محاسن الحمصي
الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:39
المحور:
الادب والفن
قال والفرح يرقص في عينيه :
- أحقا وجدت ضالتي المنشودة ونصفي الآخر..؟
قالت :
- هي حلمك والضلع الذي خلق من ظهرك...
قال :
- حلوة، صفيها من الرأس حتى القدم...
قالت :
- ممشوقة القد.. متناسقة الصدر..الخصر..والأرداف. المها غارت من بؤبؤ العين.. وغفوة الأهداب، خفر العذارى يتشرب.. يلمس رقة الخد والوجنات.. الأنف شموخ الجبال.. الثغر كرزي اللون.. ضاحك بسام.. الشعر جدائل تتأرجح على انتصاب نهد بكر.. معقودة بزركشة الألوان.
قال :
- الأصل والفصل.. الأهل والجيرا ن...؟
قالت :
- الشرف إخوانها.. الطيبة أخوالها... الجود والكرم أعمامها.. شجرة سنديان منبتها من السلف إلى الخلف...
قال :
- هذا الوصف، ولم تتزوج ..؟
قالت :
- في كل ليلة تتحلى.. تتجمل.. وتنتظر من يحمل مفتاحاً يسبر أغوارها، ينبش أسرار قلبها.. ينظم الأبيات.. يغزل الحكايات.. يفرش بالزهر والورد دروبها..
قال :
- أغال مهرها ؟..
قالت :
- ابنة الغنى تبحث عن قلب حنون واحترام إنسان.. كل الجواهرو الكنوز تنام تحت قدميها ..!!
قال :
- سأحبها.. وتحبني..؟
قالت :
- من النظرة الأولى!! بفرحة طفل.. لهفة عاشق.. ستركض مبهوراً نحوها وستبادلك حباً بحب.
قال :
- كيف ألقاها..؟
قالت :
- محيطها الجمال.. نسائم عطرها يرشد دربك.. وستراها كملكة تجلس على العرش في صدر الدار.. تنتظر الفارس المقدام.
قال وهو زائغ البصر، مشبوك اليدين :
- اسمها..؟ نسيت اسمها..!!
قالـت :
- الاسم فريد نادر.. موسيقي الرنة والإيقاع.. الباء: بتول لم يمسسها إنس ولا جان ،التاء: تمثال منحوت بزند إنسان وإزميل فنان، الراء: روعة الخالق ورونق البنيان، الألف :أصالة أجيال.. تاريخ حضارة من سالف العصور على مرّ الأزمان.
- بتـــــــــــــــــــــــــــــــرا ...؟
- بتـــــــــــــــــــــــــــــــرا.. أجل بتــــــــــــــــــــرا..!! بترا، أيا جنوبية الصبا، أيا عروسا تتهادى في كف رم والوديان.. أيا عروس المدن المحروسة بعيون ملائكة الرحمن.. يا وجه الأردن الأزهى والأحلى.. يا درة تحميك سواعد العز.. تحملك قلوب الهرم،الطفل.. الشيب والشبان.. بترا... المكتوبة.. المرسومة.. والمتصدرة عجائب الدنيا السبع، ارفعي رؤوسنا عاليا، وكوني عروس صيفنا القادم ، وكل صيف...
#محاسن_الحمصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟