تنثر شمسُ الأصيل غبارَ الشجن الفضي بين الأشجار،
وفي المروج..
دقت الساعة دقتها، فهدأت العيون،
مقعد أخضر تحت ضوء المصباح،
ليس ثمة من أحد،
ووراء المسند المواجه لرذاذ البحيرة،
يهبط الليل على الأرض،
يتحول العدم أثناء تأمل فوضاه إلى قفر.
أتماهى في غياب إنسان،
جلس هناك نبضاتٍ، محاطاً بالأصيل،
لم يترك أية حرارة من نور عينيه على المقعد الخشبي.
موجات شهلاء
عيون تبرق وترعد،
والشمس تحتضن كواكب في مداراتها،
وشهلاء تهدهد أطفالها الذين يولدون بعد ألف عام،
لا تختفي أبداً أمام نور الشمس،
وجهها يتماهى في نور القمر،
والرؤيا تمحي نفسها،
وأمواج الجسد تغسلني من العار،
فمعذرة يا شهلاء ،
إني تعثرت بأحلامي.
فضيحة
أهل القرية يتداولون قصتنا،
والإسكافي يترنم بها لحنَ الرذيلة،
الحلاق يضيف إليها،
السرّاج يفكر فيها،
يسلم معلم القرية رسالة إلى الحوذي؛ يعلم الجميع محتويات بياضها بين السطور،
وثمة نقاش حولها بين المختار، و صاحب الحمير في السوق،
ينقلها الحطاب لحفار القبور،
.....
لقد أزعجتِ الموتى بقصتنا،
وأنتِ عنها غافلة!
لقد دخلت حديقتك أمس ، وأناغاف ، ولم يكن هناك أحد.
كان القمر يطفو على بستان الكروم،
فعلمت أنك دخلت قبري، ....
هل كنت ُ في حلم ،
في زيّ العرس ،
عرسي و عرسك؟!
شفاه أرضك
ما أجملك حين يشتاق التاج إلى رأسكِ!
وحين تقطفين النجوم من السماء،
تنثرينها على خفيك!
الشمس كرة ألعاب نارية في ملاعب الأطفال،
ثياب الملك أشرعة سفن في بحيرات القمر،
والله أورثك الأرض.
أشم شذا حفيف نسائمك في بستان أهلي،
وسحابتكِ تنسدل بوعود تتحقق،
ما أجملك
حين تبني طيور سمائك أعشاشها في جوف الغيوم،
وذئاب تلاطف النعاج
ما أجملك
حين ترين بعيني اليمامة الإنسان ما يخفي من المعنى!
وما أتعس من تنزلهم التيجان إلى قبورهم قبل الموت!
ما أجملك
حين تقفين في صحوة شمس الأصيل!
تسمعين همسات الياسمين
وتقلبين أرضك شفاه وقبلاً
فيستوي الماء مع قامتكِ،
وتبتهج أشجار الصفصاف لمقدمكِ
وتحرسكِ الأفلاكُ.
* كتبت هذه القصائد في صيف 1999