أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم السعيدي - الى اي مثقف( قومي ) مع الود حروب العرب3















المزيد.....


الى اي مثقف( قومي ) مع الود حروب العرب3


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تيارالتيه العربي استطاع سياسي عربي آخر ان يختطف كرسي الحكم وبدموية لا مثيل لها وهذه المره من رفاقه في الحزب والنضال والدوله، واعدم نصف الكادر الحزبي المتقدم واقال رئيس الجمهوريه وتربع على سدة الرئاسه كحاكم مطلق وكان العالم العربي منشغل بين مؤيد ومعارض للثوره الاسلاميه في ايران  ولم يتنبه للأحداث الجاريه في العراق ، فان تيارا دمويا بدأ يدير عجلة عنف لم يتوقع احد ان تصل الى المدى الوقح( ان صح التعبير) الذي وصلت اليه.

تسيد صدام حسين بفرعونيه لا مثيل لها ، واصبح يسلب عراقية ناس ، وبيوت  آخرين ، وحياة الرأي المعارض او المعترض بشكل مطلق.

لم يعبأ العالم العربي بما يجري في العراق لكنه استفاق على حرب ضروس سحقت اكبر قوتين بشريتين واقتصاديتين في المنطقه وبما يتيح لاسرائيل ان تخفض من مستوى الانذار لفعالياتها العسكريه بشكل كبير ، واصبحت الحرب المصيريه في عداد المؤجله الى اشعار آخر؟ بل تم الغاؤها من الأجنده العربيه.

قامت معظم الدول العربيه بتأييد العراق في حربه ضد ايران وانبهرت الجماهير العربيه بسرعة تقدم القوات العراقيه في عمق  دولة تمتلك رابع جيش في العالم وكان واضحا ان هذا هو بالضبط ما يستهوي صدام حسين ويدفعه للخوض عميقا في مغامراته التي تداعب مخيلة الشباب العربي الذي اصبح يتلذذ بابعاد شبح عقدة لطالما ارقت اجيال سبقته واعتبره العرب املا ربما اخيرا لاستعادة الكرامه العربيه المهدوره والتي مات عبد الناصر ولم يسترد شيئا منها وقضى السادات برحلته على البقيه الباقيه منها ، وكانت حرب السنوات الثمان اتونا للعراقيين ومحرقة لم يصدقوا فكرة الخلاص منها يوما بينما للعرب كانت ميدانا جيدا لتدريب صدام على الطموح الأعلى فالأعلى  والذي سيتوج يوما بتحرير فلسطين .

انتهت الحرب بنصر ربما باهرا لصدام باستعراض القوه وان كان الطرفان خاسران على الحسابات الستراتيجيه،خرج منها مقتنعا انه اخر زعماء الموهيكانز وان جيشه الذي هو طوع بنانه وبترسانته الكبيره وقادته الذين لم يقولوا له لا حتى في تخصصهم العسكري كل ذلك سيكون مؤهلا له لتزعم الأمه ، وكان الشعب العربي ينظر اليه فعلا كذلك.

يبدو ان بوصلة صدام حسين السياسيه كانت عاطله على الدوام فالطريق الى فلسطين تارة يقف عند تخوم عبادان وثانية يؤشر للشمال وحلبجه بالتحديد (الأنفال)، وثالثه وهي الطامة الكبرى الى الكويت ، وما زلت اتسائل كيف فكر صدام بغزو الكويت ومن اوحى له بذلك ، واي بعبع في السياسة الدوليه تمكن من ايهامه بان العالم سيصمت في حال ابتلاعه للكويت ؟؟تشير اغلب البحوث الى اصبع طارق عزيز كمنظر(من التنظير) اول عند صدام حسين، وكان خطأ صدام كبيرا حين استشار اناس لا يستطيعون الا ان يوافقوه الرأي ، فهو في النتيجه كمن ينظر بمرآة لا يجد الا نفسه.

ادى غزو الكويت الى انقسام كبير في الشارع العربي تغلب فيه الطرف المناهض لصدام بسبب رفض اية فكره تتضمن غزو دولة عربيه عضو في الجامعه والأمم المتحده ،ومما يثير السخريه ان صدام البس جابر وسام الرافدين قبل ذلك بسنه واحده قط وهذا ما لم يفعله مع احد من القاده العرب ،وجد الشعب الفلسطيني في نفسه يخسر آخر ورقة تمثل آخر امل له قي المعركه المصيريه لذا وقف مؤيدا لصدام بكل قوه ونسي الفلسطينيون انهم كشعب تحت الاحتلال يجب ان يرفض الاحتلال مطلقا فكيف به اذا وقع على دولة عربيه لطالما قدمت اعانات سخيه لفلسطين ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينيه ، وهذا ما اعتبره الكويتيون نكرانا للجميل بل طعنا في الظهر مما حدا بالرئيس عرفات بعد مده ان قدم اعتذارات للكويتيين والخليج .

افرزت مرحلة ما بعد تحرير الكويت وبقاء صدام في السلطه تأسيا بالرئيس المصري الراحل عبد الناصر وتدمير الجيش العراقي بنسبه عاليه جدا وملاحقة برامج التسلح العراقي من قبل لجان التفتيش الدوليه افرزت ردود افعال متغايره عند الشارع العربي  ففي الخليج اصبح صدام حسين مصدر عدم استقرار واضح وذو سابقه خطيره فتغييره بات مرغوبا به جدا ، واما على صعيد الدول العربيه الأخرى فقد ارتفع رصيده كثيرا بسبب الصواريخ البالستيه التي قصف بها اسرائيل ،و بغض النظر عن مدى الأثر الذي تركته تلك الصواريخ في اسرائيل الا ان قصف تل ابيب كان امرا ايده العرب على اختلافهم ،اذ من المعروف في الشخصيه العربيه انها تؤمن بالثأر وهو امر مقدس عندهم ،ودفع صدام تعويضات لاسرائيل ليبقى في السلطه وهو امر مقدس عنده،وقبلت اسرائيل بالتعويضات وهو امر مقدس عندها ، وحافظت واشنطن على صفقه استقرار في الشرق الأوسط وهو امر مقدس عندهم ايضا.

في الشارع العراقي وهو المتضرر من جميع تلك الصفقات كان زلزال عنيفا يهزه هزا، بنية تحتيه مدمره،اقتصادا لن يرى النور مادام صدام في السلطه،شعبا انهكه الجوع الحقيقي وليس الرمزي وتتالت عليه الحروب على مدى اكثر من عقد من الزمن ، خرج الى الشارع العراقي صبيه لم يروا السلم ولم يسمعوا به بل يؤمنون ان الله خلقهم مميزين عن باقي شعوب الأرض فقد حباهم بالقائد الرمز صدام حسين وقيادته الحكيمه،والأمر من كل ذلك هو ان سبب هذا الخراب يتبجح علنا امامهم بنصر هم الشهود على عدم وجوده وصحح صدام نظرية النصر فقد ربطها ببقائه في السلطه.

كل اسباب اندلاع انتفاضه عارمه اجتاحت الشمال والجنوب كانت متوافره وارضيتها خصبه ،ودعمت واشنطن على لسان رئيسها بوش الأب قيام انتفاضه وطرد صدام من العراق ، يبدو ان قيام انتفاضه عند الشيعه في الجنوب والوسط والكرد في الشمال ارسل الى سنة الوسط  رساله خاطئه مفادها انهم في خطر كونهم محسوبون على صدام وايد هو بدوره هذه الفكره واستعان بقوة مجاهدي خلق الايرانيه لقمع الانتفاضه ، وتبين ان صدام لم يشرك حرسه الجمهوري  الا بعض الفرق والحرس الخاص في الحرب لانهم اعدوا لحمايته عموما ومن الشعب خصوصا، وكان واضحا ان الكفه تميل الى صالح صدام خصوصا بعد الصمت الأمريكي على عنف صدام في التعامل مع شعبه، وهنا اقول ان العراقيين مقتنعون ان السعوديه منعت واشنطن من اسقاط صدام وايدته في حربه ضد الشيعه والكرد، (ولست بصدد تقييم صحة ذلك من عدمها ،لكن موضوعي هو البناء النفسي لشعوب المنطقه العربيه)،وهنا من المناسب التأكيد على موضوع مهم جدا ؟؟؟ انها

النقطه التي افترق عندها سكان الخليج عموما والكويتيون والعراقيون خصوصا عن الشارع العربي .

سحقت الانتفاضه بقسوة صدام التي يعرفها العراقيون، والشيعه والكرد على وجه الخصوص واحس هؤلاء بخيانة سنة الوسط الأقليه لقضية بلدهم وللأغلبيه الشيعيه وللكرد،اجتيحت المدن بالدبابات وطائرات الهليوكوبتر وقصفت بالمدفعيه والصواريخ حتى الأماكن المقدسه لم تحمي من لجأ اليها من السكان حصلت هجره جماعيه هربا من بطش صدام ، المناطق الشرقيه الجنوبيه الى ايران والجنوبيه الى السعوديه والشماليه الى تركيا وايران وبعض مدن الجنوب لجأ الأهالي الى القوات الامريكيه التي انسحبت ليلتها وتركتهم عراة امام انتقام صدام ،المناطق القرويه والقصبات الصغيره التي اطلقت منها النار ابيدت عن بكرة ابيها ، الرجال بين 13 والى 50 سنه ممن وجد خارج منزله اعدموا ودفنوا في مقابر جماعيه طال صمت العالم عليها الى ما بعد سقوط صدام 2003 ،حتى بعض الجنود العائدين من الكويت سيرا على الاقدام عقب الهزيمه ممن شاء حظه العاثر ان يمر بمنطقة توتر اعدموا بسحق رؤوسهم بجنازير الدبابات بأمر من علي حسن المجيد شخصيا ،ولم تشفع له بزته العسكريه .انا شخصيا قتل من عائلتي ( بنات خالي) ثمانية افراد كلهم نساء واطفال ولارجلا واحدا فيهم .

احس العراقيون بمرارة من يقاتل 34 دوله (33 دوله خارجيه بالاضافه الىدولتهم نفسها) وجرح القريب آلم كما يقولون، لقد كان طعم الخساره لدى العراقيين منقع بالدم وليس كباقي العرب الذين ابتلوا بعقدة نفسيه فقط ، من الطبيعي  بعد وقوف العرب وتأييدهم لصدام ان يشعر العراقيون بالخذلان لكنهم تغلبوا على جروحهم  ومدوا جسور ثقة جديده ان كان ذلك من المعارضه العراقيه في وقتها او من المفاصل التجاريه والصناعيه وانطلقوا مرة اخرى الى العالمين العربي والاسلامي متربصين ببارقة امل قد تتنزل الى ارض الواقع العربي الذي ادار ظهره للعراقيين ببساطه، ويبدو ان الشارع العربي كان بعيدا عما يعانيه الجسد العراقي المثقل بالطعنات،بل كان محلقا في خيال غريب كان يبيعه صدام في خطابه السياسي متناسيا ان صدام حين كان باوج قوته كانت بوصلته تائهه عن الطريق الى القدس الاان ذلك لم يفت في عضد صدام في بيع الخيال ولا بالشعب العربي في التحليق معه فقد وجد اخيرا من سيرفع الحيف عن العرب والواقع الذي افاق عليه صبيحة تحرير الكويت  بحرب الساعات المئه نسيه باسرع مما تخيل كل المحللين السياسيين ، يبدو ان دون كيشوت قد وجد اخيرا فرسان عمره الذين سيخوض بهم حروب الطواحين.

الوضع بالنسبة للساسة كان مغايرا تماما ، فقد انطلقت عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد ان عرف عرفات ان لن تقوم  قائمة لصدام بعدهاوكذا الحال للأردن ولم يفقه الشارع ماهية ارض الواقع وله الحق في ذلك اذ كان كظمآن يحسب السراب ماء .

تتالت عملة السلام بمؤتمراتها واتفاقياتها ووصلت الى مراحل نهائيه حتى ذكر ان الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي يتفاوضان على الازقة في القدس الشريف،

بغداد



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اي مثقف( قومي سوري) مع الود حروب العرب - 2
- قناة العراقيه ..والمدينه الفاضله
- الى اي مثقف( قومي) مع الود حروب العرب-1
- سعد زغلول والقرن الحادي والعشرين


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم السعيدي - الى اي مثقف( قومي ) مع الود حروب العرب3