أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبتهال بليبل - الحلم الواعد














المزيد.....

الحلم الواعد


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حلم العراقيين طويلا بالعودة الى حياة ... تحول ذاكرة الارض السلبية الى فردوس مفقود ... وربما تكون هذه الرؤيا واضحة ، حيث سجل أحلام اللاجئين الى حياة الفردوس منهم ، وعداً برجوع مظفر وبأستئناف زمن الاجداد القديم ... بيد أن هذه الرؤيا ، التي ساوقت الفعل الكفاحي ولا زمته ، مالبث ان اصطدمت بواقع حزين مغاير ، أملى عليها أن تتخفف من الاحلام شيئاً فشيئاً ، الى أن استبدلت بالاحلام القديمة عالماً من الانقاض والكوابيس ...
في مطلع سبعينات القرن الماضي كان قد شرع العراقيون ، ببناء حلم لهم بشمس ساطعة تغسل آثار الليل المهيمن . استولدُ حلماً ذهبياً مزوداً بذاكره ملتهبة وقلب جريء ، ليدفعوا به الى الصحراء كي يواجه عدواً واحداً ... كان هذا ( الحلم الواعد ) من النزاهة والشجاعة مااقنع أرضهم بالتعاطف معه ، وما جعل السماء ترنو اليه بعطف ... الى أن التقى بعدوه ونازله وصرعه مع مطلع الشمس ....
صاغوا لانفسهم حلماً من النقاء ومنحوه النصر مع بزوغ الشمس ، قالوا له بلغة جديدة من حياتهم ، ليدفعهم الى مستقبل مكلل بالورود ...
ولكنهم عادوا .... لرؤيا لاحقه ، لينرفوا الى تأمل حلمهم الذهبي بعد أن حسمه موت غير عادل ...
أقاموا مسلات على جمل متعارضة لا تقبل بالمصالحة مع عدوهم فغادروا ... حيث العودة هي البديل الوحيد عن الخروج ....
والسلاح ... هو نقيض الحلم الذليل ، والحرية هي الخيار الذي لابد منه في مواجهة الموت .....
والعراقي الجديد شعاره اليوم( كيف الخلاص) اصبح الحاضر لديهم ، في هذه التعارضات ، هو المستقبل الجميل الكريم ، وغداَ المستقبل هو الماضي الامين الذي كان ، وصار (( اللجوء الى الحلم ))
لفترة مريضة في طريقها الى الشفاء ....
كان العراقي الاخر ... قد شرع برؤيا أخرى ، تغاير رؤية (( متى الخلاص)) وتتفق معها في الاعلان عن يقين العراقي بالخلاص ...
فقد ذهبوا الى طريق اخر فيه ضمان الخلاص ... إعتمدوا على صفات نوعية تحقق أحلامهم وما شاءوا من الرغبات واقتنعوا بعد ذلك في الخروج من شارع ضيق ....
أن العراقي يعمل ولا يخطىء أنه ( الانسان الاعلى ) يرغب ويصل الى مارغب فيه ... بطل ... قسراً عنهم ... مسكون بأطياف أشور وأكد ... متعلم واسع الثقافة ، ثري بالاحلام ووسيم
تتهافت عليه فراشات الأمل وصاحب ارادة لا تلين .... بل أنه حامل رسالة للبقاء والديمومة ، لانه على كل مافيه من نكبات ....نجده يخرج للعالم من سبات ويضع نفسه على مشارف زمن حضاري
غير مسبوق ...
صاغ العراقي لنفسه بطلاً من عنصرين .... عنصر تأريخي مقدس مرجعه الى بلاد الرافدين ، وعنصر مرغوب يدلٌل على صفات العراقي اللازمة من أجل تحقيق الحلم ....بيد أن أطمئنان العنصر الثاني الى الاول ، أو سيادة الاول على الثاني ، هو الذي جعل من أنتصار الحلم أمراً محسوماً ، عرفوا أنفسهم بتوزيع الامل على الذين يفقدون الأمل ، وسبب هذا ... نشأ العراقي فاضلاً ومبرً من الخطيئة ، وأن نرى كفاحه وقتاله حكاية سعيدة ... هي حكاية الخير الذي يصرع الشر في النهاية ...
ولعل هذا التجريد ، الذي يحتفي بالكلمات ، هو الذي جعل أحلامه ممكنة التحقق ...
بعد هذا كله أكتشف العراقييون أن احلامهم الكبيرة غادرت مرافأها ، وأن السلاح لا يقود بالضرورة الى النعيم ، وأن دليل الحلم يخدع ويخرج عن الدرب حين يشاء ... وهذا الانتقال من زمن الاحلام الى زمن الكوابيس ، هو الذي دفعهم الى تأمل ميراثٍ عراقيٍ وطني واسعٍ تبدٌد في الهواء .....
فلا الارض رجعـــت اليهم ....
ولا أهل الارض يعرفون مايريدون ....
ولا مابقي على الارض يلبي الاحلام ، صغيرة كانت أم كبيرة ..
ذهب الحلم الواعد وانتهى زمنهُ ، وجاء زمن أخر برؤيا جديدة ..... هي رؤيا أحلام من شمس الضحى تتحدث عن سماسرة ، ونخيل شوارع تصف تداعي القيم وهزيمة الاهداف الكبيرة أمام المصالح
الذاتية ....
كان واقعاً غريباً ، ونحساً متشائل .. قد حول جميع الاجابات الى أسئلة ، مطلقاً قهقهة مدٌوية ، تسخر من الاجابات الجاهزة وتترك كل شيء معلق في الهواء .....



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبتهال بليبل - الحلم الواعد