سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لندن 18.05 .2008
قد تبدو الأمور ، يسيرةً تماماً ، لدى حسَني النيّةِ ، أمثالكَ ، أيها الصديقُ الكريمُ ، الشاعرُ في الأيام الأولى ، أيامَ كان الوردُ على الجبين !
أنت تحاولُ ، في طيبةٍ لا حدَّ لها ، أن توفِّقَ بين المثقف والسياسيّ .
ليس من إشكالٍ هنا .
السياسيّ ( على انحطاطه ) ، هو مثقفٌ على طريقته .
من هنا ، كان سعيُكَ مشكوراً ، لكنه بلا جدوى .
إذ أن السياسيّ الفعليّ اليومَ ، أي هذا النمط من المثقف ، هو في خدمة الاستعمارِ ، يتولّى قتلَ أبناءِ الشعب بُغْيةَ إخضاعِ العراق للمحتلين الأميركيين .
السؤالُ : لِمَ كلّفتَ نفسَكَ كتابةَ الصفحاتِ كلِّها ؟
أنا أراهِنُ على طِيبتِكَ ، يا صديقي البعيد حسن الخياط .
*
هل تسمح لي بأن أضعَ الأمورَ كما أراها ؟
أنا متأكدٌ من ذلك ، اعتماداً على سماحةٍ أتذكّرُها .
*
يا عزيزي حسن
ليس من لقاءٍ بين السياسيّ المجرم ( من مِثل ساكني المنطقة الخضراء ) ، وبين المبدع .
لقاؤهم مع المثقف التابع .
أمّا المبدعُ ، فإن سبيله آخرُ .
المبدع لا يساوِمُ ، لأن الفنّ ، بطبيعته ، لا يساوِم .
الفنُّ حلمٌ بعالَمٍ نقيّ ، جميلٍ ، مساواتيّ ...
عالَمٍ من نساءٍ ورجالٍ أحرارٍ .
عالَمٍ ليس فيه مكانٌ للاستغلال .
عالَمٍ بلا رأسماليين .
ولا أسلحة .
*
يا عزيزي حسن
العراقُ مستعمَرةٌ . والعلاقةُ الممكنةُ الوحيدةُ هي بين المبدعِ ، والسياسيّ الرافض ، لا السياسيّ الراكع !
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟