زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:50
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
وردة يانعة تزهو بين كل الورود ، تلك التي نضعها فوق قبر الشهيد قاسم ، المذبوح في زمن القحط .
وردة لم يزل رذاذ مياه شط الحلة يتبعثر فوق اوراقها ، لعلها ترطب وجع ايامه وعذاباته التي كابدها كل تلك السنين .
وردة من عروق المتعبين وجباه الجائعين تشبه خوص النخل في الهاشمية ، أو عند تخوم الدبلة والمحاويل ، أو عند مداخل نهر الفرات حين يفارق السدة من عناق .
لن نأتي بأكليل من الورد حتى يتلون لك طريق المقابر ، فقبلك كان وضاح يضيء الطريق ، وأنتم من يلون طريق العراق الى الحلم .
الحلم الذي طالما راود الالاف من ابناء العراق .
حالمين بالخبز للفقراء والكرامة للأنسان وبيوت لمن لايملك سقف يحميه وكلمة محبة .
يحلمون ويحلمون ويتحملون ضريبة ذلك الحلم الذي يكبر كلما اتسعت احلامهم .
17/5/2004 لم يكن رحيل فقد قطعت المسافة ما بين الحلم والرحيل لتلقي بحملك فوق احمالنا .
لم تكن ذكراك الرابعة ياقاسم عبد الأمير عجام أيها المتشظي في قلوب الطيبين مثل باقي الذكريات ، فقد كانت الأولى وستبقى .
وردة نابتة تلون احلامنا وأيامنا القادمة .
وردة في سماء الحلة تتقمص شكل الطيور المحلقة فوق بساتين القاسم ونارالشوملي والسدة وجسر المسيب .
وردة كان لها لون الحلم الذي ابتدا من بابل وسومر ولن ينتهي الا حين نمنح عصافيرنا الامان فتحط على ايادينا تلتقط الحب والمحبة .
لم تزل تحلق روحك فوق سماواتنا حزينة منكسرة على أيامنا المنكسرة .
لم تزل روحك ايها المرتفع دائما مشغولة بنا ونسيت أن تأخذ منا وردتنا الطرية
سنضعها اذا فوق كومة من عذابات الناس ، فقد نذرت لهم روحك التي اخذت لون الورد .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟