أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تكاليف الترميم














المزيد.....

تكاليف الترميم


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 04:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو إن عملية ترميم الحكومة ليست بإقل مشقة من إعادة بنائها من جديد، كما إن الزمن الذي إستغرقته عملية الترميم دون التوصل الى نتيجة مرضية ليس قليلا وربما كان بالامكان تشكيل حكومة جديدة بمثل هذا الوقت لو كانت هناك تقاليد سياسية رصينة ورؤى واضحة تسير وفقها عملية البناء الحكومي.
إن التكاليف الباهضة لترميم الحكومة وإستنزاف الوقت هو نتيجة لتشعب التصدعات وكثرة الشقوق ودرجة الميلان الخطيرة التي لم تقتصر على بناء الحكومة بل إمتدت الى بناء الكتل السياسية، ويبدو إن رأب هذه التصدعات قد فات وقته فقد صار من المألوف أن يتبادل أعضاء الكتلة الواحدة التصريحات المتضاربة والمتضادة عبر وسائل الاعلام ليؤشر ذلك وجود حالات من القطيعة والصمت والزعل داخل الكتل السياسية الواحدة، وهو ما يهدد ليس تماسك العملية السياسية فحسب، بل يمتد التهديد الى أداء المؤسسات التي وزعت مواقعها المتقدمة بنفس طريقة توزيع الوزارات على الكتل السياسية بغض النظر عن التسمية التي تطلق على هذه العملية.
تصدع الكتل السياسية له تأثيراته السلبية لما يسببه من تشرذم القوى السياسية وتعدد توجهاتها وتناقض مصالحها وتراكم الاحتقانات فيما بينها، لكن هذه التأثيرات يمكن معالجتها من خلال تشكيل كتل سياسية بديلة، أو تجاهل الحكومة للقوى بعد تصاغر حجمها نتيجة الانشقاقات، أو تتواضع القوى السياسية في طموحاتها ومطالبها مراعاة للمصلحة العامة، لكن كل هذه المعالجات لا تجد لها مجالا في العراق، حيث يعتبر كل طرف منشق نفسه وريثا أوحدا لقوة الكتلة التي كان مشاركا فيها وغير مستعد للتواضع في مطالبه.
تصدع الكتل تزامن مع مجموعة كبيرة ومهمة من الاستحقاقات السياسية وهو بلا شك سيؤثر سلبا على التوصل لتسويات وحلول للعقد المستعصية، كما إن هذا التصدع سيعني أعباء جديدة لإنتخابات مجالس المحافظات وكذلك في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو في كلا الحالتين سينتج مجالس تمثيلية ضعيفة، فضلا عن المخاوف الامنية المرافقة للتنافس الانتخابي ومن ثم الدخول في متاهة توزيع المناصب بين الكتل الفائزة فوزا غير حاسم.
عدد القوى والتنظيمات السياسية في العراق أكثر مما يجب، وهي عموما تتكون نتيجة مقاربات آنية وعلاقات شخصية أكثر من إعتمادها على برامج وأهداف محددة تدفع بالسعي الى مواقع السلطة جانبا وتجعل منه هدفا ثانويا، وهذه الحالة يجب أخذها بنظر الاعتبار في الحوارات الجارية حاليا لتشريع قانون للأحزاب للحفاظ على سلامة وإستقرار الساحة السياسية، والحياة الحزبية المقوننة هي الضمان الأول لتلافي الشرذم السياسي وتوالد التنظيمات بالانشطار، وكل ما يحدث داخل الاحزاب والتنظيمات يعني إمكانية حدوثه داخل الحكومة.
الوقت يمضي والحكومة لم ترمم نفسها بعد والانشقاقات تتزايد بينما الاستحقاقات تتراكم، وهذا الوضع ينذر بمخاطر جمة على مستقبل العملية السياسية، ويقلص من ثقة المواطن بالبناء السياسي وبالتالي يؤثر على حجم المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وعلى الساسة أن لا يضحوا بالمستقبل من أجل اللحظة الراهنة، خاصة وأن عمر الحكومة الحالية لم يبق منه الكثير، ومن الافضل لبعض الكتل السياسية إعلان دعمها للحكومة حتى ولو من دون المشاركة الفعلية فيها بعد أن وصل إستمرار وجود هذه الكتل نقطة إمتحان حاسمة نتيجة الصراع على المقاعد الوزارية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل المعارضة
- موت بسبب الكتمان
- دولة..دولتان...دولة
- محاصصة مبتكرة
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة


المزيد.....




- مصر.. تهريب أموال بسندويتشات شاورما!
- لافروف يوضح سبب تحرك الناتو إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ
- لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ -جي دي فانس- نائباً؟
- في عيد ميلادها الـ70.. الألمان يحنون إلى عهد المستشارة ميركل ...
- تسمم جماعي بسبب وجبات المطاعم السريعة شرق الجزائر
- قبل غيابه لمدة 80 ألف عام.. دراسة تتنبأ بـ-مصير- مذنب يزورنا ...
- ميدفيدتشوك يرجح تورط زيلينسكي في محاولة اغتيال ترامب
- نعيم قاسم: الإدارة الأمريكية كاذبة ومنافقة وتسير مع إسرائيل ...
- لافروف: سماح ألمانيا بنشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها بمث ...
- موقع: الجيش الإسرائيلي سيقوم هذا الأسبوع بتجنيد آلاف الرجال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تكاليف الترميم