أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شحات ديسطى - لقاء














المزيد.....

لقاء


محمد شحات ديسطى

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 07:04
المحور: الادب والفن
    


على الدرب الطويل تقابلا بعد سنوات من الإغتراب .... قد كانا كيانين فى قلب واحد ..عقل واحد ..تذكرا أيام صباهما ..... عندما تركا ما يفعله الرفاق من نفس الجيل وانطلقا إلى الفضاء الرحب البعيد .. ليعبوا من رحيق البراءة والطهر ... لم تكن تشغلهما فى ذلك الحين مشاكل كثيرة سوى أن يعيشا اللحظة بكل ما تحمله من تلقائية ..... كل منهما يحلم بأن يملأ الأرض خيراً وعدلا ... ففى قلب كل منهما حباً يملأ الكرة الأرضية ... كانت المرأة تمثل لهما كائناً مقدساً محاط بهالة من نور ... فهى وإن كانت ألهبت أحاسيس جيلهما إلا انها لم تزدهما إلا رقة وعذوبة ... كانهما طائران محلقان فى الفضاء ...
كان اللقاء حاراً ...كل منهم يفرغ للآخر معاناته وآناته ... أصبحا كهلين فى سن الشباب ترهقهما الأفكار ...... ممارستهما للحياة بكل ما فيها من قسوة أشعرتهما بالأغتراب وسط الناس ... ورغم أن أحدهما اندمج فى الحياة بعض الشىء ويفخر بتوازنه فيها ...ظل الأخر كما هو يعيش فى داخله ولا يخرج عن إطاره ... إلا أن المشترك بينهما مازال الصراع الأزلى بين الإنسان بمادياته والإنسان المثل داخل كلا منهما ..... تناولا قضايا عديدة .......كل منهما لايحمل همومه فقط بل يحمل هموم الكرة الأرضية... سرعان ما أذابت حرارة اللقاء المشاكل والهموم ـ ففى لحظات التوحد والصفاء تذوب الهموم ـ ... تطرقا إلى علاقاتهما بالكائن النورانى اللذان كم حلما به ....لكن المحصلة النهائية لكلاهما الفشل ... رغم ايمان كلا منهما بصدق تجربته .....أخذا يستخلصا فلسفاتهما فى هذا الشان ... من على صواب ومن على خطأ ...العيب فى المرأة أم فى الواقع المادى أم فيهما ...على الرغم أن الموضوع لم يخرج عن كونه تجربة محدودة .....إلا أن قناعتهما الأساسية مازالت هى إحترام هذا الكائن النوارانى ... وأن الفشل لا يعدو أن يكونا هما السبب فيه ....على الدرب تقابلا مع زميلهم الجامعى ... الذى ملأ الجو مرحاً ....فقد عُرف عنه شغفه بالحياة وبكل ما فيها ... فهو متجاوب مع الوسط الحياتى الذى يحياه .... اشترك معهما فى حوارهما ... إلا أنه شعر بالنقص تجاهما بعدما رأى منهما المعرفة والنضوج الفكرى ... وهو المفروض أن يكون مثلهما ... أراد أن يعوض نقصه ....وأخذ يروى لهما عن تجاربه الحياتية وهو المتمرس بها....وعزف لهما على وتر المرأة ... وهو الذى يعرف مدى حساسيتهما تجاه هذا الموضوع ... أخذ يروى لهما قصص الهوى واللهو المباح والغيرمستباح.... وهما لا يصدقان ما يسمعان وإن كان أحدهما توقع ذلك فلم يكن ذلك غريبا عليه وإن لم يجربه أما الآخر كانت الصدمة كبيرة عليه ... أبكل هذه البساطة تكون الحياة ... تحطم الصرح المقدس أمامه ...أنطلقوا فى صمت كل منهم أصابه الذهول وكل منهم تلح عليه الأسئلة وحسد الآخران ...فهذا يحسده الآخران لأنه يمثل النموذج الأمثل للحياة .... ولكنه يحس أنه غريب ومنبوذ فى هذه الحياة فتجاربه البسيطة والضيقية وضعته فى مكان ضيق فى هذا العالم الرحب .... والآخر محسود أيضاً فرغم أنه يعيش حياة وسطية إلا أنه شعر بأنه مسخ ليس له لون محدد ..وإنه كريشة معلقة فى الهواء لا تعلم على أية جهة تستقر .....أما الأخير فلا يحرم من الحسد أيضاً لخبرته الواسعة فى الحياة ولكنه يحس أنه أدنى منهما شأناً ونضجاً ... تفرقوا وكل منهم يشعر أنه لم يجن شىء فى حياته .........مط ثلاثتهم الشفاة وتساؤل يلف رؤسهم وعقولهم تساؤل وحيد يلح على أذهانهم جميعاً أيهم أكثر قدرة على مواصلة الحياة ... ؟!! ودون استئذان تفرقوا...



#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرق الثقافة
- رسالة إلى صديقى المبدع
- قصة داعية
- صحيفة الحوار المتمدن نموذج الحرية المتعين فى الواقع العربى
- الساق صاحبة الكرامات ...!!!
- المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة
- عبد الكريم نبيل سليمان بين حرية التعبير والمراهقة الفكرية
- هل الإخوان سبب فساد الحياة السياسية المعاصرة ؟؟
- الرجل والكرسى
- الفقراء لا يدخلون البرلمان
- إطلالة على المشهد الانتخابي المصرى
- الوعى فى مواجهة الثقافة السمعية
- السقوط المبين للإخوان المسلمين
- الوعى المفقود


المزيد.....




- رحيل الممثلة البريطانية ماغي سميث عن 89 عاماً
- طارق فهمي: كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة مليئة بالروايات ا ...
- وفاة الممثلة البريطانية الشهيرة ماغي سميث
- تعزيز المهارات الفكرية والإبداعية .. تردد قناة CN العربية 20 ...
- بسبب ريال مدريد.. أتلتيكو يحرم مطربة مكسيكية من الغناء في ال ...
- إصابة نجمة شهيرة بجلطة دماغية خلال حفل مباشر لها (فيديو)
- فيلم -لا تتحدث بِشر- الوصفة السحرية لإعادة إنتاج فيلم ناجح
- قناة RT Arabic تُنهي تصوير الحلقات القصيرة ضمن برنامج -لماذا ...
- مسلسل حب بلا حدود 35 مترجمة الموسم الثاني قصة عشق 
- نضال القاسم: الأيام سجال بين الأنواع الأدبية والشعر الأردني ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شحات ديسطى - لقاء