أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل محسن - عشر قصص قصيرة قبل الانفجار















المزيد.....


عشر قصص قصيرة قبل الانفجار


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 07:44
المحور: الادب والفن
    



الذئب – أهم مافي الكون التسامح والمحبة والود والوئام ولننس الماضي الحمل – وهل ستكف عن أكلي ؟
الذئب- حسنا , سأحاول البحث عن مايسد رمقي خارج المرعى لاتكن متشائم , وتطلع إلى اشراقة الحياة .

-------------------------------------
وصلنا غرفة العناية القصوى في المستشفى , كانت محاطة بالأسلاك الشائكة , وتبدو فوهات البنادق ظاهرة في كل الجهات .
الحرس – هنالك من يحاول اغتيال الوليد .
نحن- إنها ابنتنا , هذه أمها , سلموها لنا هي بأمان معنا .
الحرس- لا أسلحة معكم , اذهبوا سنتصل بكم .
سألتني الوالدة ونحن في طريق العودة
- لماذا لم تصرخ الطفلة وتبكي لحظة خروجها للحياة ؟

----------------------------------
ذهب إلى الوزارة مابعد السقوط 2003
الموظف السابق – أريد العودة للوظيفة
الموظفة المسؤولة – هل لديك تزكية من حزب ؟
الموظف السابق- آسف , لم انتمي لحزب البعث , هل لاتزال نفس التعليمات سارية المفعول ؟ وزارتنا خدمية لا يشملها التبعيث!.
الموظفة المسؤولة – أتحدث عن أحزاب هذا الزمان , ألا ترى القوائم ؟
الموظف السابق-آسف ثانية , لا افهم بالسياسة ولا بالأحزاب , ما العمل ؟
الموظفة المسؤولة –(اشكد قديم) , الناس معادن .. وعليك التكملة , افسح المجال لغيرك , وانتظر التعليمات .

--------------------------------------
العام 1975 , لبنان وحربه الأهلية , تنحدر بنا سيارة الأجرة الصغيرة نحو بيروت , وصلنا الكحالة , أعطاني الجالس جنبي قنبلة يدوية , نظرت إليه بدهشة , أجاب تساؤلي بقوله
أبو عماد – خوفا من الحواجز الطيارة .
أنا - ولكني غير منتمي لتنظيم !
أبو عماد – هنا القتل للطائفة وعلى الهوية .
- لا اشعر بعداء نحوهم .
أبو عماد – لاتقل لي انك سائح , اسحب الحلقة سريعا , سيهربون على الأكثر , .
بعد وصولنا بيروت كانت راحة يدي وأصابعي ملتصقة بالقنبلة , ومن حول الحديد تجمعت بضع قطرات من ماء مالح الطعم , مسحه أبو عماد بمنديله وأعاد القنبلة إلى مخبأها الجلدي , وودعني ضاحكا .

---------------------------------------
1987 شرق البصرة والحرب مشتعلة
امتلأت ساق الملازم فارس بالشظايا , فولاذ صغير اسود حاد الزوايا بمختلف الأحجام , مشرط الطبيب ومقصه اللاقط , يخرجهن من بين اللحم والجلد بلا تخدير , ويضعهن فوق قماشه بيضاء , الكبيرة استعصت على الخروج , أمسكت بذراعي الملازم وتركت فمه ينفتح على آخره , ولكنه لم يصدر صوتا , والطبيب يسحب سوادا فولاذيا غائصا في الأعماق , ضمدوه بعدها واحتفظ بالشظايا ليريها لزوجته , كان علي إيصاله إلى بغداد , طوال الطريق تناسى جراحه , واستغل جهلي ليستعرض معلوماته عن تاريخ البصرة القديم وأهلها , الصوفية ومسالكها , الحسن البصري وحواريوه , ثم أخوان الصفا .

---------------------------------
قالت له بسذاجة
هي - أليس هذا الذي يسيل دم احمر ؟
لم يجبها كانت سحنة وجهه تكتسب اللون الأصفر .
ساد بينهما السكون , وتحول الزمن إلى داكن ثم اسود .
احتضنها ثانية , هي فرصة قد لا تتكرر , وعند الفجر ستنشر الشمس أشعتها وسيأتينا الصباح باسما طائرا كحصان ابيض .
هو – سنمتطيه معا , ويحملنا بعيدا كشهاب , ثم نفتح أعيننا فلا وجود إلا لبحر ماء وسماء , لا نعرف أيهما يمنح الآخر لونه الأزرق .
هو ثانية – ثم يهبط بنا , حيث جزيرة العشاق باسقة أشجارها , ونتمدد معا فوق أرضها المكسوة بالعشب الأخضر .
صمتت هي , وتحسست بأصابعها لزوجة الدم , ثم رقبتها .

----------------------------------------
أحلام , لاتسرع أبدا , ولكنها تصل دوما , وتجلس أمامه بسمرتها الحالمة وابتسامتها الطفولية .
رب العمل – الوقت يدركنا يا أحلام , مايتبقى ساعات قليلة , وتعلمين أن عليك العودة مبكرة , لست كالذكور .
تصمت أحلام وتنهض , ويبدأ بسماع أصوات ماكنة الخياطة سريعة متوازنة, ثم تمر الأيام .
- جاءت أحلام للعمل بعد سنة من السقوط , وقد لفت رأسها بربطة لتخفي شعرها .
- جاءت أحلام للعمل بعد سنتين من السقوط , مرتدية الأسود , فقد قتل والدها .
- جاءت أحلام بعد ثلاث سنوات من السقوط , متثاقلة , خائفة , مصفرة الوجه شاحبة , ولكنها جلست خلف ماكنة الخياطة لتعمل .
- لم تأت أحلام بعد أربع سنوات على السقوط , وباع صاحب العمل الماكنة .

-----------------------------------
حاصرته الرشقات المتتالية من الرصاص , وهو أمام الدبابة الأمريكية , انبطح مابين الشارع والرصيف يتلوى , حاول النهوض بعد حين , كانت أجزاء من رجله اليمنى قد تطايرت , زحف قليلا يرسم خيط الدم على الإسفلت , هدأ صوت الرصاص , وأضيفت لساقه قطع من البلاتين .

-----------------------------------------
شذى تنتظر , وسعد ارتحل لبنغازي للعمل , يرسل لها من حين لآخر كلمات الصبر والأمل وخطط المستقبل .
خرجت هي الأخرى للعمل , لا تجربة ولا شهادة ولا حرفة , بل فتنة خارقة الجمال , تسبق رغبتها للعيش الكريم , والتمتع كالأخريات , تنقلت بين عدة محال ومشاغل , كانت الذكورة والفحولة تبرز لها من بين الجدران ومن تحت الملابس ,ذهبت للاحتماء عند صديقة لها خبرت الحياة .
الصديقة – الحل بيدك .
شذى – ما العمل ؟
الصديقة – المتعة لك وللآخرين .
انقطعت أخبار سعد , كما تزوجت شذى , بعد اكتسابها الخبرة والدراية .

-------------------------------------
بعدما سمعهم يتحدثون عن العبوات بمحبة وشغف ... تمنى هو شخصيا أن ينفجر .

جميل محسن
---------------------------------------
--------------------------------------



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتلة تصحيح المسار والاقتصاد العراقي... قراءة اولية
- قصص قصيرة جدا ... من الشارع العراقي
- قصص قصيرة جدا ..... للعراقيين فقط
- لحية كالديرون وضحالة تفكير الراسمالي
- السيادة العراقية .. ! شمالا حيث الجبال
- مغنية وغيفارا ... مثالية او مادية؟
- مباراة العراق والصين ,,,, ملاحظات ادارية
- منتخبا العراق ومصر بكرة القدم ... نحو كأس بطولة القارات 2009
- دعوة لوحدة اليسار العراقي .. ام للبحث عنه ؟
- اتفاقية الجزائر بين العراق وايران ... والمزايدات السياسية
- بلير يتحول للكاثوليكية ! افهم دي ازاي؟
- شافيز 2050
- مليارديرات العرب محليا وعالميا
- بين يونس محمود وياسر القحطاني ... هذا الحكم ماليزي!
- للبيع والتصدير معلبات من نفط كردستان العراق
- مباحثات ديون الكويت فشل سياسي للقيادة العراقية
- انتخابات الرئاسة اللبنانية .... وطريق الجلجلة
- ماينقص العراق .... قوات ردع ايرانية !؟
- شذى حسون , حلم عراقي اخر يتبدد
- لماذا تصمت كفاح الشعب؟ لقاء مع ابو شاكر ج2


المزيد.....




- مكسيم خليل يروي كيف اتهمه نظام الأسد بتهريب السلاح
- الإخبارية السورية تكشف تفاصيل خطيرة حول التطورات الدموية في ...
- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل محسن - عشر قصص قصيرة قبل الانفجار