها في دورات مختلفة بعد يوليو 1971 م مثل دورة يونيو 1975 ودورة سبتمبر 1984 ودورة فبراير 1995 م . 3- النقطتان: (1) ، (2)، تشكلان المفتاح لفهم اسباب وجذور الخلل في العمل القيادي وما ترتب على ذلك في الحالة التى وصلها الحزب التى تتمثل في الخلل في العمل القيادي التى حددنا مظاهرها اعلاه. اضافة الى اثر ذلك في خط الحزب السياسي الجماهيري المستقل، في الاسهام في تنمية خط سياسي جماهيري يفتح الطريق امام انتزاع التحول الديمقراطي ، وعدم تقويم تجربة التجمع الوطني الديمقراطي حتى الآن بهدف اتخاذ موقف لتنمية اعمال مشتركة اوسع تسهم في مواجهة مخاطر الفترة الحالية واهمها ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وانتزاع التحول الديمقراطي وتحسين احوال الناس المعيشية، وانتزاع قانون ديمقراطي للانتخابات يفتح الطريق امام انتخابات حرة نزيهة يتم فيها انهاء الشمولية واحتكار السلطة والثروة. رابعا: المدخل للاصلاح : المدخل للاصلاح لاينفصل عن مجمل ما طرح من أفكار في المناقشة العامة لتحسين العمل القيادي وذلك : • بانتظام عقد مؤتمرات الحزب ، باعتبار أن المؤتمر هو اعلى سلطة في الحزب وهو الذي يجيز سياسته واهدافه العامة وبرنامجه ودستور او التعديلات عليهما ، وينتخب اللجنة المركزية الجديدة . • أن تصبح اللجنة المركزية القيادة فعلا لا قولا في الفترة ما بين المؤتمرين ، لقد عانت اللجنة المركزية في الفترة الماضية من التهميش ، على سبيل المثال تم في الفترة اكتوبر 1967 – نهاية ديسمبر 2007 م عقد 54 دورة للجنة المركزية ، تم عقد 17 منها في الفترة:1967 – يوليو 1971 ، اى بمعدل 3 دورات في العام ،بما يتمشى مع لائحة الحزب ، اضافة لوجود مكتب سياسي في تلك الفترة بما يتمشى ايضا مع لائحة الحزب، أما في الفترة : يوليو 1971 – نهاية ديسمبر 2007 م ، فقد تم عقد 37 دورة ، اى بمعدل دورة في العام، اضافة لتكوين سكرتارية للجنة المركزية الغت الدور القيادي للجنة المركزية، كما اشرنا سابقا، وهذا ايضا يتعارض مع اللائحة.على أن اسوأ ما افرزته تجربة السكرتارية هى تكوين سكرتارية مؤقتة في الفترة 1989 – 1995 ، والتى تم فيها تهميش اللجنة المركزية بعدم عقد اجتماعاتها لفترة ست سنوات ، اضافة للخل في العمل القيادي الذي نشأ في هذه الفترة والذي اشرنا له في المقدمة، والذي عالجته دورة ل.م فبراير 1995 م، ومازال هذا الخلل يلقى بظلاله السلبية على العمل القيادي حتى اليوم. • أن يصبح المكتب السياسي هو القيادة المركزية في الفترة بين انعقاد اجتماعات اللجنة المركزية ويقود العمل اليومي ويشرف على صحافة الحزب ومطبوعاته المركزية وعلى المتفرغين وتوزيعهم على فروع العمل المختلفة ، كما يشرف على المكاتب المركزية ولجان المناطق ويتلقى التقارير الدورية المنظمة عن نشاطها ومخططاتها ، كما يدعو لاجتماعات اللجنة المركزية الدورية واذا طلب ثلثا اعضائها ويحضر لها ويقدم تقارير دورية بنشاطه وانجازاته لها وينفذ كل قرارتها، ويعقد اجتماعات دورية ثابتة لقيادة العمل السياسي ومراقبته وتطويره، كما يمثل الحزب في صلاته بالاحزاب والهيئات الاخرى في حالة غياب اللجنة المركزية ، على أن يقدم أعماله في هذا الصدد الى اللجنة المركزية، كما أن اللجنة المركزية هى التى تنتخب المكتب السياسي ويخضع لمحاسبتها، اى أن المكتب السياسي يخضع لمراقبة اللجنة المركزية وليس قيادة لها وحتى لا يتحول الى هيئة أو شلة متكتلة بشكل دائم داخل اللجنة المركزية، وهذا يصحح الوضع الشاذ الذي نشأ باستبدال المكتب السياسي بسكرتارية للجنة مركزية لاوجود لها في دستور الحزب المجاز في مؤتمره الرابع اكتوبر 1967، والتى تحولت بوضع اليد الى قيادة للجنة المركزية لأكثر من 36 عاما ، هذا اضافة لتصعيد زملاء لها في غياب اللجنة المركزية ودون علمها مثل حالة الخاتم ووراق ،اضافة للاثار الضارة التى الحقتها هذه الصيغة بالعمل القيادي والتى اشرنا لها سابقا. • التخلص من حالة التشتت بتحديد اسبقيات العمل القيادي وتوزيع المسئوليات وترسيخ المؤسسية وضوابط دستور الحزب ، واشراك الهيئات والفروع في الاختيار للمكاتب والهيئات المركزية وعرض حصيلة الفحص على اللجنة المركزية ، وأن يكون التصعيد على أساس الكفاءة وليس الاستلطاف والمزاج الشخصي، لقد اكدت التجارب أن القيادات التى تم اختيارها بعيدا عن الأسس والمناهج السليمة ، وبدون اشتراك الهيئات وفروع الحزب في تقييمها كانت فاشلة ووبالا على العمل القيادي ، هذا فضلا أن التصعيد الخاطئ لا يؤثر سلبا فقط على العمل القيادي ، بل يؤثر على الزملاء المصعدين انفسهم، هذا اضافة لتحسين مناهج العمل القيادي والاهتمام بالتاهيل والتدريب والتنوع في اشكال الصلة بالمناطق والفروع ، وتحسين المناهج في اختيار المتفرغين وتوفير احتياجاتهم الاساسية والتقييم الدورى لادائهم ولعب دورهم في تطوير نشاط الهيئات الحزبية التى يعملون بها ، والتخصص في فرع من فروع المعرفة، وتطوير عملنا القيادي الفكري والنظري حول قضية المرأة ، ووضع سياسات ثابتة لتطوير الاداء المالي والمتفرغين . • يتطور العمل القيادي من خلال الانتاج في مختلف المجالات السياسية والتنظيمية والفكرية وتطوير العمل النظري، والنقد والمحاسبة والتخطيط ودراسة الواقع ورفع قدرات الكادر القيادي الفكرية والسياسية والتنظيمية، اضافة الى بناء ادوات العمل وتحسين الطباعة ووسائل الاعلام الاخرى ، اضافة الى التامين وتحسين مناهج العمل الاداري ورفع كفاءة الاجتماعات وعائدها والتحضير الجيد لها ، باعتبار أن الاجتماع الناجح هو الذي يحقق اكبر عائد في أقل قدر من الزمن، وتطوير موارد الحزب المالية، وتجديد العمل القيادي وتطويره باستمرار، والحفاظ على التوازن بين حماس الكادر الجديد وحكمة وتجربة الكادر القديم، هذا فضلا أن القيادة والادارة اصبحت علما لابد من اتقان مناهجه وفنونه ، وتسليح الكادر القائد بمبادئ علم الادارة والكمبيوتر والتحليل الاحصائي والآساليب والمناهج العلمية في اجراء الاستبيانات والاستطلاعات وقياس الراى العام وسط التنظيم ، وعدم التعجل في اتخاذ قرارات دون دراسة. • تحسين تركيب اللجنة المركزية ، وتلك مهمة المؤتمر الخامس ، فتركيب اللجنة المركزية الحالية مختل وعلى سبيل المثال: لايوجد بها عامل ، يوجد بها زميلتان ، يوجد بها زميل واحد من الأقاليم ، من حيث التركيبة العمرية كل الاعضاء اعمارهم تتجاوز ال55 عاما ، لايوجد بها مزارع .. الخ. وبالتالى من المهم تحسين هذا التركيب بحيث يوجد في اللجنة المركزية كوادر مقتدرة من العمال والمزارعين والنساء ، اضافة لتحسين التركيبة العمرية بتمثيل الشباب والدمج فيها بين حماس الشباب وحكمة وتجربة الكادر القديم، اضافة لضرورة وجود المسئولين السياسيين للمناطق في اللجنة المركزية وفي وجهة تحسين وتطوير بناء الحزب في الاقاليم ، اضافة لضرورة وجود كوادر مقتدرة من ابناء المناطق المهمشة( دارفور،الشرق ، جبال النوبا، جنوب النيل الأزرق، النوبة في اقصى الشمال.. الخ).اضافة للكوادر المتخصصة في العمل الداخلي والفكري والثقافي والسياسي الجماهيري. وحول طريقة الاختيار مهم أن نتجاوز تقديم اللجنة المركزية لقائمة ، تلك الصيغة التى كانت من اسباب فشل الاختيار السليم للقيادة ، فالمؤتمر الرابع قد نجح في اجازة وثائق جيدة ( الماركسية وقضايا الثورة السودانية ، برنامج ولائحة الحزب)، ولكنه فشل في اختيار القيادة التى تترجم تلك الوثائق والخطوط الى واقع ، مما اضطر اللجنة المركزية الى تقديم وثيقة : في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع ( دورة مارس 1969 ). وبالتالى من المهم توسيع دائرة الترشيحات للجنة المركزية بما يحسن التركيب القيادي ، ولابد من بذل جهد مسبق قبل المؤتمر في مناقشة الكادر المؤهل والمتخصص المطلوب واخذ موافقته ، حتى لايفاجأ المؤتمرون بالاعتذار ، وحتى لاتكثر الاعتذارات ، وبالتالى يفشل المؤتمر في انتخاب لجنة مركزية متوازنة تعيد الأزمة وانتاج الازمة ، وبالتالى من المهم تكوين لجنة انتخابات تتجمع عندها الترشيحات من المناطق والهيئات المركزية واللجنة المركزية مع حيثيات كافية توضح السيرة الذاتية للمرشح وموافقته واسم المرشح والمزكى ، يتم عرض هذه الترشيحات على المؤتمر مع تأكيد حق المؤتمر في الاضافة للمرشحين ،وحق المناديب في ابداء رأيهم في المرشحين ، ويتم الانتخاب بالاقتراع السري . اعتقد أن هذا يوسع من دائرة المشاركة في عملية الترشيح وتحسين التركيب القيادي ويساعد في اختصار زمن المؤتمرين ، ويتيح للجميع تقديم القدرات المتنوعة المطلوبة للجنة المركزية. • تحسين التركيب القيادي لاينفصل عن نضال الحزب السياسي الجماهيري في هذه المرحلة الحرجة التى تقرر مصير البلاد هل تظل موحدة ام تتقسم الى دويلات؟ ، وبالتالى من المهم جدا الوضوح في خط الحزب السياسي من حيث وثائقه ودورات اللجنة المركزية وضبط التصريحات والمقابلات الصحفية المنفلتة التى تلحق الضرر الجسيم بنشاطنا السياسي الجماهيري وتربك عضوية الحزب، في اتجاه استنهاض حركة جماهيرية واسعه من اجل انتزاع التحول الديمقراطي وتحسين احوال الناس المعيشية والحل الشامل لقضايا البلاد والصراع بحزم من اجل وحدة البلاد ، وتصفية الشمولية.وهذا يتطلب العمل المثابر في الشارع ووسط الجماهير والابتعاد عن العمل والتحالفات الفوقية التى اثبتت التجربة عدم جدواها ،وتحسين عملنا الدعائي والاعلامي والارتقاء بصحيفة الميدان مهنيا وسياسيا وفكريا وتشجيع نشر الرأى والرأى الآخر الذي يضفى حيوية على الصحيفة بدلا من مصادرته، مما يؤدى الى انصراف القراء والكتاب عن الصحيفة، والاستفادة من ملاحظات القراء لتطوير الصحيفة، وتأهيل فرع الحزب ليلعب دوره القيادي والمستقل في النشاط السياسي الجماهيري ، وتحسين مناهج واساليب العمل القيادى من فرع الحزب وحتى اللجنة المركزية.وأن تلعب اللجنة المركزية دورها في تقديم معالجات عميقة سياسية وفكرية لتعقيدات الوضع الراهن بما يساعد فروع الحزب والحركة الجماهيرية ، في نضالها من اجل التحول الديمقراطي وتحسين احوالها المعيشية وتوحيد البلاد ، وأن يلعب الحزب دوره المستقل في النشاط السياسي الجماهيري. وأن المعالجات السياسية والفكرية التنظيمية التى سوف تتناولها وثائق المؤتمر الخامس رهينة بانتخاب لجنة مركزية مقتدرة سياسيا وتنظيميا وفكريا.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المفهوم المادي للتاريخ:محاولة لتوسيع مدي المفهوم
-
حول اسم الحزب
-
اتفاقية نيفاشا ومستقبل الشراكة
-
المتغيرات في الاوضاع المحلية والعالمية بعد المؤتمر الرابع لل
...
-
الماركسية وقضايا المناطق المهمشة في السودان
-
الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لنشأة وتطور سكك حديد
...
-
حول قرار عبد الواحد بفتح مكتب لحركته داخل اسرائيل
-
الرحلة من موسكو الي منسك
-
حول تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذية
-
وثيقة الحقوق في الدستور الانتقالي لعام 2005م: التناقض بين ال
...
-
ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(3)
-
ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(2)
-
حول قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية لسنة 2004م
-
ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(1)
-
حول ابعاد اتفاق حزب الامة مع المؤتمر الوطني
-
تاريخ أول انقسام في الحزب الشيوعي السوداني
-
تاريخ الانقسام الثاني في الحزب الشيوعي السوداني: اغسطس 1964م
-
وداعا زين العابدين صديق البشير
-
في الذكري الثالثة لتوقيع اتفاقية نيفاشا: المآلات وحصاد الهشي
...
-
ما هي طبيعة وحدود الحركات الاقليمية والجهوية؟
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|