أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعد صلاح خالص - لروح قاسم عبد الأمير عجام في ذكراه الرابعة..














المزيد.....

لروح قاسم عبد الأمير عجام في ذكراه الرابعة..


سعد صلاح خالص

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هنالك لحظات في العمر تثيرها ذكرى.. عندها تتوقف الساعة و يختل الزمن، ويختلط الماضي بالحاضر وتتلاشى السنين فيصبح اليوم والأمس واحدا.
أهي أربعة منذ أن اغتالوا الحب فيك؟ أم هي عشرون ونيف حين التقينا لآخر مرة؟ لم أعد أدري والعراق ما أنفك يأكل أبناءه وأحلامه بلا رحمة منذ عقود. تاريخ صنعته الجثث ودماء الأحبة، وركبه الطغاة والمدعّون والمعتوهون. إرث ثقيل ما زال يغتال الطفولة والحب والجمال في تلك الأرض الملعونة بنقمة النفط الذي نسمع به ولا نراه، ونعمة النهر الخالد الذي نشدو له ولا نشربه.
أأبكيك ، أم أبكي معك آلافا مؤلفة رحلت معك؟ قتلتهم هم قتلتك، هي ذات الوجوه وذات المعالم، سيان إن ارتدوا ثياب عبيد القائد الضرورة أم عمائم الوهم، فكل يكره الحب والخضرة وضوء الشمس، وكل أقتص من الوطن.
من أعزي فيك؟ المسّيب الحالمة أم بغداد الحبيبة، الأحباب في عائلتك الجميلة وكل من عرفك ولم يعرفك أم العراق الكبير بمجمله؟ أأعزي "الثقافة" و"الثقافة الجديدة" و "تاريخ الشعب"، أم ما تبقى من نقاء وصفاء في قلوب العراقيين وفي أنهاره ونخيله؟ ما أصعبها من لحظات، في زمن تماهى فيه القاتل بالمقتول والجلاد بالضحية.
يقولون بأن قتلى الصحافة والثقافة في العراق ناهز المائتين في خمس سنوات، وعشرات غيرهم لا يزالون في أيدي "خاطفين". من هم هؤلاء؟ سلطة أم مقاومة أم أمريكان أم إيرانيون أم قطاع طرق أم ماذا؟ سيان أيضا، فالموت في العراق بات يتكلم جميع الألسن، ولا عزاء للآلاف الذين قتلوا صبرا وصدفة، قصفا و"جهادا"، باسم الله واسم الشيطان، باسم التحرير وباسم المقاومة، وباسم الديمقراطية واللاديمقراطية ، سم ما شئت.. إنه الموت فحسب.
قتلاهم في الجنة وقتلانا في النار، وأسراهم أبطال وأسرانا نكرات لا يذكرهم أحد، ولا يجمع لهم أحد التواقيع، ولا يتوسل الإفراج عنهم رؤساء الدول، فليس فينا تيسير علوني أم سامي الحاج، وليس فينا متهم بالإرهاب، ولا من يصلي في محراب القاعدة، ولا من يسترزق من فضلات الجزيرة، ولا من يقبل حذاء حسن نصر الله. قتلانا مبتلون بحب العراق، ويا له من إثم جميل.
قصة الحزن في بلادي هي قصة تأريخ العالم أجمع، فهناك بدأت الكتابة وأزهر الفكر، وهناك خلقت قيم السلطان والموت المجاني. عندما رسم العراقيون صورة الكون لأول مرة عند طفولة البشرية الأولى خلقوا الآلهة الأولى، وخلقوا معها شهداء سطوتها، صنعوا السلطان وصنعوا معه الشهيد ليبكوه فيما بعد.


في بلادي لم يعد أحد يبكي أحدا، فالعمر بأجمله مرثية. كل ثنايا حياتنا سرادقات عزاء، شعرنا ونثرنا، قصنا وقصيدنا، غناؤنا وغزلنا، حتى الفرح نتطير منه خوف عاقبة سيئة. هكذا كنا منذ مقتل الإله سين قبل أربع آلاف سنة ومن بعده الحسين ، وهكذا سنبقى باكين جيل إثر جيل. فضميرنا الجمعي يبحث دوما عن ثنائية الشهيد – الطاغية، يبحث عن قاتل يخضع له ومقتول يرثيه.
هذه هي بلادي، كما يقول الجواهري الكبير في دجلة الخير.. هي سكتة الموت وهي الأطياف الساحرة، وهي خنجر الغدر و هي أغصان الزيتون. هي التي طفحت مجاري دجلتها من فوق الى دون، وهي التي انفجرت أنغامها السمر عن أنات محزون.
العراق قصة الموت والحياة و قصة الخلق والفناء، إنه الأول والآخر.. هذه هي بلادي.



#سعد_صلاح_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة بيروت
- العراق بعد خمس سنوات .. سلطة تبحث عن دولة
- نحن و هم ..مقاربة للمسألة الدنماركية
- قصة حقيقية تتكرر يوميا في أوطان الظلمة و الجراد..2
- حوار و متدمن ؟ .. شكرا لكم
- قصة حقيقية تتكرر يوميا في أوطان الظلمة و الجراد..
- تساؤلات تبدو مشروعة: الديموقراطية و المجتمع المدني في العراق ...
- اخر معارك الفاشية العربية


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعد صلاح خالص - لروح قاسم عبد الأمير عجام في ذكراه الرابعة..