|
تعمق الوعي الطبقي للعولمة الانسانية يستنفر مؤدلجو العولمة الراسمالية لمحاربة الماكسية باسم الدفاع عنها
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 10:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تطورت العولمة الانسانية بعد ان اغرقت العولمة الراسمالية بقيادة الامبريالية الامريكية البشرية بعشرات الازمات لانقاذ علاقات الانتاج الراسمالية من ازمتها المصيرية وكشفت عن عجزها عن حل أي من هذه الازمات المرتبطة بقوانينها واسسها. فمن ازمة الطاقة الى ازمة الغذاء الى ازمة السكن وازمة المياه وازمات البيئة و..الخ فضلا عن ازمات ادارة هذه الازمات رغم كل في جعبتها من تجارب في حل ازماتها التي رافقت جميع مراحل تطورها من مرحلة المنافسة الحرة وحروب اقتسامها لدول العالم وصولا الى الاحتكار والامبريالية وحروبها لاعادة اقتسان العالم فيمابين اقطابها وصولا الى العولمة الراسمالية وفرض الهيمنة الكاملة للامبريالية الامريكية على العالم. فلم تجد مخرجا من ازماتها الا بالعودة لاستخدام الحرب لاحتلال البلدان و لتركيع الشعوب كما جرى في حربها لاحتلال العراق . ولكن كل ذلك لم يخفف من ازمتها المصيرية هذه، وانما ساهم في تفاقمها اقتصاديا وسياسيا واخلاقيا. ولم تسعفها جميع وسائل واشكال القهر واستعباد الشعوب من انظمة حكم. متدرجة من الاسلوب البرلماني لمستر للسيطرة الطبقية للراسمالية بالحملات الانتخابية المدججة بالاموال، الى الانظمة الدكتاتورية والبيروقراطيات التابعة وصولا او عودة الى الاحتلال المباشر والهيمنة المطلقة كما يجري في العراق. حيث تمارس الابادة المنظمة عن طريق استخدام الاسلحة المحرمة دوليا التي تشكل تهديدا ليس لمستقبل الشعب العراقي فقط بل ولمستقبل البشرية واحراق المدن والقرى ودفن المدنين تحت انقاض بيوتهم و اطلاق العنان لمختلف اشكال الارهاب وعصابات القتل والاجرام تحت شعارات التحرير والديموقراطية وحقوق الانسان. وحيث يجري تشريع الهيمنة المطلقة لقوات الاحتلال على مقدرات الشعب العراقي وثرواته بفرض اتفاقيات تدوم لعشرات السنين. وتعقد عشرات المؤتمرات العالمية الاقتصادية والسياسية والفكرية تحت مختلف التسميات مثل "اعادة الاعمار" و"العهد الدولي" لكسب الدعم الدولي لاحتلالها والتغطية على جرائمها، لقاء ما تقدمه للدول المشاركة من فتات هيمنتها على ثروات العراق ولاسيما النفط . واخيرها مؤتم العهد الدولي الثاني في ستوكهولم الذي سيعقد في 29/5/2008 ، تحت شعارات مخادعة لمناقشة ما انجز من مشاريع اعادة اعمار العراق الذي ارصدت له مليارات الدولار من اموال العراق و من ميزانيات الدول المانحة، التي تقاسمتها الشركات الامريكية لقاء تدمير العراق وليس اعماره ، واقامة الجدران الكونكريتية لتقسيم العراق الى مئات الكانتونات الكائفية ، وبهدف ضخ ما تبقى من المنح لدعم الاقتصاد الامريكي، لم يسعفه استنزاف مئات مليارات الدولارات من احتياطيات دول الخليج . وستنفرت العولمة الراسمالية جميع اشكال اسلحتها الايديولوجية لتطويع البشرية وتضليلها بمختلف الافكار واخضاعها لمختلف التقاليد والاوهام بما فيها العودة الى المعتقدات السلفية واستخدام الدين وسيلة لتمزيق وحدة الشعوب واستغلال الفقر والبطالة لعودة الامية وتجهيل الجماهير بهدف تجنيدها لخدمة استراتيجيتها. ففي العراق المحتل عملت قوات الاحتلال على تمزيق الشعب العراقي من خلال اسناد الاحزاب الدينية واقامة الحكم على اساس طائفي وصاغت الدستور العراقي لترسيخ الطائفية و التمييز ضد المرأة . ولم يلغ الحاكم الامريكي القرار 137 الذي اصدره باسناد الاحزاب الاسلامية ضد قانون الاحوال الشخصية كما يدعي المدافع الماركسي الاول عن الاحتلال الامريكي للعراق وعن جرائمه، باسم الدفاع عن الماركسية، الا تحت ضغط تصاعد النضال الجماهيري ضد القرار. واعادت قوات الاحتلال فرضه من خلال الدستور لشل نصف المجتمع عن النضال الوطني والانساني. وفي ظل الاحتلال الامريكي للعراق وتحت شعارات الديموقراطية وحقوق الانسان التي يعتبرها هذا المدافع عن جرائم الامبريالية الامريكية، هدف السياسة الامريكية في المنطقة العربية، تجري افضع الجرائم بحق المرأة العراقية من قتل واغتصاب وحجر واستعباد وحرمان من التعليم والعمل فضلا عن ترميل الملايين وتحميلهن مسؤولية خمس ملايين يتيم ، ورعاية ملايين الاطفال المرضى والمشوهين . فضلا عن عودة استفحال الامية بين صفوف الشعب العراقي، نتيجة تسرب 750 الف طالب من الدراسة بسبب الفقر والارهاب وفقا لاحصائيات المنظمات الدولية، وحرمان اكثر من 50% من الفتيات من الدراسة . ان جرائم الامبريالية الامريكية في جميع انحاء العالم ولاسيما في العراق تتصدر جميع وسائل الاعلام في العالم وتنشرها جميع صحف العالم بما فيها الصحف الامريكية وتدينها شعوب العالم ولاسيما الشعب الامريكي الامر الذي دفع الكثير من مؤدلجي العولمة الراسمالية حتى الى ادانة الادارة الامريكية الحالية باعتبارها المسؤولة عما يجري في العراق وعن الكثير من الازمات الاخرى، لحماية النظام الراسمالي ككل من تحمل مسؤوليتها اولزيادة فرص المرشحين الجدد لرئاسة الادارة الامريكية . فضلا عن لجوء الكثير من المدافعين عن الراسمالية الى الاصلاحية وتضليل البشرية بامكانية بناء اقتصاد راسمالي عالمي عادل. و لجوء الكثير من الانتهازيين والمحرفين الى امكانية الضغط على الامبريالية من خلال المساهمة في عملياتها السياسية لتحقيق بعض المكاسب او تخفيف بعض الازمات . وتصاعد الوعي الوطني والطبقي على الصعيد العالمي الذي جسدته الحركات العالمية المناهضة للعولمة الراسمالية بنشاطاتها العالمية والوطنية خلال العقد الماضي، باقامة العديد من التظاهرات المليونية على الصعيد العالمي كان اعظمها ضد الحرب على العراق واحتلاله، وعقد الندوات وتنظيم الاعتصامات التي اربكت اقطاب العولمة الراسمالية دون ان تهز مواقعها اوتقلل من جرائمها. الامر الذي اتعبت الجماهير ودفع بعضها الى اليأس واشعر اقطاب العولمة الانسانية بافتقارهم للقيادة السياسية المسلحة بالفكر والنهج الثوري الذي يربط بين الاهداف الانية والمستقبلية، الوطنية والاممية ويستند الى الاستمرارية والتصعيد ، والاعتماد على شغيلة اليد والفكر التي يشكل استغلالها اساس حياة النظام الراسمالي، كطليعة. وحاجتها الى الوقت لاستيعاب تجاربها وتنضيج قيادات سياسية جديدة متحدية الصعوبات الناجمة عن سقوط قيادات سياسية اساءت للفكر والنهج الثوري الذي لايمكن بدونه وبدون تطويره، تحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وازماتها وكوارثها . فالعولمة الانسانية ليست فقاعة كما يتوهم البعض وانما عملية تاريخية تتصاعد وتتعمق وعيا وتتسع جماهيريا لمواجه كل جبروت العولمة الراسمالية . وبدأت معاركها تتسم بالفعالية الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة على الهيمنة الكاملة للعولمة الراسمالية الذي نمارسة دول امريكا اللاتينية التي تشق طريقها في تحطيم طوق العولمة الراسمالية والتحرر من ادواتها من احلاف واتفاقيات وبنوك في مخاض صعب للتسلح بالفكر والنهج الماركسي المتطور لاستكمال تحررها والمساهمة في تحرير البشرية ومقاومة عنيفة لكل ادوات واسلحة العولمة الراسمالية. الامر الذي اشعر الامبريالية الامريكية بتجدد اخطار الماركسية ونهجها على مصيرها بعد سنوات من ادعائها موت الماركسية والحركة الشيوعية واستنفرت مجددا كل اسلحة محاربة الماركسية والحركة الشيوعية، ولاسيما مؤدلجيها السابقين والجدد ولاسيما الذين لهم باع طويل في تشويه الماركسية في جميع ميادينها الاقتصادية والسياسية والفلسفية باسم الدفاع عن الماركسية ولا يخجلون حتى من مدح افضع جرائم التاريخ التي تمارسها قوات الاحتلال الامريكية في العراق. سعاد خيري في 28/5/2008
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جرائم الاحتلال بحق اطفال العراق ادانة للبشرية وتهديد لمستقبل
...
-
الهدف الرئيس للشعب العراقي وطليعته الطبقة العاملة انهاء الاح
...
-
يقف قادة الدول الامبريالية والتابعة المحتفلين بنتائج ستين عا
...
-
التعاون الامريكي الايراني في محاربة الحركة الوطنية الثورية ر
...
-
ستبقى مدينة الثورة نصبا متجددا لثورة 14/تموزالوطنية الديموقر
...
-
دروس النصر على الفاشية الهتلرية تفرض استئصال جذور الفاشية لل
...
-
ستون عاما والشعب الفلسطيني يقدم للبشرية دروسا في مقاومة اعدا
...
-
محاكمة مسؤولي مجزرة بشت ئه شان التمرين الاول لمحاكمة بوش ومن
...
-
يوم العمال العالمي واستحقاقات الرسالة التاريخية للطبقة العام
...
-
عمال العراق بنضالاتهم الوطنية يحيون يومهم العالمي ويحضون بتض
...
-
تدني نتائج مؤتمر الكويت وسعر الدولار من مؤشرات نهاية عصر اله
...
-
لا لقانون النفط والغاز لا لتشريع الهيمنة الامريكية وتحقيق مخ
...
-
الف تحية لكل شاب وطالب عراقي تتفتح احلامه وطموحاته الوطنية و
...
-
تطوير وسائل واساليب الكفاح الوطني والعالمي وفقا لمتطلبات الع
...
-
في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد معاناة الشعب العراقي. عل
...
-
في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد مآسي الشعب العراقي القبو
...
-
في ذكرى ميلاد المناضل زكي خيري يتجدد اهداؤه للامهات العراقيا
...
-
تصعيد خطير للفوضى الخلاقة لتحقيق الاستراتيجية الامريكية في ا
...
-
عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي عيد ميلاد عراق حر وشعب سعيد
...
-
الدراسة العلمية للواقع ولتجارب الماضي ضمان لوحدة القوى الوطن
...
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|