أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!














المزيد.....

-أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتمال واحد فحسب، إذا ما تحقَّق، يمكن أن يحيي نزراً يسيراً من الأمل في نفوس المتفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين وإدارة الرئيس بوش، ويشجِّع كل الداعين والساعين إلى اغتنام البقية الباقية من فرصة السلام الأخيرة التي جاء بها لقاء أنابوليس على الاحتفاظ بتفاؤلهم، والإعراب عنه، وبثه. وهذا الاحتمال إنَّما هو أن تحل وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، سريعاً، محل المرتشي اولمرت في زعامة حزب "كاديما"، ورئاسة الحكومة الإسرائيلية، وأن يستمر، بالتالي، حزب العمل، وزعيمه باراك، والذي بينه وبين ليفني ما يشبه "التحالف السرِّي" ضد اولمرت، وضد زعيم "ليكود" نتنياهو، جزءاً من الائتلاف الحاكم.

وهذا "التحالف السرِّي" يمكن أن يكون أكثر اتِّساعاً، فوزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس، والتي ما زالت تعتزم القيام برحلة جديدة إلى الشرق الأوسط عمَّا قريب، تبدو أكثر ميلاً وانحيازاً إلى ليفني في مواجهة اولمرت، الذي نجح في أن يجتذب إليه الوزير شاؤول موفاز، الذي أعرب عن خشيته من "مؤامرة" تحيكها ليفني مع باراك لتفكيك "كاديما".

عدا هذا الاحتمال (وتحقُّقه) لن يبقى من فرصة لإنقاذ فرصة السلام الأخيرة، وستجري رياح "أزمة اولمرت" مع ما سيتفرَّع منها من أزمات، بما يجعل كل حديث عن إنجاز سياسي كبير في ربع الساعة الأخير من عهد الرئيس بوش حديث وهم وإفك وخداع وتضليل.

إذا حدث هذا، أي إذا لم يتحقَّق ذاك الاحتمال، وسريعاً، وإذا ما أصبح "السلام" في حالٍ تشبه كثيراً حال شارون، أي في حال "الغيبوبة"، أو حال "الحي ـ الميِّت"، فسوف نبدأ نسمع من "كلام التفسير والتعليل" ما تمجه الأسماع. وقد نسمع "الوسيط"، أي إدارة الرئيس بوش، يقول: "لولا افتضاح اولمرت، وثبوت ارتشائه، لأصبحت الخريطة، والرؤية، والوعد، حقيقة واقعة، ولقامت دولة فلسطين، أو أرسيت دعائمها، على الأقل، قبل نهاية 2008، فكل شيء كان يسير على خير ما يرام؛ والمتفاوضون كانوا جادين ومصمِّمين؛ ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان"!

وللاعتصام بحبل الصمت، وابتلاع سكين الفشل، وندب الحظ المنكود، مبرِّر مُقْنِع، فالسلام، على أهميته، وعلى اشتداد الحاجة إليه، وعلى ما بُذِل من جهود "صادقة" و"مخلصة" من أجله، لا يعلو، ويجب ألاَّ يعلو، على حقِّ إسرائيل في أن تتوفَّر على حلِّ أزماتها الداخلية، وفي أن تَسْتَنْفِد، في حرِّية تامة، "اللعبة الديمقراطية"، فالديمقراطية أوَّلاً!

وخلاصة هذا "الخطاب التبريري"، الذي نتوقَّع سماعه، هي أنَّ السلام لم يفشل، فـ "نبتته" أوشكت أن تُزْهِر؛ ولكن ريحاً هوجاء ضربتها على حين غرة، فاقتلعتها!

على أنَّ أسوأ تفسير يمكن سماعه هو أنَّ إسرائيليين متربِّصين بالسلام الدوائر، ومن أشباه أو أمثال قتلة رابين، قد "اغتالوا" حمامة السلام اولمرت، وهو على بعد شبر، أو شبرين، من السلام، ليس مع الفلسطينيين فحسب، وإنَّما مع السوريين؛ وليس ثمَّة ما هو أسوأ من أن يموت المرء وهو قاب قوسين أو أدنى من هدفه!

لقد أتته وكأنَّه أرادها وخطَّط لها، فهل ثمَّة عُذْر لـ "انهزام" الرئيس بوش وإدارته أفضل من هذا العُذْر. كان متأكِّداً أنَّ "جَبَله"، أي "جَبَل أنابوليس"، يوشك أن يتمخَّض، فَيَلِد فأراً، عندما انفجر، أو فُجِّر، لغم فساد، أو ارتشاء، اولمرت، الذي ما أن اشتمَّ رائحة الخطر الذي يتهدَّده حتى انتقل من ملعب التفاوض المباشر مع الفلسطينيين إلى ملعب التفاوض غير المباشر مع السوريين، متوهماً أنَّ طوق نجاةٍ سيتهيأ له إذا ما أفشى، أو وافق على إفشاء، سرَّ تفاوضه (عبر الوسيط التركي) مع دمشق، والذي ما كان له أن يقع، الآن، موقعاً حسناً من نفس الرئيس بوش.

اولمرت ليس "شهيد السلام"، الذي سار في درب آلامه حتى أصبحنا على بعد أشبار منه. لقد ثَبُتَ وتأكَّد أنْ لا سلام في نهاية "طريق أنابوليس"، فاشتدت الحاجة إلى "المَذْبح"، وكان اولمرت خير "قربان"

رابين قُتِل؛ لأنَّ السلام مع سورية أصبح على بعد أشبار؛ أمَّا اولمرت فيجب أن "يُقْتَل"؛ لأنَّ السلام مع الفلسطينيين أصبح على بعد سنوات ضوئية؛ ولا بدَّ من عُذْرٍ مُقْنِع للفشل.

وهذا العُذْر إنَّما هو الآتي: كادت "النبتة" تُزْهِر؛ ولكن "عاصفة اولمرت" باغتتها، فانتظروا ساكِن البيت الأبيض الجديد، فقد يستأنف الزرع في تربة السلام، إنْ لم يكن بعيد قدومه إلى البيت الأبيض، فقبيل مغادرته له!

مأساة اولمرت (أو مهزلة السلام بوصفها الوجه الآخر للعملة نفسها) إنَّما تكشف عن خاصيَّة مهمة من خواص النظام الديمقراطي في إسرائيل، وفي غيرها من الدول المنتسبة إلى هذا النظام، فالساسة المرجَّح أن يشغلوا مناصب مهمة في الدولة يجب أن يستوفوا شرط "التورُّط في قضايا فساد"، فإذا برزت حاجة، في وقت ما، إلى التخلُّص منهم لسبب ما، سُرِّب "الخبر" إلى الصحافة، وبدأت الشرطة والقضاء عملهما.

والفرق بين اولمرت وبين ليفني وباراك وموفاز ونتنياهو، وغيرهم، أنَّ تهمة اولمرت كانت كامنة، فظهرت؛ لأنَّ مصلحة مهمة ما قضت بنقلها من طور الكمون إلى طور الظهور؛ أمَّا أولئك فليس من مصلحة حتى الآن في إظهار الكامن من قضايا الفساد المتورِّطين، أو المورَّطين، فيها. إنَّ "الفساد" هو باب الدخول إلى السلطة، وباب الخروج منها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!
- القوميون العرب الجُدُد!
- عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!
- سنة فلسطينية حاسمة!
- إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!