أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس محمد ابو عرقوب - القتال على التهدئة















المزيد.....

القتال على التهدئة


أنس محمد ابو عرقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة: انس محمد أبوعرقوب صحافي مختص في الشؤون الإسرائيلية
رون بن يشاي المحلل العسكري في معاريف

على نحو ما أنهى عليه حزب الله حربه الأخيرة مع إسرائيل، تسعى حماس جاهدة لإنهاء هذه الجولة من القتال بإستعراض دموي وثم إدعاء النصر.على غرار صنيع حزب الله في حرب لبنان.
لهذا، في الفترة الواقعة بين زيارة بوش حتى الإتفاق على التهدئة يتوجب على المدنيين من كلا الجانبين دفع الثمن.
يمكننا المجازفة وتوقع أن تسود "التهدئة" خلال الأسابيع القادمة على الجبهة في غزة.
لكن قبل أن يتوصل الجانبين إلى وقف لأطلاق نار مؤقت ،وقبل أن يرى هذا الوقف لإطلاق النار النور ،علينا ترقب جولة تصعيد جديدة في القتال في الجنوب إنه."القتال على التهدئة"-هذا ما يمكن إعتباره الجولة العنيفة التي بواسطتها سيحاول كما يبدوا كل من حماس وإسرائيل أن يفرض على الآخر شروط عشية التهدئة.
المنظمات الفلسطينية ستحاول إثبات أنهم قبلوا بالتهدئة من موقع القوة ،وأن إسرائيل خضعت لضغطهم العسكري.لهذا،فكلما إقترب وقف إطلاق النار ،فإنهم سيكثفون عمليات إطلاق الصورايخ وقذائف الهاون ،سينظمون مسيرات بإتجاه المعابر ويحاولوا تنفيذ عمليات عابرة للجدار .الجيش الإسرائيلي سيحاول من جانبه أن يحبط كل هذا، بالتوازي مع ضربات مؤلمة حتى ينصاع الطرف الآخر لمطالبه.

وهنا يجب الانتباه أنه ليس المقصود حاليا ب"معركة كبيرة"التي خلالها من المفترض أن يدخل جيش الدفاع الإسرائيلي الى غزة و البقاء بشكل متواصل في أجزاء واسعة من القطاع ،إنما المقصود سلسلة هجمات ،تدفع حماس وبقية المجموعات العنيفة في القطاع لقبول شروط عشية التهدئة التي قدمتها إسرائيل للوسيط المصري عمر سليمان.
هذه الجولة العنيفة بدأت عمليا أمس ،بعد صلية صواريخ القسام التي تزامنت مع محادثات عمر سليمان في إسرائيل .المرحومة شولي كاتس .التي قتلت جراء سقوط صاروخ قسام .على قرية يشع ,هي الضحية الأولى، ل "القتال على التهدئة ".القتال الذي سيؤتي ثماره كما يبدو في الأسبوع القادم :بعد عودة الرئيس بوش وبقية الرؤساء إلى بلدانهم .
مسئولية إستعراض القوى هذا على تقع عاتق قادة التيار المتطرف والذراع العسكري لحماس في قطاع غزة . هم متحاجون للتهدئة حاجتهم للهواء من أجل التنفس ، وللتخفيف من الضائقة الاقتصادية الفظيعة التي يرزح تحتها سكان قطاع غزة ، وللحيلولة دون عملية موسعة ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وحتى توطد حماس سلطتها في غزة وحتى تـنتعش بعد الخسائر التي تكبدتها في الآونة الأخيرة ولكي تعاظم قوتها وأيضا لـتحافظ علاقات طيبة مع مصر. لأجل هذا وافقوا في حماس على المبادرة المصرية بل وتنازلوا عن مطلبهم بشمل الضفة الغربية في " وقف إطلاق النار"في ذات الوقت الذي يرغبون في إثبات أمام الشعب الفلسطيني أنهم لم يتوسلوا وقف إطلاق النار إنما إسرائيل هي من خضع لضغطهم العسكري.

هذا الانجاز على صعيد الوعي هو المهم لحماس ،حتى إذا ما تجددت النار يكون بمقدور حماس مطالبة السكان المسالمين مواصلة دعم الكفاح المسلح ورفض إتفاقيات السلام ،التي ربما ينجزها أبو مازن في محادثات السلام مع إسرائيل .بالضبط لنفس السبب الذي واصل من أجله حزب الله إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل ،حتى اللحظة ألأخيرة التي حلت فيها إتفاقية وقف إطلاق النار .أيضا حماس تـرغب بأن تنهي هذه الجولة بأستعراض دموي .ثم تـدعي أنها أحرزت نصرا مؤزرا كما فعل حزب الله في حرب لبنان.
سبب آخر للتصعيد الذي تبادر إليه حماس في هذه ألاثناء هي محاولتها إجبار إسرائيل على قبول مبادرة التهدئة الاصلية دون تغيير. الذي توافقت بشأنه مع عمر سليمان.بواسطة صليات صواريخ القسام والعمليات الارهابية تحاول حماس أن تحمل إسرائيل على التنازل عن مطلبها بشمل مطلب الافراج عن شاليط ضمن إتفاق وقف اطلاق النار، ورفض القبول بالالتزام بعدم إستغلال التهدئة للتسلح .أي نجاح لحماس في هذا المضمار هو فشل لإسرائيل وخسارة للقوى الاعتدال وعلى رأسهم أبو مازن في الجانب الفلسطيني .لهذا فأنه مصلحة إسرائيل تقتضي بإحباط مخططات حماس والإصرار على فرض شروطها . وخصوصا الشرط المتعلق بقضية جلعاد شاليط .رغم أن اتفاقية التهدئة تقلص من رغبة قادة حماس بمواصلة الاحتفاظ بالجندي كرهينة سيكون من السهل عليهم الوصول الى حل وسط بشأنه في فترة وقف إطلاق النارعندما لاتكون هناك خطورة تحدق بحياة قادة حماس (هذا ما همس به عمر سليمان لمحاوريه في إسرائيل ) لكن هذه "التقديرات لاتكفي اسرائيل.
في القدس يسود قلق من تكاثر الاطراف المتورطة في المفاوضات في ملف شاليط.لولاة الامور في إسرائيل يبدوا واضحا أن حماس بحاجة مساسة للتهدئة ،رغم ما تظهره من رغبة في مواصلة الكفاح .في حالة إسرائيل لم تستغل هذه الورقة ،فأنة مسألة الافراج عن شاليط ربما تتأجل الى ما لا نهاية إسرائيل تراوح في فخ, لديها مصلحة استراتيجية في "التهدئة " على الجبهة الغزية. وهذا محل إجماع لدى رئيس الوزراء وزير الامن ووزيرة الخارجية.
القيادة في إسرائيل معنية بالامنتاع عن شن هجوم واسع على قطاع غزة أو تأجيل هذا الهجوم ما أمكن.
الاسباب معلومة ولعل أوجهها الثمن الدموي الباهض الذي ستدفعة إسرائيل من حياة جنودها ،وفي العبئ الاقتصادي وفي التورط في ساحات أخرى . نتائج الهجوم غامضة .لهذا يفضلون في إسرائيل كسب الوقت ، حتى تنضج منظومة الدفاع المضادة لصواريخ القسام وقذائف الهاون التي ستحيد بشكل ملموس قدرة الفلسطينين على تكبيد اسرائيل خسائر . وعلى نفس المسار فأنة حكومة إسرائيل لاتستطيع المرور مر الكرام على الوضع الذي يررزح تحته سكان جنوب إسرائيل ،لهذا فانة وقف اطلاق النار أو ما يسميه المتحاذقون في القدس تسوية هو مصلحة حيوية بالنسبة للحكومة ا لحالية .
النتيجة : إسرائيل بحاجة لإجبار حماس على قبول إتفاق وقف اطلاق نار يتضمن الإضافات الإسرائيلة التى قدمتها للوسيط عمر سليمان.حتى لو كان ذلك عبر ضغط عسكري .في الجيش مستعدون لسلسة عمليات أقل من علمية واسعة لكن أكبر من أي عملية قام بها جيش الدفاع حتي الآن .في الاعلام يتم تداول المساس في قيادات مركزية في حماس .
مصر معنية بالتهدية لكي تحول دون سيطرة الفوضى في غزة ،التي من الممكن تمتد الى ربوع مصروتشعل الاخوان المسلمين .هذا هو السبب الذي يحمل عمر سليمان على العمل من أجل إنجاز التهدئة .وسيلة الضغط التي يملكها سليمان هي مواصلة إغلاق معبر رفح والتلويح بفتح النار على كل من يحاول إقتحام معبر رفح . وسيلة ضغط سليمان على إسرائيل هو التهديد بفتح معبر رفح أمام الفلسطينين في قطاع غزة دون إتفاق مع إسرائيل في المقابل يعرض الوسيط المصرى إغراء غير بسيط لمحاورية الإسرائيلين :الوعد بإحباط بشكل ممنهج عمليات تهريب السلاح إلى قطاع غزة ومنع دخول الاشخاص الذي تدربواعلى القتال في إيران ،عبر عملية إستخبارية متواصلة تستهدف عمليات التهريب من السودان والبحر الاحمر باتجاه قطاع غزة.



#أنس_محمد_ابو_عرقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس محمد ابو عرقوب - القتال على التهدئة