أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الحسن - ماذا يعني ان تكون كاتبا في الوطن العربي؟















المزيد.....

ماذا يعني ان تكون كاتبا في الوطن العربي؟


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 لكي تكون كاتبا في الوطن العربي ، يجب أن تكون جحشا مدجنا صغيرا يركبك من يشاء عند تأخر الحافلة.

يجب أن تكون صرصورا مروضا يتم إخراجك من المراحيض لتسلية المقاول والزعيم والتاجر والقواد والجنرال العقيم الذي لم ينتصر ، رغم كل الأوسمة على الصدر، إلا في معارك السرير والذباب والسراب والوهم.

لكي تكون كاتبا ناجحا وشريفا ومطيعا وجيدا يجب أن تكون قردا مدربا في قفص السكرتير العام للحزب( الثُوري)، وكاتب خطاباته، وحامل أختامه، وعطاياه، وكيس خردته، وجراب حصانه، وماسح منضدته، وفارسه المغوار الجاهز لرد الأعداء من النقد والسؤال والقلق لأنك من سلالة حشرات وهو من سلالة آلهة.

ولكي تكون كاتبا محترما يجب أن تكون قوادا لزعيم عصابة أصولية يمينية أو يسارية، قومية، أو دينية، ومستعدا في اية لحظة للتنازل عن شرفك وعرضك وموقفك ومؤخرتك ما أن يغضب القائد أو  الرفيق أو الولي الصالح او الطرطور من الجماهير أو من الغيب أو من المطر أو من الريح.

لكي تكون كاتبا مهما في العالم العربي يجب أن تكون مسمارا جاهزا للدق على أي جنازة لجاسوس محترف، وحاملا باقات الزهور في موكب موتى الغرف الحمراء، وبوقا حاضرا في مأتم الخليفة أو مأتم الوزير أو مأتم البعير.

لكي تكون كاتبا ومثقفا وشاعرا وروائيا جيدا في العالم العربي فيجب أن تنام في حقيبة 24 ساعة كالصيدليات الخفر لأن حرس الزعيم قد يطرقون عليك بابها في أية لحظة لكي تجد نفسك على الحدود، دون أن تدري، ولتستلم جائزة العراة وأنت باللباس الداخلي في صحراء موحشة. 

لكي تكون مفكرا ومثقفا وأديبا في العالم العربي فيجب أن تكون عطرا يرش في كل لحظة على عاهرة أو صالة اجتماعات أو شارع يمر منه الوزير والحقير والنذل والسفير والوالي والتاجر والمقاول والدجال.

لكي تكون كاتبا في المأتم العربي فيجب أن تنام داخل حذاء سفري بلا أربطة ومستعدا للركض خلف موكب الأمير والوزير والرئيس والسائس والمرتشي.

ويجب أن تكون منفضة سجائر لسائق التاكسي يضع فيك سجائره عند الحاجة دون أن تقدر على فتح فمك كي لا  تتحول، في قبو سري عريق ورطب، إلى (جاسوس) أو علبة خل  أو يكتب على بابك  خوفا من لجان التفتيش الدولية: حاوية زبل!

لكي تكون كاتبا كبيرا ومقبولا في الموت العربي فيجب أن تكون مروحة هواء جاهزة للحركة على وجه القائد والرفيق والمرافق في ليالي الصيف أو بعد  حروب "طبقة" البيض الثورية!

يجب أن تكون حماما دافئا للبول والاستحمام والتدليك كل لحظة لحرم صاحب المعالي، وحرم صاحب السعادة، وحرم صاحب السيادة، وحرم الوصي على الروث والعرش والحكومة، وابن أخت الزعيم وخال القائد العام لجيش الوهم والسعال وجنود النمل في استعراضات الخوف وتحدي الجياع والمرضى.

يجب أن تكون غليونا للحشيش  والبول والقات والزهري.  يجب أن تكون مفرغة هواء لفساء الوصي والولي والرئيس.
 
يجب أن تكون كل يوم معطرا وجاهزا ونظيفا لكي تدخل في الديكور وفي المهرجان  حتى لا تشوه منظر الدولة أو المؤسسة أو الجريدة أو القصر الرئاسي أو صومعة الخليفة أو وكيل الله في البار أو في  خلوة الوهم.

أطالب كل الكتاب العرب وغير العرب في العالم العربي بالعودة إلى نداء الشاعر انسي الحاج في السبعينات حين دعا الكتاب إلى تشكيل عصابات سطو على بنوك ومصارف الزعماء اللصوص، ولكي يتحولوا إلى قطاع طرق وفرق تشليح من الجوع والصبر والضيم والانتظار والرعب.

وبدوري أدعوهم إلى تشكيل منظمات لمداهمة مواكب القادة وزعماء الأحزاب ومحاريب الأولياء ورميها بالبيض الفاسد والأحذية والبالونات و(القنادر) العفنة والجوارب المهملة.

أدعوهم لإعلان العصيان المدني في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية، في الجوامع، والكنائس، والمراقص، والمواخير، بالامتناع عن العمل، وعن البراز، وعن التغوط ( حتى هذا يتحول إلى أسلحة ضد البؤساء بعد اعادة تأهيله!) وبالامتناع عن الحركة حال مرور الموكب المشؤوم، او الالتفات إلى الجانب الاخر من الشارع، إلى محلات الأحذية، ومطاعم الفلافل، والامتناع عن الانجاب والتناسل مؤقتا ما دام أطفالنا يموتون جوعا أو يذوبون في أحواض التيزاب أو في الحروب  أو في المنافي.

أدعوهم  جميعا منذ اليوم إلى النوم في اثناء العمل كجزء من العصيان السلبي، والشخير في حفلات خطابات القادة والأشباه في السلطة أو في المعارضة، وان لا يذهبوا إلى حفلات سباق الخيل والليل والعازل الجنسي يعرفني والصحراء. 

أدعوهم إلى الإضراب عن المضاجعة كي تخرج النساء إلى الشوارع من الكبت في نقابات ومسيرات لأن من لا يأكل جيدا، وينام جيدا، ويعيش في سكن لائق في دولة قانون وعنده ضمانات غير قادر على انجاب أطفال أصحاء، بل غير قادر على ممارسة الحب.

أدعوهم لمغازلة زوجات القادة وأشباه القادة، ورجال الحزب الفاشي، الحاكم والمحكوم،  كي لا يذهبن من الكبت والإهمال وانشغالات الزعيم لمضاجعة الكلاب والخدم وعلب معجون الأسنان!

أدعوهم للهتاف باسم الله العزيز في أوقات الصلاة المزورة، لأن كل شيء صار مزورا من شهادات وفاة الموتى، وحتى نشرة أنباء الطقس، وحتى صلاة الجمعة ومواعيد الطيران.

أدعوكم لقراءة حقوق الكلاب في اسكندنافيا التي تقول في نصوص مكتوبة: إن الكلب لا يضرب، لا يجوع، يستحق طعاما لائقا، ومكان نوم لائقا، لا يهان، ولا يجوز أن يظل سائبا لأن الكلب السائب هنا يقود صاحبه إلى السجن، في حين أن شعوب العالم العربي كلها سائبة في الطرقات وفي المنافي وتحتفل في المقابر في اعياد الله أو أعياد الولي.

اكسروا أقلامكم بعض الوقت وتسلحوا بالعصي والهراوات وداهموا إسطبلات خيل الأمير والوزير والرقيع والتافه والصرصور وحراس النوايا، وأبناء منتصف الليل.

إن كل كتاباتكم على مر العصور لم تغير شعرة في دبر مسؤول، وكل حقوقكم لا تساوي حقوق كلب نرويجي واحد!



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الاجتثاث
- احتفالية ثانية بالشاعر رعد عبد القادر: سفر إلى أقاصي الجرح ف ...
- أوهام القبض على الدكتاتور( الأخيرة) ثلاثة قوانين للموت
- أوهام القبض على الدكتاتور14 مثقف التزوير، كريم عبد نموذجا
- أوهام القبض على الدكتاتور13 عقلية المافيا الثورية
- أوهام القبض على الدكتاتور 12 عفريت الفتنة
- أوهام القبض على الدكتاتور 11 المثققف المختلف، سعدي يوسف نموذ ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 10 تفكيك فكر العاهة
- أوهام القبض على الدكتاتور9 النجاسات الثلاث
- أوهام القبض على الدكتاتور 8 العار والفرقة الناجية
- أوهام القبض على الدكتاتور 7 المحاكمة
- أوهام القبض على الدكتاتور6 أحفاد الدكتاتور
- أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي
- أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 3 ذهنية القبو الحزبي
- أوهام القبض على الدكتاتور2 ، القمل موجود في رؤوس الآلهة
- أوهام القبض على الدكتاتور 1 وهم المعنى الوحشي للشجاعة
- من خطاب تبرير الحرب إلى خطاب تبرير الخراب
- أحزان العمة درخشان
- نهرب ونسمّى منقذين،ونخون ونُعتبر أبطالا


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الحسن - ماذا يعني ان تكون كاتبا في الوطن العربي؟