حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:13
المحور:
كتابات ساخرة
أكبرُ علاوةٍ في تاريخِ مصر، عنوانٌ من ضمنِ ما أسهبَت صحفُ الحكومةِ في نشرِه علي الملأ، بمنتهي التباهي والصياحِ، بمنتهي احترافِ النفاقِ، لم تنتظر لتتبين، لا يمكنها. توجسَ الناسُ، لم يُصدقوا، الهوةُ واسعةٌ بين من أخذوا السلطةِ وبين المجلودين بها؛ صدقَت المخاوفُ، زيادةُ الأسعارِ كانت مدبرةٌ، مخططٌ لها، مع زيادةِ مكافآتِ أعضاءِ مجلسِ الشعبِ.
العلاوةُ أصبحت نقمةً علي المصريين، منذ الإعلانِ عنها وحتي ما شاء الله، عمَ الهمُ والغمُ، فاضَ من كلِ الجوانبِ، الناسُ وصلَت لآخر مدي الاحتمالِ، حبالُ صبرِها علي آخرِ شعرةٍ، شعرةٌ فاصلةٌ بين الهدوءِ الوهمي والانفجارِ المخيفِ. للانفجارِ ضحاياه، من الغلابةِ، من أهلِ الوسطِ الذين علي السلالمِ رقصوا، لا هم بالفقراءِ ولا هم بالأغنياءِ، الأغنياءُ من أهلِ السلطةِ والأعمالِ إياها في مأمنٍ، سياراتُهم ليست في شوارعِنا، وأموالُهم في بنوكٍ غير البنوكِ، طيرانُهم سهلٌ، مع فلوسِهم وحالِهم، لن يتبقي من وقودٍ سوي الغلابةِ، من يبدون قادرين تعففاً.
العلاوةُ نقمةٌ لم تُصِب الشعبَ وحدَه، لكنها أصابَت أيضاً من يحكمونه، ضربَت بالقاضيةِ مصداقيتَهم، أكدَت أن كلامُهم في الميكروفوناتِ وراءُه هوي وغرضٌ، أنهم يدبرون ويتآمرون، يتحازقون، يستغفلون، يقولون ما لا يفعلون، كيف سيواجهون الشعبَ وبأي وجهٍ؟ اليومَ له غدٌ، ورطةٌ ما بعدها ورطةٍ لو كانوا يشعرون، يقدرون.
الشعوبُ لا تُضربُ علي قفاها، أساسُ الحكمِ المصداقيةُ، عندما تضيعُ فلا وجودَ له، الآن وغداً وأبداً،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟