أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم إستنبولي - نيكـولاي غوميليف















المزيد.....

نيكـولاي غوميليف


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 709 - 2004 / 1 / 10 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


إعداد و ترجمة  د . إبراهيم استنبولي   
ولد في كرونشتاد [1][1] . مات في بلدة  بيرنغاردوفكا بالقرب من بطرسبورغ  .  الشاعر ، الذي كانت أسطورة حياته  واقعية إلى حد كبير ،  ولعبت دورا في تكوين مجده لا يقل أهمية عن  شعره .  ابن لمهندس عسكري ـ بحري ، تلقى تربية في مدرسة مدينة تسارسكوي تحت إشراف اينّوكينتي انّينسكي . درس الفلسفة في جامعة بطرسبورغ وفي باريس من عام 1907 حتى عام 1914 .  الزوج الأول للشاعرة آنّا آحمادوفا . قام بالترحال في أفريقيا ، الشرق الأوسط ، إيطاليا . تطوع للخدمة أثناء الحرب العالمية الأولى ، خدم في البعثة الروسية في باريس .  بعد عودته عام 1918 إلى روسيا ،  ترأس  مع  م . غوركي  تحرير مجلة "  الأدب العالمي " ، ثم اصبح رئيساً لاتحاد الشعراء لعموم روسيا  بعد بـلوك .
 حسب تعبير بلوك الشهير ، إن شعر غوميليف يشبه بعض غبار البلدان البعيدة ، التي بقيت محفوظة بشكل عجيب على مدية .  على صور الشاب غوميليف تلاحظ كبرياء مراهق ديناميكي يحاول إخفاء عدم الثقة ، ويسعى للظهور اكبر واكثر خبرة مما هو في الواقع . إن مثل هؤلاء الأولاد يقتربون من مجسم الكرة الأرضية  كما يتحسسون جسد المرأة الحبيبة .  هكذا هي نفسية ذي الخمسة عشر ربيعاً ، الضابط للابد .
كوبر ، ماين ريد ، ستيفنسون  ، كيبلينغ ، رامبو ، نيتشه والفلسفة الشرقية ـ هذه هي مكونات الرومانسية عند غوميليف .  مع التشديد على الشعر الرجولي  .
لقد احب غوميليف ، كما الطفل ، أن يترأس شيئا ما .  وقد ترأس غوميليف حركة الكماليين[2] ، واضعا الدقة ، الوضوح والتحديد  في وجه الرمزية ، التي اعتمدت الغموض المقصود بشكل مهني . لكنه ، أي غوميليف ، كما الرمزيين ، كان ينزلق أحيانا إلى بعض العلو  والجمالية الزائدة . لا يوجد عند غوميليف اشعرا متوسطة ـ إما سيئة للغاية ،  إما روائع  .
إن غوميليف ، الذي كان قد تنبأ بموته في قصيدة  "  العامل " ، تم إعدامه رميا بالرصاص لمشاركته في مؤامرة الثورة المضادة . يُقال انه قبل الإعدام راح يغني " الهي ، احفظ القيصر " ، على الرغم من انه لم يكن ملكيا أبدا. ( وفق شهادة الأب الكسندر تورينتسيف ، في أحد الأيام ظل جالسا وبصق الشمبانيا عبر كتفه ،  في حين أن الجميع قفزوا واقفين عند شرب نخب الإمبراطور ـ القيصر ) . لقد تصرف غوميليف مع جلاديه كما لو انه متآمر حقا ـ  بفخر ،  وباستهزاء .  فيما بعد تبين انه لم يشترك  و لا في أية مؤامرة .
بعد انتولوجيا يجوف و شاموريف ( 1925 ) لم تعاد طباعة كتب غوميليف ، لكن كان من الممكن اقتناؤها في محلات بيع الكتب المستعملة وعن طريق الطباعة الذاتية . وقد روى لي رئيس تحرير مجلة " اغانيوك " ـ الشعلة ، كم كانت دهشته كبيرة حين قام المنظر الإيديولوجي الكبير في الحزب أيغور ليخاتشوف ، وهو في مكتبه في اللجنة المركزية ، باطلاعه على مجلد أنيق لأعمال غوميليف . وفقط خلال مرحلة غورباتشوف  ، تمت إعادة النظر في "  قضية غوميليف " وتم سحب التهمة الموجهة إليه بخصوص التآمر مع القوى المعادية للثورة ، مما سمح ببعث أشعاره ،  فأصبحت في متناول جمهور القراء ، لكن دون أن يبعث ذلك المؤلف .
 
 
( يفغيني يفتوشينكو)
 
 
الحــاسة الســـادسة
 
رائع لدينا الخمر الذي نحب
والخبز الطيب لأجلنا يصنع في الفرنْ ،
والمرأة ، التي خُلقت ،
بعد عناء ، كي نهنأ نحنْ .
 
ماذا نفعل نع الفجر الورديّ
في أعلى السماوات الباردة ،
حيث الصمت وهدوء غير دنيوي ،
ماذا نفعل بالأشعار الخالدة ؟
 
لا تُؤكل ، لا تُشرب ، لا تُلْثَم .
تهرب اللحظة من غير رجعة ،
بينما نحن ، من جديد ، نفرك أيدينا
مقدر لنا السير بمحاذاة ، بلا وقفة .
 
كما الصبي ، ألعابه وقد نسي ،
يتطلع حينا إلى حمام الصبية
و ، دون أن يعرف عن الحب أي شيء ،
راحت تعذبه رغبة غامضة .
 
كتلك الحشرة الزاحفة يوماً
على ذيل فرس أشعر ،
تشهق مدركة عجزها
إذ تحس بالأجنحة التي لم تظهر  .
 
هكذا ـ أقريبا ، يا رب ؟ ، قرنا بعد قرن ،
بفعل مشرط الفن والطبيعة ،
ستصرخ الروح ، والجسد يئن
فيخلق عضو الحاسة السادسة  .
 
1921
 
 
مصــــــــــــــر
 
كما اللوحة في كتاب قديم ،
تؤنس  مسا آتي ،
تلك السهول الزمر دية
و مراوح النخيل المترامي الأغصان.
 
قنوات ، قنوات ، وقنوات ،
بمحاذاة الجدران الطينية تجري ،
وهي تروي صخور دمياط
برذاذ  زهريٍّ  من الزَبَدِ  .
 
و تلك الجمال المُضحكة ،
 بجسد السمك ورؤوس الأفاعي ،
كالعجائب القديمة ، الضخمة ،
من أعماق البحار المزركشة .
 
هكذا مصرَ أنت سترى  
في الساعة  المقدسة ثلاثاً ، حين
تشرب الشمس نهار الإنسان
و ،  كالساحر ،  يتبخر الماء .
 
إلى أشجار الدلب المزهرة
تأتي ، كما مشى مِن قبْلك
هنا حكيم ، وهو يحاكي الأزل ،
وقد احب الطيور والنجوم إلى الأبد .
.....
 أو الماء يضج باستسلام
بين  النواعير الثقيلة ،
أو أبيس الأبيض كالثلج يئن ،
وقد أدمته سلاسل الورد .
 
هل ذاك نظرة ايسيدا الخيِّرة
أم لمعان القمر الطالع ؟
لكن انتبه ! تنهض الأهرامات
أمامك ، سوداء ومرعبة .
 
جلس ، يحرس المكان المقدس، أبو الهول
وهو يرنو مع ابتسامة من   علُ ،
بانتظار ضيوف من الصحراء ،
الذين لا تعرفهم أنت  .
...
 
هناك ، بعد أن ترى النهر في الصحراء ،
ستصرخ أنت : " لكن هذا حلم !
أنا لست مكبلاً إلى قرننا ،
طالما أني أرى منذ القدم  .
 
أليس على مرأى مني ،  منفذين
أوامر الفراعنة ، العبيد  العراة
حملوا الحجارة  في الصحراء ،
ليشيدوا هذه الأعمدة ؟
 
.....
 
أليس أمامي  ، بعد مئات السنين ،
غنوا للتمساح أهازيج ،
حلقات الكهنة الراقصين
وركعوا قدام أبيس ؟ 
 
و انطونيو الحبيب مُنتظرة ،
وقد رفعت عينين كبيرتين ،
راحت  تحسب في النيل كليوباترا
السفن العابرة  " .
 
لكن كفى ! أانت  تريد 
العيش للابد بين الأفراح القديمة ؟
و إنك غير سعيد بهذه الليلة
و بأزهار اليوم غير سعيد ؟
 
وعلى المدرجات المكشوفة الباردة
تنظف النسوة ذهب الجدائل  ،
وتطعم صديقاتها السود العيون
العنبر ومربى  من الورود .
 
والمشايخ يصلّون ، عابسين ، جاديّن ،
وقد وُضِع أمامهم القرآن ،
حيث الرسوم الفارسية ـ
كما الفراشات من بلاد خرافية . 
 
ليس عبثا انه في البلاد قيل 
مثلٌ  في كل العالم  انتشَرَ :
ـ من جرّب الماء من النيل ،
سيسعى دائما إلى القاهرة .
 
ليكن السادة هنا ـ هم الإنكليز ،
يشربون الخمر ويلعبون الفوتبول
والخديوي في ديوانه العالي
لم يعد للعنف المقدس قبول !.
....
....
 
إذا حط بالقرب لَقْلَقٌ تائه
وبنى عشا في حقلك ،
اكتب رسالة بالإنكليزية
واربطها تحت جناحه .
 
في الربيع ، على ورقة أوكاليبتوس ،
لو عاد اللقلق إليك ،
ستستلم تحية من مصر
من أولاد الفلاحين المرحين .
 
1918 ، 1921
 

[1][1]  كرونشتاد
[2]   من الكلمة اللاتينية akme  ـ أعلى درجة لشيء ما ، القوة المزدهرة . حركة أدبية روسية منذ عام 1910 ، من ابرز ممثليها : غوميليف ، آحمادوفا ، ماندلشتام ، غوروديتسكي .. دعت الحركة إلى تحرير الشعر من الرمزية والغموض وطالبت بالعودة إلى العالم المادي ، إلى الطبيعة .. لكن مع الحفاظ على الجمالية والموسيقى .. المترجم



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة الأمريكية والهيمنة على العالم
- مبادئ الحرب الإعلامية
- دروس من التاريخ : من الوثائق السرية للجنة المركزية للحزب الش ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم إستنبولي - نيكـولاي غوميليف