لا تحتاج تجربة المخرج، والمصوِّر السينمائي قتيبة الجنابي إلى إضاءة أو تقديم، فأفلامه الروائية والتسجيلية المتميزة هي خير شاهد لما نذهب إليه، ومن أبرزها " الصياد والنهر، النزهة، الغرفة، عمال الحديد، العمق، القطة، الشتاء، حياة صامتة، لو تذهب إلى الغابة، الأرض الحرام، المنفى، المحطة، الأرض الخراب، اللعبة الحسية، يأس تام، طيران سهل، إمرأة عراقية في لندن. " ولم تقتصر تجربة الجنابي عند حدود الإخراج السينمائي والتلفزيوني حسب، وإنما تعداها إلى تجربة التصوير، إذ اشترك في تصوير العديد من الأفلام التي أنجزها مخرجون أجانب نذكر منها، تمثيلاً لا حصراً، " فراق هادئ " لشكيلا مان، و " جون والمجوهرات " لجون كربي، " بيت راندال " لكرس أتكنز، و " جيان " لجانو روﮊبياني، و" الإطار الجامد " لراؤول أمين، و " العميل المزدوج " لرودولف باوتن داخ. ويأتي فيلمه التسجيلي الجديد" خليل شوقي. . الرجل الذي لا يعرف السكون " تتويجاً لتجربته الفنية في مجالي الإخراج والتصوير السينمائي. ولابد من الإشارة إلى أن هذا الفيلم، آنف الذكر، يحكي أكثر من قصة، وهو يتجاوز أسلوب السرد البايوغروفي الذي يتوقف عند أبرز المحطات الفنية في حياة الفنان خليل شوقي ممثلاً، ومخرجاً، وكاتباً للنصوص، بل أنه يسعى إلى استغوار أعماق هذه الشخصية الإنسانية، والكشف عن جوهرها المعرفي من خلال مساءلتها فنياً، وفكرياً، وثقافياً عبر طروحات لا تشتط كثيراً عن المقتربات الفلسفية التي تحاول، قدر المستطاع، أن تسنتطق معنى الوجود البشري، وجدوى الحياة الإنسانية على وجه البسيطة. الشخصيات الرئيسة التي تحدثت في الفيلم عن تجربة خليل شوقي فناناً وإنساناً هي أربع شخصيات توقف كل منها عند المحطات التي يعتقد أنها تمثل جزءاً مهما من تجربة خليل شوقي الإبداعية، وهذه الشخصيات هي الروائي زهير الجزائري، والناقد ياسين النصير، والفنان التشكيلي علي المندلاوي، وعازف العود المنفرد أحمد المختار الذي سمعنا أنغامه، وموسيقاه التي تدفقت منذ مفتتح الفيلم حتى منتهاه " من دون أن نرى إطلالته الوديعة "، وغمرت قلوبنا بغلالة رقيقة من الحزن الشفيف إلى الوطن الذي تناهشته الذئاب في هذا الزمن الرديء. المشكلة في إستهلال الناقد والروائي زهير الجزائري أنه إنطلق من الذات إلى الموضوع في قَدْح الشرارة الأولى للفيلم الذي بدأ بداية موفقة من مرفأ يوحي بثنائية الرحيل والعودة، إذ قال الجزائري: " لم اشعر بألفة مع البحر أبداً. فالبحر يوحي لي بالعزلة أكثر من الصلة. البحر طريق غريب إلى المجهول والغموض. " إن هذا الاستهلال الخاص يمهّد للحديث عن المعاناة الجماعية للعراقيين الذين عرفوا البحر " خلال هذه الظروف الاستثنائية الشاذة " عن طريق سفن المهربين، إذ كانوا يحلمون بالوصول إلى الضفاف الآمنة، لكن الكثير من هذه الرحلات انتهت بمآسٍ مروّعة تقشعر لها الأبدان، إذ غرقت السفن بمن عليها من رجال ونساء وشيوخ وأطفال سواء في عرض البحر الأبيض المتوسط، أو في الشواطئ القريبة من أستراليا. ثمة عوائل كاملة هربت من أشداق المدافع فسقطت في أفواه الحيتان النهمة. يطرح الروائي زهير الجزائري سؤالاً منطقياً مُوَجّهاً للمشاهدين، أو ربما لنفسه وهو في طريقه إلى لقاء الفنان خليل شوقي الذي إتخذ من مدينة لاهاي الهولندية ملاذاً، ومستقراً، ومنفىً شبه دائم له. يتساءل الجزائري بينه وبين نفسه قائلاً: " لا أستطع أن أصدّق أن خليل شوقي، الممثل، والمخرج المسرحي الذي قضى أكثر من خمسين عاماً من حياته وهو يجسّد الشخصية العراقية في المسرح والتلفزيون قد أصبح لاجئاً حاله حال أي لاجئ عراقي؟ ". ثمة أسئلة منطقية أخرى يثيرها الجزائري وهو في طريقه إلى لقاء خليل شوقي بعد فراق دام عشرين عاماً، إذ يقول: " لا اسم هذا الحي توسانيني، ولا شكله يشبه محلة بغدادية. عجيب كيف يستطيع رجل في الثمانين من عمره غادر مدينته، ومسرحه، وبيته إلى بيئة مختلفة كلياً، وإلى مكان لا يمت لنا بصلة، ولا نعرف مداخله أن يعيش في مكان كهذا ؟ " ينبغي التنويه هنا إلى أن الروائي زهير الجزائري قد وقع في خطأ قاتل أربك الكثير من التفاصيل المتعلقة في شخصية خليل شوقي. فالفنان خليل شوقي وُلد عام 1924 في بغداد، وليس في عام 1921، وكان على الجزائري أن يتأكد من هذه المعلومة، وهو زوج الفنانة المسرحية روناك شوقي ابنة الفنان خليل شوقي، أي أنه فرد من أفراد العائلة، وبالتالي فإن المشاهدين لا يغفرون خطأً من هذا النوع. ثم أن حديثه عن جيل الروّاد يرتبك من دون الإتكاء على محددات وسقوف زمنية واضحة. فحتى الجزائري نفسه لم يقل " في هذه السنة أي 1921، وإنما قال في هذه السنوات، وكأنه يشعر أن ثمة إشكالاً ما في تحديد السقف الزمني لولادة خليل شوقي، وُلد جيل الروّاد المجددين. " بعد اللقاء الحميمي الأول بين زهير الجزائري وخليل شوقي تنساب بضعة أفكار وتصورات مفادها بأن خليل شوقي، هذا الفنان الذي يمتلك الكثير من الحكايات، والقصص، والأحاديث عن المسرح، والثقافة، والوطن، هو رجل المشاريع الدائمة التي لا تتوقف عند حد. ومن هنا انبثقت تسمية الفيلم بـ" الرجل الذي لا يعرف السكون ". في أثناء اللقاء الأول مع خليل شوقي يسأله الجزائري سؤالاً محدداً وهو: لماذا غادرت الوطن، وجئتَ إلى المنفى الهولندي البارد؟ فيرّد شوقي: " أنني في حيرة من أمري، لأنني أمام مسؤوليتين، داخلية وخارجية. مسؤولية داخلية، وهي أنني رأيت شباباً متعطشين في مجال المسرح. وكانوا يريدون أن يتوازنوا مع أنفسهم. البعض منهم كان يريد أن يسمعني كلاماً معبّراً معناه أن وجودك بيننا يشعرنا بأن نتماسك، وهذا الموقف دفعني للإلتزام به حتى ولو أدى ذلك إلى موتي. في الوقت نفسه، لم أكن أريد في الخارج لأولادي أن ينكِّسوا رؤوسهم، ويقولوا إن الوالد قد فقد السيطرة على نفسه، أو لم يستطع أن يبقى متوازناً مع نفسه، أو منسجماً مع نفسه. لهذا تماسكت، وتحملت الموقف الذي أنا فيه الآن. " أكد خليل شوقي بأن الخوف كان يتفاقم في الداخل، وبدأ يمس السواد الأعظم من الناس، بحيث بات الجميع يشعرون بفقدان الأمان، ويواجهون شظف العيش، وقسوة الحياة اليومية، ومراراتها. ونتيجة لهذا الوضع القمعي فقد أُصيبت إبنته بالكآبة بسبب الملاحقات، والمتابعات الأمنية الناجمة عن الوضع الشاذ، ولهذا وجد خليل شوقي نفسه مضطراً لأن يغادر الوطن.
أكد الناقد ياسين النصير أن الفنان خليل شوقي هو النموذج الذي يعبّر عن الفئة الاجتماعية الشعبية المسحوقة، لكن هذه الفئة تمتلك صوتاً جماعياً دالاً، وإتخذ من مسرحية " النخلة والجيران " أنموذجاً تطبيقياً لتعزيز هذا الرأي. فشخصية مصطفى الدلاّل هي شخصية مهمة جداً لأنها تمثل العلاقة بين المحتل البريطاني للعراق، وبين ابن الشعب البسيط الذي يحاول أن يستوعب حركة التغيير التي حدثت في المجتمع من خلال عمله كبائع للمشروبات الروحية، ودخوله إلى النسيج الاجتماعي لهذه الفئة أو تلك. هذه الشخصية يصفها النصير " بأنها أعطت دلالات واسعة جداً للعمل الفني من خلال صوتها أولاً، ثم حضورها الشعبي ثانياً، ناهيك عن التمكن الواضح في تجسيدها من خلال الممثل الناجح خليل شوقي. " أما الشخصية الثانية التي توقف عندها النصير، والتي تمثل الفئة الشعبية الواسعة فهي شخصية الراوي في مسرحية " كان يا ماكان " وقد وصف صوتها بأنه " ما يزال حاضراً إلى الآن ". كان على النصير أن يتعمّق في الحديث عن شخصية مصطفى الدلال الذي كان يحاول أن يستحوذ على سليمة الخبّازة كإمرأة ورمز من أجل تحقيق بعض الغنى المادي المتواضع. وربما يكون دور " دبش " في مسرحية " القربان " التي أخرجها فاروق فيّاض، ودور " البخيل " في مسرحية " بغداد الأزل بين الجد والهزل " من الأدوار المهمة التي رسخّت مفهوم الشخصية الشعبية العراقية والتي نجح شوقي في نحتها، وتقديمها على خشبة المسرح العراقي بحيث أنها ظلت مقترنة به وببعض الأسماء الفنية اللامعة مثل زينب " فخرية عبد الكريم " وناهدة الرمّاح، وخليل الرفاعي وغيرهم. كان على النصير أن يتوقف عند هذه الأدوار الأساسية التي رسمت صورة البطل الشعبي للفنان خليل شوقي. في إطلالته الثانية يستذكر الجزائري جيل الرواد، وبدايات عمل خليل شوقي في المسرح والإذاعة بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة، وولوجه إلى معترك العمل الفني، وإختياره لبعض الأدوار والشخصيات التي رسخت من مكانته الفنية بحيث أن الناس بدأوا يقلدون أسلوبها في الكلام، وطريقتها في الأداء. أما الإطلالة الثالثة فكانت للفنان التشكيلي والكاريكاتيري علي المندلاوي الذي إعترف منذ البدء بأنه لم يتابع الحركة المسرحية في العراق لأنه كان منشغلاً بالرسم ليل نهار، لكنه كان يرى الأعمال والمسلسلات التلفزيونية للفنان خليل شوقي، ويقرأ ما تكتبه الصحافة عن مجمل أعماله الدرامية. من هنا فقد رسم المندلاوي عملاً فنياً يتمحور حول شخصية خليل شوقي الذي يتوسط شاشة التلفزيون، لكن هذه العمل ينطوي على مفارقات عديدة من بينها أن التلفاز لا يستقر على طاولة، وإنما على بساط، وأن وجه خليل يطل من الشاشة، فهو خارجها وداخلها في آنٍ معاً. ويريد المندلاوي من خلال هذه المعالجة الفنية أن يقول بأن " خليل شوقي قد كسر الحاجز بين الحياة والتلفزيون " وبمعنى آخر أنه أزال الحاجز بين الحياة اليومية العامة وبين الحياة الفنية الخاصة. كان رد فعل شوقي على هذا التكريم والاحتفاء بمنجزه الفني مؤثراً للغاية. فقد غمرته الفرحة، وحملته هذه اللوحة ذات الأجواء البغدادية إلى بغداد أناساً وأمكنةً وقال" : أحاول أن أكون متماسكاً مثل هذا الطير الذي يقف على كتفي، وأن كتفي ما يزال يستطيع حمل بعض الأشياء الثقيلة. ". يتكرر ظهور الروائي زهير الجزائري مرات عدة في الفيلم مستذكراً عبر الاستعادة الذهنية لأحداث ووقائع ماضية لشوقي، أو مُسلطاً الضوء على حياته الجديدة في هولندا. فالجزائري يرى أن خليل شوقي يعيش إزدواجية الـ " هنا " والـ " هناك ". اي أن يكون في مدينة لاهاي وبغداد في الوقت ذاته. فبغداد حاضرة في ذهنه، ولم تفارق مخيلته أبداً. وخليل حسب رأي الجزائري لم يستسلم للمنفى، بل كان يصارعه من خلال كتابة القصص والمذكرات الشخصية التي تُعد وسيلة مهمة لإستعادة الوطن البعيد. قدّم الجزائري ثبتاً بالأعمال الفنية لشوقي إذ قال " خلال عمله الطويل في الإذاعة مثّل وأخرج شوقي أكثر من 250 عملاً درامياً إذاعياً، وقدّم للتلفزيون 60 عملاً تلفزيونياً، وأُسندت إليه البطولة في 10 أفلام سينمائية. " ثم عرّج على فيلم " الحارس " الذي أخرجه شوقي، ووصفه " بأنه مُستمَد من التراث القصصي الواقعي العراقي " وحاول أن يختصر قصة الفيلم بجمل مقتضبة " وهي أن الفيلم يتحدث عن حارس يولع بصورة امرأة، ويحاول أن يسرق هذه اللوحة لأنها تمثل قيمة فنية جمالية عالية بالنسبة إليه. " ثم يأتي دور شوقي في الحديث عن تجربته الإخراجية الأولى في هذا الفيلم، ومعاناتهم المادية، ومشكلات التصوير التي صادفتهم في منطقة الكريمات قرب الشوّاكة في جانب الكرخ، بينما كانت مَشاهِد من فيلم " الحارس " تأخذ المشاهدين إلى حارات بغداد وأزقتها القديمة. في نقلة أخرى يأخذنا الجزائري إلى لندن حيث يعود شوقي إلى المسرح من خلال المخرج د. عوني كرومي الذي زجه في مسرحية " السيد والعبد " حيث يواجه جمهوره بعد إنقطاع طويل. وبعد انتهاء العرض المسرحي نرى الشاعر سعدي يوسف يقبله من وجنتية وجبينه تقبيلاً حاراً. يعود الجزائري ليتوقف ثانية عند فيلم آخر وهو فيلم " الظامئون " وهو من إخراج محمد شكري جميل ليقول بأن شخصية " زاير راضي " كانت تمثل العلاقة الحقيقية بين الإنسان والأرض والماء. وكان على الجزائري أن يشير ولو إشارات خاطفة إلى أدوار خليل شوقي المهمة التي جسدت الشخصية العراقية الشعبية مثل " سبع المطيرﭽﻱ " في فيلم " مَنْ السمؤول؟ " إخراج عبد الجبار توفيق ولي، وشخصية " عمو حنّا الطباخ " في فيلم " أبو هيلة " إخراج محمد شكري جميل ويوسف جرجس حمد، وشخصية " أبو سعيد " في فيلم " يوم آخر " إخراج صاحب حداد. المحطة الأخيرة التي توقف عندها الجزائري هي شخصية " عبد القادر بيك " في مسلسل " الذئب وعيون المدينة " هذه الشخصية التي تمثل ، حسب توصيف الجزائري، الطبقة الاجتماعية الجديدة التي إنبثقت في غفلة من الزمان، ومسحت كل شيء. وقد بقيت فعلاً حاضرة في أذهان المشاهدين، بينما كان خليل قد إختار المنفى للأسباب القسرية التي أشرنا إليها آنفاً. إن المتتبع لتجربة الفنان خليل شوقي سيكتشف من دون عناء كبير أن هناك محطات فنية متألقة كثيرة في حياته. وكان يتوجب على المخرج قتيبة الجنابي، والشخصيتين الأساسيتين " الجزائري والنصير " اللتين تحدثتا عن تجربة خليل شوقي أن يتوقفوا عند المفاصل الأساسية في حياتة الفنية. ففيلم " الحارس " الذي مرَّ عليه الجزائري مروراً عابراً قد إشترك في مهرجانات سينمائية عالمية مهمة مثل مهرجان قرطاج عام 1968 ، وفاز بالجائزة الثانية " الفضية " وهو أول فوز لفيلم عراقي. وقد كتبت عنه صحيفة العمل الفرنسية آنذاك " إن عمل خليل شوقي قد تخطى الأفلام المصرية بشكل لا يقبل الجدل. . لا مكياج مبالغ فيه، لا مكياج عيون دائري، أو خطوط سيئة." ثم تختتم الصحيفة مقالتها بالقول " إن الفيلم العراقي " الحارس " قد تميز بصدق لم تبلغه لحد الآن أفلام وادي النيل. " هذه المقتطفات مُستلة من مقالة لشريف الربيعي بعنوان: ماذا كسبنا من مهرجان قرطاجة السينمائي؟ التي نشرت في العدد 75 من صحيفة الثورة الصادرة في 11 تشرين الثاني عام 1968. كما إشترك فيلم " الحارس " في مهرجان طاشقند، ومهرجان برنو " جيكوسلوفاكيا ". كما إشترك فيلم " الظامئون " في مهرجان موسكو السينمائي العالمي الثامن عام 1973، وقد أكد النقاد السينمائيون السوفييات " أن هذا الفيلم يمثل دراما سايكلوجية على درجة كبيرة من الحيوية ". لم يُشر أحد من المتحدثين إلى الأفلام الوثائقية التي أخرجها خليل شوقي. الأستاذ أحمد فياض المفرجي يذكر في كتابه " فنانو السينما في العراق " بأن شوقي قد أخرج للمؤسسة العامة للتجارة في بغداد فيلماً وثائقياً مدته ساعه واحدة في عام 1971-1972. كما أخرج عدة أفلام وثائقية وإخبارية لمؤسسة السكك عندما كان موظفاً فيها بين الأعوام 1959- 1964 وقد عُرضت على شاشة تلفزيون بغداد. عمل خليل شوقي في الإذاعة منذ عام 1947، وكتب الكثير من النصوص الدرامية والتمثيليات الإذاعية. كما " عمل في تلفزيون بغداد منذ إفتتاحه في عام 1956، وفيه تلقى خبرة عالية في التمثيل والإخراج " كما يذكر المفرجي. كما ساهم في تأسيس الفرقة الشعبية للتمثيل عام 1947، وفرقة المسرح الفني الحديث عام 1952. إن فناناً بهذه المواصفات كان يحتاج حقاً إلى جهد مؤسساتي لرصد تجربته الإبداعية، وتقديمها إلى الجمهور بما يتناسب مع المنجز الفني الكبير الذي قدمّه منذ أوائل الأربعينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا.