|
تايتانك العراق
عبد الوهاب المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 09:47
المحور:
الادب والفن
المقدمه: يا معقل البهاء والجمال والتفرد والاحرف التي تغرس ُ الازهار للصبر البهي فوق شفاه جدول التجلد الجسدُ الانيق ُ ربما قد ادمن الحزن في فسحة التعذيب للتوقد.. موج من المطارق الخفيه...الخبر المذاع حول عراقيين كان الموج ُحاضنا لهم في المحطة الاخيره..في المحيط الهندي لم يكترثْوا لهم...........؟؟؟ وصمتت ابواقهم... هناك شاهدان يرويان.... عذرا لغيمة الاسى.. ناجيتان... اثنان من العراق... الحر من ارجوزة الطف يعود فارسا في اليم...وحرة ٌ اعتذرتْ من بسمة الحياة..لأن موجة عاتية قد خطفت اولادها... ** ** ** الناجية الاولى: حين ركبنا البحر قاصدين استراليا..كلٌّ يحملُ حقيبة أحلام اضافيه ..أحلام ورديه..تتناثر كقلائد لا مرئيه..هوسٌ يتأبطه مَنْ فقد وهج امان مفقود..مثل مصبات الانهار المخفيه .هربا من نار جحيم الوطن الموبوء بالكوارث...السفينة تنوء تحت ثقل المسافرين...كانت السماء محيطا وكان المحيط سماءا متموجة هادرة..السماء والمحيط توأمان..احدهما يحتضن الاخر في عناق اخشاه مع الارتفاعات والانخفاضات الحاده جبال من الموج واوديه مبطنه بالزبد الابيض..كانتْ السفينه في آخر ليلة لها تترنح تحت ضربات اله البحر المرعب محملة باكثر مما هو مسموح لها...عوائل واطفال ونساء ..كان لنا صديقا عراقيا مفعما بالحيويه..يبدو عليه المرح واللاحياء..كنت افرُّ من نظراته الملتهبه الخارقة... نظرات مزيجا من الدونجوانيه وكثيرا ما كان يتخيل نفسه كازنوفا... البعض يرتاح الى خفة دمه..، مرة سمعته يقرأ على الجالسين خواطره كان حلمي ضائعا عبر السهوب راحلا الى ارض الكناغر بين حضن اليم ارنو للبشائر انا لم اعثر على واحة حبي انتمي روحا الى صيد المآثر في فضاءات الدنى طيرا مسافر حاملا كاسي وقيثاري وابتسامات المغامر ها هم الاحباب حولي كورود وطيور سنهاجر والى سدني نسافر هو.من النوادر الذين يرتدون حقيبة النجاة... ساله والدي من اين حصلت عليها ..؟.قال الفتى : اشتريتها من اندنوسيا...لأني احب الحياة ..اريد ان اكون شيئا مهما في ارض الاحلام..وتنهد قائلا ربما اكون في استراليا..ابني لي حياة جديده.سأكون سعيدا إذ تورق أحلامي آمالا تقفز فرحة كالعنادل الصغيرة . .ورغم أني لا ارتاح لحضوره.. الا انه محبوبا من الاخرين ..لم يكن متدينا...لا يكترث لشيء ولا يبالي ولا يفكر الا بنفسه فقط. حين يغضب البحر نقيم صلواتنا ونهتف بالصلاة على محمد وآل محمد.ومرت الايام والسفينة تترنح بين أذرعة الموج الهائلة...ما ابعدها ارض الاحلام.؟..هل سنرى ارض الكناغر وهي تتقافز في الطرقات.. لم انتبه الا ونحن بين فكي اعصار وصرير الصواري وصرخات رعب ضائعه...وابتلع اليم السفينه خلال مدة من الزمن كنت اعوم بصعوبة اقاوم الغرق بحركة اليدين والرجلين ...كانه يوم القيامه لا احد يسأل عن احد...انا اعوم بيأس وحدي وتلوت الشهادتين لم يكن امامي احد ...لا ارى قربي ابدا واحدا من عائلتي ورأيت ُ ذلك الشاب وهو يصارع الموج..وفي اخر لحظاتي ويأسي ابصرته يتجه نحوي صاحب حقيبة النجاة يسبح باصرار غريب.. صرخ بي قاومي انا قادم لانقاذك...كنت ُ التقط أنفاسي بصعوبة..لم يبق لدي من الاحتمال..نعم انهارت قواي.لكن صوته القوي منحني الامل وأقترب مني معتذرا قال لي كنت أ ُخيرُ نفسي..وانت تعلمين لم اكن متدينا...اعذريني يا اختاه ساضطر على لمسك (برئي ذمتي؟) لابد ان البسك ِ سترة النجاة..سأقوم.بخلعها عن جسمي.. ، قام برفعي وجعل يلبسني الستره ، لم اعرف ماذا اقول لكنى مستسلمه له وهو يشد على جسدي المنهك الاحزمة ، وعاد الى المحيط اصبحتُ طافية فوق الموج وابكاني الشاب الذي تبرع لي بسترة نجاته.وهبني حياته!!.كان يسبح ُ وينظرُ الي مبتسما فرحا بنجاتي ، يقاوم الموج لكي يراني بقدر ما تبقى له من دقائق كانت ضربات قلب السماء تمتزج مع نبضات قلبي، الى أن ابتلعه الموج وانا اصرخ بدون شعور انقذوه ولا ادري تذكرت موقف الحرالرياحي.( ربما كانت ابتسامته تنشدُ : ها اني اخير نفسي بين الجنة والنار...منحني الحياة بموته..لن أنسى ذلك ما حييت...رباه لم اكن مصدقه كان حياة بمعنى الكلمة الشاهدة الثانيه:قمر اليأس * * * * كنت معها متعلقتين بلوح من الخشب نرتجف من هول ما حدث واقلقتني الشابة الاخرى كانت تبحث عن اولادها تصوب نظرها الى الرؤوس الطافيه باحثة عنهما.بين..الزبد والموج والصراخ المرعب... ثم سمعتها تصرخ اولادي...اولادي يغرقون...قلت لها تمسكي واصبري قالتْ وهي تنوحُ يا اختاه ماذا تبقى لدي..؟؟ لمن أعيش عذرا لك اودعك الان...وصرختُ بالم رهيب وانا اراها تفلت يدها وترتمي بين أحضان الموج وتركتْ لي اللوح واشارت الي بتحية الوداع سألتحق باولادي وداعا...وداعا ...اه لقد ابتلع البحرُ وداعها
#عبد_الوهاب_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلتسمعُ السماءُ
-
كنت مهرا ومسختُ
-
تقبلي وداعي
-
معزوفة حرف النون
-
معزوفة اوجن
-
هل تعلمين؟؟
-
دموع ٌ من كهف الاحزان
-
لا سبيل إلا الاعتراف
-
تراب ٌ.....ترابْ
-
لا تعتذري.....؟؟؟؟
-
لغة المسامير
-
حين يستحمُّ الكوكب ُ في اليَّم
-
قالت :لي يا ديك الدراج ..؟
-
هوية الحب
-
الشعر والحب
-
إيقاع الوتر السابع لأنانا
-
لم يبق الا الاحتراق
-
اسطورة الشاعرة الشعبية فدعه الزيرجاوي
-
ملحمة إندحار الحنين
-
عازفة الكمان (مهداة الى عازفة الكمان)
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|