حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 09:20
المحور:
الادب والفن
ما حدث في حياتي ليوم واحد,في الحقيقة هو يومين,أكثر...
الساعة صارت أسابيع والشهور سنين.
كنت رجلا في أواخر العشرين_الثلاثين,في الحقيقة كنت في الأربعين,...وأكثر.
ذلك ما تشير إليه أوراقي الرسمية,كيف لي أن أعرف!
فجأة أحببت نفسي كما أنا.شعري الأبيض. أسناني الصناعية. كرشي.تجاعيدي.
في الحقيقة لم أحبّ نفسي كما أنا يوما.
.
.
كأن امرأة أحبّتني كما أنا.
وأحبّت مرور الزمن على جسدي وأعضائي. ذلك الشعور يعاش ويختبر ولا يوصف.
لمرّة واحدة يعرف المرء أنه في وسط اليقين.
ولأن لا خبرات سابقة من قبل,ليقاس عليها.
لا خوف لا قلق ....لا حاجة لأي تغيير. كما أنت.
.
.
هل حدث ذلك في النهار أم في الليل.
هل حدث ذلك في الصيف أم في الشتاء.
هل حدث ذلك تحت الضوء أم في العتمة.
.
.
فجأة,لم تعد تعنيني الأسئلة ولا الأجوبة.
تجري الأمور بسهولة ويسر.
الأحلام تتحقق.
المعنى يصل.
.
.
الماضي في وداعته.
القادم بلا أعباء.
الحاضر في تفتّحه.
.
.
هل كانت الستائر مسدلة؟
هل كانت الريح تجري من الشمال إلى اليمين؟
هل كانت النجوم تمسك باليد,ولها رائحة وملمس؟
هل أمطرت؟
هل أشرقت الشمس؟
.
.
هو يوم,في الحقيقة يومان,وأكثر.
شهور وسنين,قطعة من الأبد.
.
.
هل كنت في حلم يقظة,وأحاذر الانتباه والصحو؟
هل كنت في يوم عادي,واقعي,....وما أحتاجه تنبيه صغير؟
هل كنت في حلم عظيم,أخاف عليه من الحقيقة وما بعد الصحو؟
.
.
على الباب أمسكت بكأس الريان العظيم,وناولتني.
على الباب قدمّت لها قلبي,لم تأخذه, تربّعت فيه وغفت...,وطال نومها.
على الباب وقفنا,لم نتبادل الكلام ولا الحجارة
أحدنا فتح قلبه وروحه
وصار الثاني
أحدنا في الحلم وأحدنا في الغياب.
جاء الطير
وجاء الصيف
وأرعدت وأبرقت وأمطرت,وكان في البلاد حب عظيم.
جاء الطير
ولم يجد شجرة,ولا حجرة ...ولا سحابة.
كانت البلاد كلها في ساعة ندم.
.
.
هل حدث ذلك في طرطوس أم في جبلة أم في السويداء؟
من بمقدوره أن يعرف؟
رائحة البحر وملمسه,ما تزال على رؤوس الأصابع.
شكل جلد يحترق,يشقّقه الدود والتراب.
بقايا صوت. أثر ما.
كأنني أسمع.
كأنني ألمس.
.
.
كان ينقصني الكثير يوم وصلت.
.
.
هو جزء من اليوم المعتاد,وما ترجوه غفوة ليأتي الحلم.
هو حلم طويل,ورغبتك في الصحو,فقط لتدرك مدى سعادتك الحقيقية.
هو يوم,يومان,أيام كثيرة....وما عليك
سوى أن تعود.
لا أحد يعود.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟