أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور الصفوات في الصراع الاجتماعي














المزيد.....

دور الصفوات في الصراع الاجتماعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لايمكن أن يحدث التناحر أو الصراع داخل المجتمع دون وجود نخب تعمل على حقن وجدان الفئات الاجتماعية بالشعارات العاطفية والإنسانية لتحفيز رواسبهم الكامنة وزجهم في الصراع مع الفئات الاجتماعية الأخرى لتحقيق أجندتها السياسية. والنخب السياسية في الغالب تكون تكون من صفوات المجتمع التي تتمتع بنفوذ (ديني، اجتماعي، مالي، وسياسي) في الأوساط الاجتماعية وقادرة على توجيه الفئات المُغيبة عن حقيقة الصراع بالاتجاه الذي يخدم مصالحها.
ويبرز دور الصفوات أكثر في المجتمعات المتخلفة التي مازالت ترزح تحت ظل القيم المتخلفة المكرسة لمفهوم الراعي والقطيع في ذهنية العامة من الناس الذي يفتقدون للثقة بالنفس ويشعرون بالعجز الدائم على العيش كذوات مستلقة في إدارة شؤونهم في الحياة دون وجود راعي يتولي ذلك ويفرض عليهم الطاعة والإذعان تارة عن طريق كسب عواطفهم وتارة أخرى عن طريق القوة والعنف.
يقول ((باريتو))"إن حركة التاريخ تستند لصراع الصفوات ودورتها ووجود الرواسب والعواطف الكامنة في الذات الإنسانية، فحين تفقد قدرتها على السيطرة بالشعارات الإنسانية والعاطفية على العامة من الناس تلجأ إلى استخدام العنف لفرض إرادتها عليهم".
إن الصراع بين الفئات الاجتماعية هو انعكاس لصراع وتقاطع مصالح الصفوات ذاتها، والصراع بحد ذاته تقاطع بالرؤى وبالتالي بأسلوب التفكير الذي يؤطره منهج يستند لرؤية تعبر عن مصالح فئة اجتماعية ما أو أشخاص محددين من ذات الفئة ومتضاربين بالمصالح المختلفة.
أي أن جوهر الصراع يستند لمصلحة لأشخاص لذات الفئة الاجتماعية أو بين صفوات من فئات اجتماعية متباينة فالمكاسب الناتجة عن الصراع تحصدها الصفوات والخسائر من نصيب العامة من الناس، لأن الأولى تحتكم لعقولها في إدارة الصراع والثانية تحتكم لعواطفها للمشاركة في الصراع.
يعتقد ((باريتو))"أن الصفوات تستغل الطبقات الدنيا للمجتمع عن طريق إشباع عواطفها الكامنة بالوعود لتحافظ على سلطاتها أو تكسب سلطات جديدة تفرض من خلالها المزيد من الهيمنة والتحكم على الطبقات الدنيا".
إن التطورات الهائلة التي طرأت على المجتمعات البشرية لم تنعكس على الصفوات وحسب، بل طالت الفئات الاجتماعية الدنيا فبرزت فئة جديدة متسلحة بالعلوم والثقافة واكتسبت سمات مقاربة للصفوات التقليدية. وأصبحت تطالب بنصيب ما في السلطة فلم تعد الأساليب الديماغوجية للصفوات التقليدية مجدية في التحكم بعواطف ورواسب الفئة الجديدة.
وعلى الضد من ذلك أصبحت الفئة الجديدة تهدد مصالح الصفوات التقليدية على المدى البعيد لذلك عمدت على استيعابها من خلال تقسام المصالح معها لإبقاء سيطرتها أطول فترة ممكنة على الفئات الاجتماعية المُغيبة.
يعتقد ((باريتو))"أنه إذا لم تجد الصفوات الحاكمة الأساليب المناسبة لاستيعاب الأفراد ذوي الطاقات الاستثنائية والبارزة من الطبقات المحكومة في الظرف المناسب فستحدث خلخلة في النظام السياسي والاجتماعي بسبب قدرة الصفوات الجديدة على إحداث صراع اجتماعي جديد يطيح بالصفوات الحاكمة لتولي السلطة".
إن أي نخبة جديدة (علمية، ثقافية، اجتماعية، ومالية...) تبرز في المجتمع تسعى لتحقيق مصالحها من خلال المطالبة بدور ما (حتى لو كان هامشياً) في إدارة شؤون الدولة والمجتمع طالما أنها قادرة على تأجيج عواطف الفئة التي تمثلها من المجتمع وقادرة على زجها في الصراع الاجتماعي لإجبار السلطة على تلبية مطالبها.
لذلك تعمد السلطات المستبدة وغير الراغبة في مشاركة الآخرين لها في صناعة القرار السياسي والاجتماعي على إضعاف كافة النخب في المجتمع والتعاطي بقسوة وعنف مع النخب التي تحظى بقدر من التأييد والتعاطف الاجتماعي.
وبخلافه في المجتمعات المتحضرة فإن السلطة تسعى لتشجيع الفئات الاجتماعية على تأسيس منظمات المجتمع المدني لإبراز نخبها بغية إشراكها في صناعة القرار السياسي والاجتماعي، لأنها تجد سهولة في التعامل مع نخب الفئات الاجتماعية دون إضطرارها للتعامل مع كافة مكونات الفئات ذاتها لإحكام سيطرتها على المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آليات الحراك الاجتماعي
- المطالب الاجتماعية والأهداف السياسية
- تداعيات انهيار النظام الاجتماعي
- تأثير الظاهرة في النظام الاجتماعي
- آليات تطبيق العقد الاجتماعي والسياسي
- العقد الاجتماعي والسياسي بين الدولة والمجتمع
- النظام الاجتماعي
- تأثير الرواسب الكامنة في النظام الاجتماعي
- ماهية الرواسب الكامنة
- ماهية الفعل الاجتماعي
- مهام علم الاجتماع
- علم الاجتماع
- عناصر المجتمع
- الحكومة العقلانية
- أنماط السلطة السياسية
- السلطة والقيادة
- السلطة السياسية (المهام والأداء)
- الدولة والمجتمع
- الدولة والمواطن
- مفهوم الدولة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - دور الصفوات في الصراع الاجتماعي