أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - آليات الحراك الاجتماعي














المزيد.....

آليات الحراك الاجتماعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 08:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الكائنات البشرية المنضوية تحت النظام الاجتماعي ليست كائنات جامدة الحركة أو حركتها بفعل آلية محددة، إنها كائنات عاقلة تؤثر (سلباً أو ايجاباً) في النظام فقد تتوائم معه أو تحدث تغيراً فيه ليكون متوائماً معها. النظام الاجتماعي يمكن تشبيهه بالمرجل الذي تتفاعل فيه كل المكونات والعناصر لإعادة تشكيل المادة، فكل منها يترك أثره وفعله في تصنيع المادة وللعوامل الخارجية تأثيرها أيضاً.
لذلك فإن السلطة التي تسعى لتقييد النظام الاجتماعي بتوجهاتها السياسية إنما تسعى لتقييد حركة مكوناته البشرية، أي تثبيط الحراك الاجتماعي وتوجيهه وفقاً لأجندتها الذاتية. وبما أنه حراكاً ديناميكياً غير محدد الفعل والتوجه، فليس من السهولة تقييده لكن قد تشله قيود ومحددات السلطة.
لكن هذه الآلية القسرية لشل الحراك في النظام الاجتماعي لاتدوم طويلاً لأن لعناصر ومكونات النظام طاقة تحتاج إلى تصريف عبر الحراك الاجتماعي وإلا فإنها تصبح طاقة كامنة تبحث عن متنفس لها، فإن حجبت متنفسات النظام الاجتماعي يصبح عرضة للانفجار عبر ثورات وعصيان مدني ضد السلطة المستبدة.
وبالتالي يؤدي لخلخلة أسس النظام لتعم الفوضى والخراب في المجتمع فتفرض كائنات قاع المجتمع سطوتها على الواقع الجديد، ليرتد المجتمع نحو غياهب التاريخ وتضيع كافة الجهود التي بذلت عبر التاريخ للارتقاء بمدنية المجتمع.
يعتقد ((جيرار مندل))"أن كل ثورة أو انتفاضة على واقع اجتماعي منبوذ، تتطلب تشخيص الواقع بشكل عقلاني من خلال صورة الأب لارتباطها في اللاوعي الجمعي وإلا فإنها عرضة للانزلاق في الانتقام الأعمى والانحياز الفردي والجماعي والعدمية. فكل حركة تغيير ثورية لابد أن تحتمي بميراث الأب (العقلانية، الحرية، والإنضباط) للارتقاء بواقعها الاجتماعي لواقع أفضل. لذلك عليها أن تكون صورة للأب، وتحتكم لقانون ومنهج وتتطلع نحو المستقبل لترتقي بالإنسان لمراتب أسمى".
لايقتصر الجمود الذي يطال النظام الاجتماعي على الإجراءات القسرية للسلطة المستبدة وإنما قد يحدث بفعل عوامل اجتماعية أخرى تقيد حركة تعاقب الأجيال داخل النظام فتتصارع ليس بدوافع سياسية أو اقتصادية وإنما بفعل الرواسب الفطرية الكامنة في لاوعيها (كالبقاء للأقوى والأصلح).
أما التفسير الواعي لصراع الأجيال داخل النظام فيعود لتلكأ الشيوخ في الخروج من ساحة الصراع وتعجل الشباب الدخول إليها. لأن المجتمع ذاته يفتقد لآلية إنسانية تحتفي بالنخب العلمية والثقافية المتعاقبة، فالسمة السائدة هي الاقصاء والعنف بأشكاله المتعددة لفرض الإرادة على الأخر.
يقول ((ليستر ثورو))"أن صراع الطبقات الجديد سوف لن يكون بين الأغنياء والفقراء، وإنما بين الشباب والشيوخ".
إن حراك مكونات المجتمع داخل النظام بوسائل سلمية، يعد حراكاً مشروعاً لتطوير النظام ذاته شرط عدم أتباع آساليب عنفية لفرض الإرادات على الآخرين وبخلافه يفترض بأجهزة الضبط والتحكم للسلطة القيام بواجبها للحفاظ على النظام.
الحراك الاجتماعي السلمي يجب تشجيعه لأنه يقوي الصلات والروابط الإنسانية بين المكونات الاجتماعية ويبتكر آساليب جديدة لتطوير النظام الاجتماعي ليستغني تدريجياً عن أجهزة الضبط والتحكم التي تستنفذ الموارد المالية للمجتمع لاستثمارها في التنمية ورفاهية الإنسان.
يرى ((دوركيم))"أن محاولة الفرد للانتقال من طبقة اجتماعية لأخرى يتطلب استعدادات ذاتية واجتماعية أهمها تلاشي التناحرات بين الطبقات أوعلى الأقل تضاءلها لدرجة ملحوظة".
إن تدخل السلطة المستبدة بشكل مباشر في الحراك الاجتماعي وفرض إرادتها على مكونات المجتمع يؤثر سلباً على تعزيز النظام الاجتماعي، فمهمة أجهزة الضبط والتحكم الحفاظ على النظام وتعزيزه وليس التدخل في الحياة الشخصية للأفراد وفرض إرادة ونهج السلطة عليهم.
إن من احدى مهام السلطة وأجهزتها توفير الحرية اللازمة لكافة مكونات المجتمع في حراكها السلمي باعتباره حقاً مشروعاً من حقوق المواطنة مقابل التزام المواطن بالواجبات تجاه الدولة. الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطالب الاجتماعية والأهداف السياسية
- تداعيات انهيار النظام الاجتماعي
- تأثير الظاهرة في النظام الاجتماعي
- آليات تطبيق العقد الاجتماعي والسياسي
- العقد الاجتماعي والسياسي بين الدولة والمجتمع
- النظام الاجتماعي
- تأثير الرواسب الكامنة في النظام الاجتماعي
- ماهية الرواسب الكامنة
- ماهية الفعل الاجتماعي
- مهام علم الاجتماع
- علم الاجتماع
- عناصر المجتمع
- الحكومة العقلانية
- أنماط السلطة السياسية
- السلطة والقيادة
- السلطة السياسية (المهام والأداء)
- الدولة والمجتمع
- الدولة والمواطن
- مفهوم الدولة
- النظام والقرار السياسي


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - آليات الحراك الاجتماعي