|
كيف تشكل جيش المهدي في مدينة الثورة
احمد كاظم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 03:20
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في هذه المقالة المختصرة، انقل لكم أعزائي القراء القصة الموجزة عن أسباب احتلال ما يسمون بالتيار الصدري وجيش المهدي لمدينة الثورة الصابرة، وابتلاعها واخذ أبناءها رهائن، وكيف أن العشائر تراجعت لهؤلاء وقبلت بهم، ورضت ان يقود الصبي القذر مجموعة من الشيوخ أو يتهمهم بالعمالة ويصبحوا في خبر كان.. أطلب من الباحثين النفسيين والاجتماعيين دراسة هذه المقالة على بساطتها.. كان ذلك قبل انهيار النظام المقبور بعدة أيام.. الوضع حينها يضطرب من شدة القصف على بغداد.. اخذ فدائيو صدام ومن معهم من أفراد الجيش الشعبي وبعض المتطوعين العرب ينتشرون في أحياء مدينة الثورة مدججين بالسلاح وعيونهم متربصة بأهالي المدينة خوفا من ان تثور فجأة بوجه الطاغية.. كان الجو مشحون والأعصاب متوترة .. المهم هو كيف يحافظ المرء على حياته أولا وسط تلك المعمعة، سواء أفراد القطيع الصدامي أو الأهالي القابعين في بيوتهم بانتظار ما تسفر عنه تلك المعارك.. كنا سلبيين حد القرف كما هو حال معظمنا اليوم، فلم نستطع عمل شيء لتحرير أنفسنا من سطوة هؤلاء القساة سوى الجلوس في بيوتنا والترقب.. كان فدائيو صدام و ما يسمون بالمجاهدين العرب يصولون ويجولون داخل المدينة ويطلقون النار على كل شيء يتحرك وبات أعدائهم الأهالي وليس قوات التحالف، وكنا ندرك ذلك مسبقا.. وفي ليلة سقوط الصنم في ساحة الفردوس، دخل الجيش الامريكي من شرق بغداد عند مدخل مدينة الثورة الجنوبي الشرقي بدباباتهم و مدرعاتهم.. شعرنا حينها ان أيام الطاغية باتت قريبة جدا، و هذا ما منحنا دفعة كبيرة ودبت فينا شجاعة لم نعرف مصدرها، فخرجنا من قوقعتنا وهرعنا دون وعي وراء الدبابات والمدرعات الامريكية غير آبهين بالمخاطر التي يشكلها فدائيو صدام والمتحالفون معهم من الجرذان العرب.. أغاظ ذلك هؤلاء القتلة فوجهوا مدافع الهاون التي بحوزتهم نحونا ونحو بيوتنا دون تمييز، قتل بعض الشباب المتحمس وأصابت بعض قنابر الهاون البيوت الآمنة، و بالإمكان رؤية آثارها في منطقة شارع الفلاح والداخل حتى اليوم، وما تزال تشهد على ملاحم البطولة التي نزلت على الأهالي من السماء في تلك الأيام.. تحولنا في ليلة وضحاها الى أبطال و سخرت لنا فرصة نادرة منحتنا إياها قوات التحالف.. فحملنا السلاح لنحمي أنفسنا وبيوتنا وازقتنا من براثن فدائيي صدام والمتطوعين العرب.. في صبيحة يوم 9 نيسان 2003، سقط صنم صدام في ساحة الفردوس وهو رمز لسقوط النظام بالكامل.. لم تشهد مدينتنا، مدينة الثورة فرحة عارمة شاملة قبل هذا اليوم سوى يوم انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، أخذنا نرقص ونغني دون وعي، وعانق بعضنا البعض الآخر وهنأه بهذه المناسبة ووزعت الكثير من العائلات الحلوى بعضها على بعض.. فاليوم تحرر العبيد.. اليوم يوم المرحمة .. اليوم يوم الفرحة والبهجة.. لن يعد هناك سجان ورقيب.. لن يفرض علينا مرة أخرى رمز بشري لتقديسه دون الله.. لن يعد هناك من يكبل أفواهنا مرة أخرى.. إذن سنكون أحرارا الى الأبد..!! كانت تلك كلمات أبناء المدينة ذلك اليوم. هجم بعض الأهالي كالثيران الهائجة على ما تبقى من أجهزة صدام ومطاردة من تبقى من فلول الفدائيين والعرب و البعثيين، لكن سرعان ما تغيرت بوصلتهم فتوجهوا نحو نهب وسلب الدوائر الحكومية القريبة، وخلال أسبوع بدت تلك الدوائر خاوية على عروشها سوى من أطلال متداعية ومترامية الأطراف من كثرة النبش والحفر وانتزاع كل ما طالت أليه الأيادي لتنهبه حتى الجدران الخرسانية لم تسلم من ذلك الهيجان.. لم يكن باستطاعتك التمييز بين الشيخ والطفل والمرأة وهم ينهبون بل حتى الحيوانات، فقد تم تحميل العربات التي تجرها الحمير بكل ما طالت أليه أيادي الفقراء وغير الفقراء.. وانتشرت العدوى بين الأهالي بحيث أصابت الكثير من سكان المدينة التي ترزح تحت فقر مزمن يكمن بالفقر المادي والاهم من ذلك الفقر الثقافي والمعرفي .. فهي مدينة تسودها الأعراف العشائرية المتخلفة والانتهازية ويهيمن عليها التدين الشعبوي بكل ما فيه من خرافات وخزعبلات وأساطير كما هو حال أغلب مدن العراق الأخرى.. بعد مرور أيام على سقوط الصنم واختفاء جرذانه العرب من الشوارع العامة والأزقة.. كانت لنا وقفة مع الذات، علينا ان نجد عملا، فأجهزة الدولة قد انهارت بالكامل.. لم يعد لدينا مصدر رزق نعيل به عائلاتنا.. علمنا من أحد الأشخاص خبرا مفاده ان الدولة أو قوات التحالف تمنح أموالا كبيرة لتأسيس منظمات غير حكومية أو منظمات مجتمع مدني.. وفعلا استطعنا جمع عدد كبير من الأهالي العاطلين عن العمل وكتبنا أسمائنا في قائمة طويلة تضمنت حوالي ألف شخص خلال يوم واحد فقط!! لغرض تأسيس منظمة مدنية اطلقنا عليها أسم معين يشير الى توحد العراقيين.. وبعد يومين، جاء إلينا رجل متنفذ في أحد الأحزاب، أخذ معه طلب تأسيس منظمتنا وأهدافها وقائمة بأسماء المنتمين اليها.. وبالفعل قام هذا الرجل برفع الطلب الى مركز المساعدة على ما أذكر في قصر المؤتمرات.. لكن طال انتظارنا ولم نحصل على جواب وتم إهمال طلبنا.. بالمناسبة أخبرنا أحد الأشخاص حينها ونحن في قصر المؤتمرات بان مائة منظمة مدنية تم تأسيسها بوقت قياسي واغلبها يحمل نفس اسم منظمتنا المزعومة..!! بعد ذلك، ذهبت مجموعات من الشباب وهي تحمل ملفاتها للتطوع في صفوف الشرطة.. تم قبول بعضهم ممن تم تزكيته من قبل بعض معارفه في الأحزاب الشيعية تحديدا.. وتم رفض النسبة العظمى منهم والتي قدرت بحوالي مائة ألف شخص.. وبعد مدة، جاء إلينا رجل وأقترح علينا الذهاب الى مقرات بعض الأحزاب عسى ان نجد عملا.. وفعلا ذهبت مجموعة من الأهالي وهي تحمل ملفاتها الى أحد مقرات المجلس الأعلى الواقعة في أطراف المدينة الغربية، وتم فعلا تسلم الملفات ووعدوهم خيرا.. لكن طال الوعد كثيرا.. فذهبت مجموعة أخرى نحو أحد مقرات الوفاق الوطني التابع لأياد علاوي، وعدوهم خيرا بعد تسلم ملفاتهم، ومنحهم هويات الانتساب بعد ملء استمارات مخصصة لهذا الغرض، وكان ذلك شرطا على من يروم الحصول على عمل عن طريق الأحزاب، وطبعا وافق الأهالي فالمهم الحصول على عمل يضمن لهم رزقا لأطفالهم، لكن طال هذا الوعد ايضا.. ثم جاء إلينا رجل يدعي انه من المؤتمر الوطني التابع لاحمد الجلبي، بادرنا الى دعوته للغذاء، جاء الرجل إلينا وبيده أوراق لا نعرف ما بداخلها وقال اجمعوا ملفاتكم وسوف تحصلون على عمل بعد يومين على ابعد تقدير.. وطال انتظارنا ايضا.. ومن ثم ذهبنا الى أحد مقرات المؤتمر الوطني وملأنا استمارات انتساب عسى ان نحظى بفرصة عمل، لكن ذلك لم يجدي نفعا.. أخذنا ندور وندور كالقطعان التائهة لا نعرف أين نذهب واغلبنا لم يغادر مدينته ولا يعرف شيئا عن العالم الخارجي.. ونحن بحاجة الى المال لمراجعة المعنيين و مقرات الأحزاب.. فكل ما نعرفه وما نريد معرفته هو الحصول على مصدر رزق.. بعد مدة علمنا ان حزب الدعوة جناح إبراهيم الجعفري بادر بالاتصال بأهالي الكاظمية و الكرادة يسأل عن عائلات شهدائه في زمن النظام المقبور، فرحنا كثيرا لان حزب الدعوة سيزور مدينتنا ايضا أسوة بباقي المدن، لاسيما وان مدينة الثورة قد أعطت الكثير من الشهداء ممن كانوا يحسبون على حزب الدعوة، لكن ذهبت أحلامنا أدراج الرياح.. علما ان حزب الدعوة اتخذ له مقرا في أطراف المدينة ايضا على مسافة من مقر المجلس الأعلى.. و لا نعلم الى الآن لما لم يتخذ حزب الدعوة أو المجلس الأعلى مقرا له داخل المدينة، ولما يفضلان أطرافها وخاصة الغربية منها؟!.. بدأت الشكوك تساورنا حول سر عدم دخول تلك الأحزاب الى مدينتنا.. لكن سرعان ما زالت شكوكنا بعد ان علمنا ان أغلب قادة تلك الأحزاب من سكنة النجف و كربلاء وهما اكثر مدينتين إضافة الى مدينة الكاظمية عداءا لأهل الجنوب، بالعربي الفصيح (الشروكية).. و هذا واقع معروف للجميع، وأشار أليه الأستاذ المرحوم الدكتور علي الوردي مرارا.. ويشهد على ذلك نسبتهم السكانية مقارنة بعدد المناصب العليا الحكومية التي حصلوا عليها، رغم ان تمثيلهم لم يكن منصبا لمصلحة أبناء جلدتهم بل لخدمة أسيادهم في الأحزاب.. فكم عدد سكنة النجف أو كربلاء الذين تسنموا مناصب عليا، وكم من أهل الجنوب الذين تسنموا مناصب عليا؟!!.. لا أبالغ ان قلت ان نسبتهم كما هي نسبة الشيعة الذين تسنموا مناصب في عهد الطاغية المقبور، أن لم تكن أقل بكثير.. وأنا لا ادعي ان العيب ليس فيهم، فهم أولا واخيرا من يتحملون ذلك التهميش كونهم كانوا وما زالوا مجرد وقود لصراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. وقودا لأشخاص لبسوا العمامة أو ارتدوا البزات العسكرية.. أنا هنا لست أتحدث من منطلق التفرقة بين العراقيين كما قد يبدو للبعض، بل عن الواقع الذي نعيشه يوميا.. سواء حين ذهابنا الى كربلاء أو النجف أو الكاظمية.. أدرك أن كل من التقيه من أبناء تلك المدن يقول بأنه ليست هناك تفرقة، لكن الكلام شيء والواقع شيء آخر.. على أي حال، لنعد الى موضوعنا الأساس.. بعد فترة ترقب وبحث عن فرصة عمل، برزت مجاميع لا نعرف من أين جاءت،واخذت تصرخ بشعارات ظننا إنها اندثرت مع الطاغية المقبور، شعارات تقول "كلا .. كلا أمريكا..كلا كلا إسرائيل..." .. وهي شعارات الثورة الإيرانية كما هو معروف.. كانوا يرتدون اللون الأسود.. علمنا فيما بعد انهم اتباع الصدر الثاني.. أن تلك المجاميع التي كانت صغيرة بحجمها وغير مؤثرة سوى بصراخها ونباحها، كانت مختفية في جحورها اثناء الحرب ولم نسمع لهم صوتا أو حراكا حتى بعد أيام من سقوط الصنم.. ولاول مرة سمعنا أسم مقتدى الصدر، حيث كان اسما غريبا لاغلبنا سوى من كان يذهب لاداء صلاة الجمعة في الكوفة قبل قرار صدام المقبور بمنع صلاة الجمعة.. فقد كنا نسمع ان أحدهم يدعى مقتدى قد ساهم في قتل عبد المجيد الخوئي في بداية سقوط صدام.. وتبين فيما بعد انه ابن المرحوم الصدر الثاني وتم انتخابه حسب الطريقة العشائرية، عاش الأب عاش الابن!!، المهم، كانوا يتجمعون عند جامع المحسن أو جامع الحكمة كل يوم جمعة للصلاة.. ويتعالى صراخهم للتخويف وزرع الرعب في نفوس الأهالي.. كان أغلبهم من قطاع الطرق والشقاوات وممن وجدوا ضالتهم في هذه الزمرة من جراء صراعهم المستديم مع المجتمع المحيط بهم كون عائلاتهم من ذوي الأخلاق المنحطة وانضموا للانتقام ليس إلا، وانضمت إليهم زمر من فدائيي صدام والبعثيين وأجهزة أمن صدام المهزومين.. ويجمعهم الجهل والتخلف والشذوذ الاجتماعي.. وفي وسط تلك الفوضى هجم قطاع الطرق هؤلاء ومعهم مؤذنو المساجد الجدد ممن لا يفقهون آية واحدة من القرآن، هجموا لاحتلال المساجد في المدينة وسرقتها واتخاذها مقرا لهم بعد تهديد أو قتل سدنتها.. وبهذا بدأت أول معاركهم مع المساجد واتخاذها مقرات حزبية لنشر أفكارهم الهدامة المميتة.. لا أخفيكم أوصلونا الى حد القرف من كل ما هو معمم أو كل ما يتصل بالدين.. واصبح الرب عبارة عن شخص متجسد بمقتدى الصدر وأذنابه وشرورهم.. أنها لمأساة حقا.. كنا نحلم بأن تأتي إلينا بعض الأحزاب العلمانية أو التي قارعت صدام، مع أنني أؤمن بان لا أحدا من الأحزاب الموجودة على الساحة اليوم قد قارع صدام كما ينبغي ان تكون المقارعة لانهم لم يأخذوا المبادرة بضرب أوكار صدام وخاصة في بغداد، بل كان صدام هو من يأخذ المبادرة للقضاء عليهم وكنا نراهم كدجاج المصلحة يستسلمون بسهولة لأجهزته القمعية.. واهالي بغداد يعلمون ذلك جيدا خاصة أهالي الكاظمية والثورة والجنوب، لم نشهد تفجيرات أو عمليات مقاومة كبرى أبدا.. وللأسف اليوم يزعمون انهم كانوا مقاومين وكانوا أبطال، لا أنكر ان بعضهم كانوا أبطال ومقاومين بالفعل، لكننا ندرك إن اغلبهم لم يكن كذلك، ولم يكونوا أبطالا إلا بقدر المقاومة التي يبديها دجاج المصلحة حينما نهم بمسكه ليكون وجبة طعام شهية تقدم للضيوف .. وهذا ليس انتقادا بل هو الحقيقة بعينها وبغداد خبر شاهد على ما أقول.. قد يغضب علي بعض المتحمسين للبطولات التاريخية، وهذا رأيهم وأنا احترم رأيهم.. فقد عشنا وترعرعنا في بلاد جل سكانها يحلمون بالبطولات حتى لو كانت زيفا، بلاد تخلو من أي إبداع علمي ومشاركة حضارية في هذا العالم.. على أي حال.. وجهت إلينا ضربة قاضية بعد ان قام هؤلاء باستعراض عسكري وسط المدينة، بلباس اسود واكفان بيضاء وكأنهم شياطين.. الهدف من وراء ذلك دعائي طبعا، وموجه بالدرجة الأولى الى أبناء المدينة البسطاء، المسالمين.. ها نحن قادمون وعليكم ان تحسبوا لنا حسابا.. فهم خير خلف لاقبح سلف متمثل بالجيش الشعبي وفدائيي صدام وأجهزته القمعية.. في هذا السياق يقول بول بريمر في كتابه (عامي في العراق): ( أن القوات الامريكية كانت على وشك القضاء على جيش المهدي عند محاولتهم الاستعراض في مدينة الثورة، فعددهم كان لا يزيد على مائتين فقط، لكن جاءت إلينا أوامر من واشنطن بترك هؤلاء يستعرضون في بغداد، وألمح بريمر الى ان الغاية من ذلك كانت من أجل خلق الضد النوعي، أي رجل بمقابل السيستاني بعد ان اصبح الرجل الأول لدى الشيعة وصاحب القرار والفتوى الأوحد...) هذا ما قاله بول بريمر.. نعم كان عددهم لا يتجاوز ذلك، غير ان عددهم بدأ يتزايد بفعل البطالة والحاجة والفراغ والاهم إهمال باقي الأحزاب لهم.. انضم بعض المراهقين الصبيان الى هذا الجيش اللامهدي لمجرد الحصول على أموال أو الحصول على بعض الجاه وفرض الرهبة على الآخرين، وبعضهم انضم بالقوة وبعضهم انضم بفعل الخوف من هؤلاء.. اعتادوا على مناداة اتباعهم بمكبرات الصوت الموجودة في المساجد عند ليلة كل خميس لاستعراض القوة اثناء صلاة الجمعة، لا أبالغ ان قلت ان اكبر عدد توصلوا الى جمعه كان لا يزيد على خمسة آلاف شخص وأكثرهم من المراهقين الصبيان القذرين.. تصور سيدي القارئ نسبتهم الى نسبة أهالي المدينة البالغ عددها حوالي مليوني شخص.. أعترف أننا مجتمع قبلي متخلف، ومن صفات المجتمع القبلي هو الميل نحو الأقوى أولا، ونحو من يدفع أكثر ثانيا، فالعشائر العراقية عودتنا دائما على احترام القوي الذي يتمتع بالنفوذ، ويشهد على ذلك تاريخ العراق الحديث.. أنا أتحدث عن النسبة الغالبة من أبناء العشائر.. كان يمكن تجنب كل مخاطر هذه المليشيا والدماء التي سالت لو القي القبض على زعيمهم الجاهل خلال شهر نيسان 2003.. لكن للسياسة وجهة نظر أخرى.. !! وعلى حين غرة، وبغفلة من الزمن التهمت هذه المليشيا المدينة وتغلغلت في كافة مؤسساتها.. وغاب التسامح بين أهالي المدينة وبرزت ظاهرة الولاء للقائد وللمليشيا على حساب العائلة الواحدة وتشتت العائلة الواحدة بفعل التحزب المليشياوي، وغابت المسؤولية الأخلاقية وانتشر الجهل وحل الظلام في كل مكان.. وساد الخوف والاهم انتشرت ثقافة الكراهية.. أصبحنا اليوم رهائن بيد هؤلاء الجهلة.. انهم مجرد قطعان جائعة تم إخلاء سبيلها فجأة، وهجمت على كل شيء والتهمته وتسعى اليوم لالتهام ما تبقى من هذه المدينة الجريحة.. أن خطر تلك المليشيات أكبر من خطر قطعان فدائيي صدام وأجهزته القمعية كون ان بعض أفراد تلك الأجهزة حينما يقتلون أو يذبحون فإنما يعرفون في قرارة أنفسهم انهم يعملون عملا غير صالح وربما ان بعضهم يؤنبه ضميره على فعلته، في حين ان قطعان المليشيات والأحزاب الدينية تحديدا تقتل وتذبح دون ان تشعر بأي إثم أو ذنب بل انهم يشعرون انهم يقتلون ويذبحون في سبيل الله، فينامون قريرو العين بلا إثم وضميرهم يخبرهم انهم بفعلتهم إنما كانوا يبتغون مرضاة الله.. وهذه الفكرة خطرة جدا على عقول الأطفال والصبيان.. ينبغي الحذر منها.. وهذا ما نراه يتجسد أمامنا كل يوم، فيقتلون الإنسان البسيط لانه يعمل في الحكومة العميلة للمحتل كما يزعمون، ويقتلون المعارض لأفكارهم لانه يرى الحق فيبتعد عنه كما يدعون، وهكذا ترخص الدماء وتنتشر الفوضى ويسود الخوف وثقافة القطيع الواحد ..
#احمد_كاظم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد باقر الصدر وعقدة الحضارة الحديثة
-
السيف.. بين تسقيط الذات و تسقيط الآخر (1)
-
نداء من اهالي مدينة الثورة
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
-
مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا
...
-
السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر
...
-
النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى
...
-
رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
-
-كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
-
السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال
...
-
علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
-
دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|