أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - الابداع النسائي والمعوقات














المزيد.....

الابداع النسائي والمعوقات


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نحيا في مجتمعات عربية اسلامية ، تتميز بوجود قوي للعادات والتقاليد ، قد تتغلب كثيرا على قوة القوانين ، وهذه العادات ليست مستمدة من الاديان ، التي جاءت بمباديء كثيرة وقيم ، عالية حول التعايش بين الناس واحترام الاخر ، ونصت على حقوق مختلفة لبني الانسان ، ولكن نظرة فاحصة لكيفية حياة الانسان العربي في المجتمعات العربية ، من الماء الى الماء ، كفيلة بجعلنا ندرك انها تختلف ، عن تلك الحياة التي يتمتع بها من كان يستوطن الغرب.
فما الذي جعلنا نختلف في التمتع ، بما يتمتعون به من امتيازات ، ومن حقوق استطاعوا ان يكتسبوها ، خلال تاريخهم في النضال ، الذي لايمكن مقارنته بما بذل انساننا من تضحيات ، وما قدم من اعمال من اجل ان يتمتع بحياة لائقة ببني الانسان.
ومهما قلنا عن الظلم الذي يتعرض اليه الرجل في دنيانا ، فان المراة لها النصيب الأكبر ، لانها تعامل كما لو كانت من جنس اخر ، لايستحق اية حقوق ، والمراة المبدعة ، يكون نصيبها من التهميش والنكران اكثر من المراة العادية ، بسبب طبيعتها التي تتميز بالحساسية المفرطة ، وعدم تقبل الظلم والرغبة في الثورة وتصحيح الاوضاع.
الحديث عن اوضاع المراة المبدعة يطول ، فاي نوع من الابداع نعني ؟ ، وكثير منها لاتستطيع النساء الاقتراب منها ،بسبب النظرة اليها وكأنها من المحرمات ، بعض المجتمعات تجعل الفنون الجميلة من انواع المحرمات ،التي لايمكن للانسان ان يقربها وخاصة ان كانت امراة ، الرسم احيانا والموسيقى والنحت.
لهذا سوف اقصر حديثي على الكتابة ، باعتبارها من الامور المباحة امام النساء ، ولكن رغم ان بعض المواضيع تعتبر من المحرمات ، لتتطرق اليها النساء ، الا ان كثيرا من المبدعات قد اثبتن كفاءتهن في هذا المجال ، ولكن هذا الموضوع يطرح علينا سؤالا ، هل ان المراة الكاتبة تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الكاتب الرجل ، مع ان الجنسين يعانيان من قلة سبل النجاح ومن صعوبة الطباعة ، وندرة فرص التوزيع واتاحة الفرصة ، لاطلاع القاريء على النتاج الادبي.
فالمراة المبدعة تعاني كثيرا ،لانها لاتستطيع نشر ابداعها ، كما ان كثرة الاعباء عليها ، والتوزع بين اعمال المهنة والامومة والزوجية ، والاطلاع على ما ينشر من مطبوعات ، والاهتمام بالكتابة ايضا من العوامل التي ترهق المراة الكاتبة ، وتحد من تجربتها الابداعية ، كما ان المبدعة لاتفوز بالتفرغ للكتابة ، كما هو حاصل في الدول التي تحترم الابداع ، وتمنح الجوائز للمبدعين ، معتبرة اياهم ثروة قومية يجب المحافظة عليهم ، من التشتت وضياع الموهبة واندثارها ، لان القدرة على الكتابة ككل موهبة ، تحتاج الى تمرين واعمال فكر ، وبعض التفرغ،
فالمراة المبدعة لانها كثيرة المهام ، وتلك الواجبات من التباين والاختلاف، بحيث يصعب القيام بها ، من قبل شخص واحد ، ولكن المراة عليها ان تجامل ، وتستقبل الضيوف وتبارك لهم اعمالهم ، وتشجع الزوج وتقف بجانب الابناء والبنات ، دون ان تنتظر موقفا مكافئا يدل على التفهم او المساندة ، فاذا ما جاء داعي الابداع مناديا ، وجدتها مشغولة في عمل اخر يبتعد كل الابتعاد عن عوالم الابداع ، الرجل يسرع ملبيا النداء ، والمراة تتهم بتهم شتى ، ان لبت مسرعة وتركت ضيوفها مثلا ، او طبيخها على النار ، لقامت الدنيا واعتبرت المراة امّا فاشلة وهاجمها الناجحون والفاشلون معا ، فاين تكتب المراة ومتى ؟ لابد انها تنتظر ان يهرع افراد الاسرة الى اسرتهم ، طلبا للكرى بعد يوم طويل ، وحين تجد ان الجميع قد خلد الى سلطان النوم ، وانه لااحد هناك يطرح عليها الأسئلة اثناء عملية الكتابة ، ويغضب ان هي لم تسمعه باللحظة.
وكثيرا ما تحول الذات المحبطة بين الكاتبة وعملية الابداع ، التي تتطلب الثقة بالنفس ،ويتهم المبدعون بالنرجسية التي هي عدوة للابداع ، فالمبدع لايمكن ان يصقل تجربته الكتابية ، ان كان جاهلا حقيقة نفسه ،معظما اياها بما لاتستحق ، او غامطا ناكرا مزاياها ، مبتعدا عن الفهم الواعي للنفس المبدعة ، وكل انسان تختلف ذاتيته عن الذوات الاخريات وليس شرطا انها تتشابه.
والمبدع ينبغي ان يكون قويا ، يمتلك القدرة على مواجهة الصعاب ، والمراة تتطلب شجاعة اكبر ، واحتمالا شديدا ، وقدرة لاتكل على جعل الهزائم المعيقة ، عوامل نجاح تكسب الانسان الخبرة.
واكبر هزيمة يمكن ان تتعرض لها المبدعة ، حين ترغم على الابتعاد عن التعبير الحر ، ووقت لاتجد القاريء الواعي الذي يمتلك القدرة على النقد المنصف البناء ، الذي يأخذ بيد الأديب ويريه معالم الطريق الصائب ، فليس السبيل مفروشا بالورد ، انما الاشواك الكثيرة تعترض طريق المبدع ، فيعاني من الألم ، وقد يتعرض لصنوف من الحرمان ، قد تكون الفاقة اسهلها جميعا ، قلا ينبغي ان يترك القلم جانبا ، ويهرب من المعركة ، التي وجد نفسه فيها ،امام اعداء اكثر منه قوة ، واشد اصرارا على جعله يولي اول انهزام مؤثرا السلامة.
وقد قيل ( ان وراء كل عظيم امراة) والصحيح ان المراة المبدعة بحاجة الى من يقف بجانبها ، مشجعا مؤازرا ، تتطلع الى تعاون الدولة ، والى تكوين الجمعيات الثقافية والادبية لمساندة الاديب في الطباعة والتوزيع بمبالغ مخفضة ، وبمساهمة النقاد المنصفين ، لتبيان مواطن النجاح والاخفاق في العملية الابداعية.
الكاتبة مدعوة الى مضاعفة الجهد لاثبات الكفاءة ، وايجاد القاريء الواعي الذي يشكل رصيدا ثمينا للمبدع ، وحافزا قويا لمواصلة النجاح ، الصمت يعتبر هزيمة للكاتب ، على المراة المبدعة ان تنأى عن هذه الافة الخطيرة التي تهدد العملية الابداعية في الصميم



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرامل العراقيات منسيات
- مجتمع القرود
- المدونات والاضافة التي يتطلع اليها القاريء
- أطفالنا العراقيون وطفولتهم الضائعة
- شاعر التفاؤل والشباب وقهر الصعاب
- أبناء أبرار
- عيد الطبقة العاملة العراقية
- التاسع من نيسان : ماذا حمل للعراقيين ؟
- أما أن لهذا العنف أن يزول ؟؟
- التشخيص : قصة قصيرة
- شاعر شغل الناس
- أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية
- وجهة نظر
- احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية
- الى امرأة في بلادي
- الجثمان : قصة قصيرة
- بالاحضان يا عامنا الجديد
- الناس والكتابة
- لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
- اشهار ..قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- امرأة تكاد تسحق داخل سيارتها في الولايات المتحدة
- بعد تبرئة ألفيش من الاغتصاب.. تطورات جديدة في القضية
- بقصف مدفعي لـ-قسد-.. مقتل امرأة وإصابة طفلها ومواطنين آخرين ...
- ما هي خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر ...
- العثور على ملكة جمال ميانمار مدفونة تحت مبنى بعد محاولتها إن ...
- 800 دينار سجلي حالاً.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - الابداع النسائي والمعوقات