أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:16
المحور:
الادب والفن
أمجادكِ امّحت
وزلزالكِ على العرش استوى.
*
من فراغكِ صنعتُ جبلاً
تسلّقته وبنيتُ في أعلاه
قصراً وعرشاً وملائكة طيبين.
*
من فراغكِ صنعتُ موعداً
حضرته وكان قربي نهرعظيم
وشمس كبرى
ولحن باسق
وقلب محطّم
مع كرسيّكِ الفارغ الجميل.
*
من فراغكِ صنعتُ أغنية
أذعتها للأمواتِ فابتهجوا ورقصوا حتّى الموت.
*
أسقطُ في الفراغ
وأصعدُ
أصعدُ
أصعدُ
فلا أجد إلاّ الفراغ يقبّل نفسه.
*
لامعنى لإحزاننا
لأنّ الموت هو الفرح الوحيد الذي ينتظرنا
كما تنتظرالشمسُ الأنهار
لتشرق فيها.
*
(السيدةُ تنتظرني عند الممرّات لتبوح لي بسرّ خطير)
هذا الحلم العجيب تحوّل عندي
إلى آلافِ القصائد وملايين الحروف
التي سقطتْ من ذاكرتي
فبكيتُ ومضيتُ إلى نفسي
فوجدتها قد ضاعتْ قبلي
منذ زمن سحيق.
*
أيها المغنّي
عذابي عظيم
وأغنيتكَ مليئة بالأسى،
ومع هذا فإنني أدندن معك
بجزءٍ من عذابي الذي وسعَ كلّ شيء.
*
آتوني بشمسٍ أخرى
لتشرق في الليل
لأنّ الظلام يؤذيني!
*
متى تنطقين بسرّ الحبّ
أيتها الخرساء أبداً؟
*
قبل أن تعترفي بسرّك
أيّاً يكون هذا السرّ
وقبل أن أحترق تماماً
وأتحوّل إلى كومةٍ من رماد
سأحاول النسيان
ولذا سأجلس قبالة الفرات
وأبكي كأمّ أضاعتْ وحيدها
علّ الفرات يقومُ من رقدته الكبرى
ويعيدني إلى نفسي.
*
أيها الشعر.. يا أبي
انقذني من عذابي
لم يعد من ملجأ لي سواك
أرجوك يا أبي
إنني طفل ينطقُ بأول الحروف
وبالكاد يكملُ كلمة وحدة
فكيف يمكنني أن اشرح لك
صواعق حبّي وأفسّر لك
زلازل موتي؟
*
أيتها المرأة
يا تلّ الرمل المنهار
شكراً لغرورك
شكراً لصلفك
شكراً لضياعك ِالذي هبط عليّ من النافذة
فملأ يومي بالسخريةِ الحامضة
والضحكِ المرّ.
*
لا جدوى
البحرُ ازداد اتساعاً
وامتدّ حتّى أكل قلبي فبكيت.
*
أيها الشعر
تعال..
اركضْ..
أنقذني
من الطلقةِ الأخيرةِ القادمة باتجاه رأسي
......
الميّت!
*
أيتها الإمبراطورة المزيّفة
شكراً لتعاستكِ التي أنقذتني
من مهالكِ نفسي
شكراً لموتكِ المبكّرالذي أنقذني
من شيخوخة صباي
ورعونة قلبي
وفجوري.
**********************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟