أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نهاد شامايا - رحيل الكبار في زمن الصغار














المزيد.....

رحيل الكبار في زمن الصغار


نهاد شامايا

الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يطيب لي ان ادعو الراحل سليمان يوسف اسطيفان{ابو عامل} ب {المعلم}،رغم الكنايات الكثيرة والكبيرة التي يمكن ان يُكنى بها.فقد بدأ حياته المهنية كمعلم في القوش،بلدته التي احبها والتي احب ان تكون تربتها مثواه الاخير. وكانت مهنة التعليم وقتها مهنة مهمة ومعتبرة، للدورالاجتماعي والتربوي الكبير الذي كان للمعلم قي محيطه ومجتمعه .حمل ابو عامل صفة المعلم الذي ينير بعلمه وثقافته ظلمة الجهل وبقي يحمل هذه الصفه حتى بعد تسنمه مناصب وظيفيه وسياسيه وعسكريه رفيعه.
كان مثالا للمعلم الفذ والاستاذ النبيل بكلامه المتزن والمعبر وبشخصيته الرصينه الهادئه ونظرته الثاقبه لكل ما يتداوله من مواضيع والرغبه الحقيقيه لتقديم الخدمه والمعونه والمشوره وفوق كل ذلك الاحساس الجميل بالموده الذي كان ينقله لمحاوره ويجعله يحس بدفئ مشاعره وصدقها.
انها خسارة كبيرة ان يرحل ابو عامل عن عالمنا.انها خسارة لا تعوض ان يرحل عن العراق الذي احبّه كوطن وكقضية.العراق الذي ما كان يوما بحاجة لرموزه العظام كما هو الان،ولا يختلف اثنان ممن يعرفون الفقيد على انه احد هؤلاء الرموز الكبار بعلمه وثقافته وصلابته ومبدأيته وحكمته وامكانياته القياديه الكبيره سياسيا كعضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ولسنوات طويلة وعسكرياً كمسؤول المكتب العسكري لقوات انصار الحزب ابان سنوات الكفاح المسلح ضد دكتاتورية البعث الفاشية. رحل ابوعامل والعراق الجريح يحكمه الصغار ويدير مؤسساته الاميون ويقود شعبه الجهلة والمشكوك في انتمائهم وولائهم ووطنيتهم.لقد غيرت تلك المخلوقات وجه العراق الجميل المشرق.العراق الذي طالما تفاخرنا به وبحكمة رجاله ووطنيتهم وشجاعتهم وبطولاتهم عبر كل الازمنة، وبتاريخه العريق الحافل بالانجازات لواحدة من اعظم حضارات الكون، حضارة بلاد الرافدين التي طالما منحتنا الاحساس بالزهو والرقي والتميز عن كل امم الارض.
كم حلمنا بعراقٍ يحكمه الحكماء، وكلما رحل احدهم احسسنا بان عراق الامل يبتعد اكثر فاكثروتبقى امامنا صورة الرعاع وهي تنهش ببعضها كالحيوانات المفترسة، رعاع يدفعهم الحقد والكره والثأر والجهل والدونية للامساك بالسلطة والبطش بالآخرين وفق رؤى محدودة ومشاريع سياسية غيبية تافهة كسيحة لا تقوى على الوقوف على ارض الواقع ولا تخدم سوى قوى خارجيه ارتمت في احضانها وتعمل كبيادق لتحقيق مشاريع تلك القوى الاستيطانية.يؤسفنا ان يرحل عنا الحكيم سليمان يوسف وبرلماننا{الموقر}يعج ب {حكماء} مقتدى الصدر والحكيم والدليمي،هذه الاسماء الدميمة التي لم تعبر يوما عن اصالة العراق وشهامة شعب العراق.اسماءلم تكن يوما كبيرة لتع كبر المسؤولية التي تحملها ولم تكن يوما نبيلة لتحس بحاجة الانسان العراقي الى الامان والاستقرار بعد مشوار العذاب الطويل الذي عاناه،كما لم تكن ابدا عظيمة لتحس بعظمة العراق وما يمكن ان يكونه.
كم تمنينا ان تكون مؤسسات الحكم موقرة بحق برجال كالراحل سليمان يوسف ،رجل افنى عمره لاجل العراق وقضية شعب العراق.رجل حمل كل الصفات التي كانت تؤهله مع من هم من نفس طينته لبناء عراق الامل،عراق كان يمكن ان يحمل الخير الكثير لابنائه الطيبين دون تمييز.
سنجبر انفسنا على الامل بعراق الامل وسنبقى نتذكر الانسان الرائع ابا عامل الى الابد.



#نهاد_شامايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هديلَ القلب
- دوحة الحوار المتمدن
- فساد القيم
- دعاة الارهاب
- اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نهاد شامايا - رحيل الكبار في زمن الصغار