|
مهرجان قامشلي الشعري دون شعراء قامشلي
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 09:36
المحور:
الادب والفن
كثيراً ما حاولت أن أتجاهل المهرجان الشعري الذي يتم في مدينة – قامشلي- مسقط القصائد، والحبّ ، والحلم ،والذي بات يتوجّه- بأسف- في غير ذلك المنحى الذي أراده له المبدعون الذين أطلقوه، وفي طليعتهم الشعراء الجميلون د. أديب محمد- محمد المطرود – أحمد حيدر ، وربّما آخرون لا تحضرني أسماؤهم ، وكان اسمي شخصياً أوّل من يشطب عليه ، ولا يزال ، من قبل ممن يتحكمون به ، من وراء الكواليس، ومن ضمنها ، ومن أمامها ، مع إن هذا المهرجان أصبح في عامه الرابع ، ولأحدّد هذه الجهة تماماً : مديرية الثقافة في الحسكة ، والتي يديرها زميل لنا شاعر، وهو من تدخّل في السنة الماضية لشطب اسمي شخصياً ، كي تصل الأمور في هذا العام إلى درجة تغييب أسماء بعض مؤسسي المهرجان، والمشاركين فيه خلال الأعوام السابقة ، و كنت حين سمعت بما قام به ذلك الشاعر ، آنذاك ، والذي يستخدم سلطة كرسيه ، فحسب ، بعيداً عن روح الشاعر المفترضة فيه ، أطلقت قهقهة مدوية ، قائلاً : ثمة وسام حصلت عليه ، وهو أن أكون الوحيد الذي يستبعد- بشكل مقصود- من المشاركة في فعاليات مهرجان شعري في مدينة، كنت من أوائل الذين خدموها ، وخدموا الكلمة والشعر والشعراء فيها ، بيد إنه –هيهات- لأحد في عصر الثورة المعلوماتية ، أن يطفىء موهبة ، ويسكت قلماً ، حيث باتت كل الرّقابات التي تريد تكميم الأفواه ، وحرق الكتب تسقط متهاوية،ولاسيما إنه صار في مكنة أي مبدع الدعوة إلى أمسية شعرية له ، وهو في بيته ، يحضرها محبو الكلمة ، على امتداد خريطة العالم....!
حقّا ً ،لا أريد أن أقترب من شخص مدير الثقافة ، على اعتباره أحد الذين كنا نكتب الشعر في منطقة الجزيرة ، قبل ربع قرن من الزمان ، وأكثر ، كلّ بإمكاناته ، وحسب طريقته ، ورؤاه ، وها نحن الآن في جمعية واحدة للشعر في اتحاد الكتاب العرب ، وإن قصتي مع هذا الزميل ، أترفّع عن الخوض في تفاصيلها ، بل فقط أكتفي بالإشارة إلى إنه سبق وإن ألغى أكثر من أمسية لي في مركز الحسكة وقامشلي ، منذ توليه إدارة الثقافة في محافظة الحسكة ،كي يعيد استنساخ تلك الممارسة التي تمّت ضدّي في العام 1986 ،بعيد طباعة مجموعتي الأولى للعشق للقبرات والمسافة ، واستمرّت لأكثر من عشرة أعوام ، كي تنتهي- شكلياً- مع قبولي بعد طوال اضطهاد في اتحاد الكتاب العرب .
لعلّ ما أثارني حقا ً هو اتساع قائمة الممنوعين في هذا العام ، بعد أن كانت- رسمياً- مؤلّفةً من شخص واحد هو أنا ، رغم أن أحد القائمين على المهرجان تبجّح بالقول : لقد اخترنا شعراء متميزين من كافة المحافظات السورية ، وأنا أوافقه على أنّ من بين الأسماء المتخيّرة نخبة من الأسماء السورية المهمّة ، بيد أن الملاحظ غياب أسماء مهمّة جدا ً من محافظة الحسكة ، معروفة على نطاق واسع جدا ً ، بات تغييبها المتواصل ملفتا ً ، لا يطاق ، بل يدعو لأن نضع صورة ما حدث برسم السيد وزير الثقافة السوري ، شخصياً ، كمسؤول ومثقف ، بل وكافة الغيارى والشرفاء ممن يهمهم الأمر حقاً ...؟ .
ولعلّي كأوّل تضامن منّي مع هذا المهرجان قمت بتـأجيل فعاليات مهرجان شعري آخر، كان سيقام في هذه المدينة ، بشكل غير رسمي ، في التوقيت نفسه ، احتراماً للشعر، والكلمة، والضيوف الشعراء ، بل ومؤسّسي هذا المهرجان الذي سأكون بالتأكيد ذات يوم من عداد المساهمين فيه ، من أبناء مدينتي، ذلك لأنني طالما فتحت قلبي لهم ضمن حدود إمكاناتي ، في بداية تجاربهم ، حيث كانوا وما زالوا أخوة أعزاء فمرحى لهم، أصدقاء وأخوة و مبدعين حقيقيين...! و لعلي سأظل أتذكر كيف أنني في ثمانينيات القرن الماضي كنت من عداد المشاركين في مهرجان كان سيقام بمناسبة يوم الأرض ، في ثقافي قامشلي نفسه ، وحين منع أحد زملائي من المشاركين من قبل رئيسه، وكان كردياً – أي رئيس المركز-طالما آذاني بما استطاع ، لإصرار ذلك الزميل على استخدام كلمة بذيئة في قصيدته ، هو اسم "عاهرة" كانت شهيرة ، و لقد ذكرني الصديق الشاعر مرفان كلش بذلك في آخر لقاء تم بيننا في أوربا ، إلا أن ذلك الشاعر أصرّ على عدم حذف تلك الكلمة ، فقاطعت ذلك المهرجان، تضامنا ً معه ، كي يشارك زميلي ذاك نفسه، في نشاطات تالية في مركز المدينة نفسه طوال فترة منعي.........! تحية للزملاء الذين كانوا وراء تأسيس وإطلاق هذا المهرجان ، حتى وإن لم يسمح لهم في هذا العام بأن يشاركوا فيه ، كما يرغبون ، إلا بما دأبوا على تقديمه-في كل مهرجان - من جيوبهم ، ليتمّ إنجاحه
تحية للشعراء الضيوف واحداً واحداً ، في قامشلي الشعر ، والطيبة ، وحبّ الوطن والناس.......!
وفي انتظار مهرجان شعري ، لهذه المدينة ، يمثل نبضها ، ووجهها الحقيقيين ، ولا يمارس فيه القمع ضدّ أي صوت شعري أصيل، وما أكثر مثل هذه الأصوات في هذه المنطقة المعطاء، عرباً وكردا ً وآثوريين، وسريان ، وأرمن، ومن كل فسيفساء محافظتنا الجميل....!
قامشلي
10-5-2008
تبدأفعاليات هذا المهرجان الشعري في الفترة ما بين 11-14- 5 -2008
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المازوت أوّلاً.....!
-
بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في .... دمشق...!
-
المازوت أولاً
-
مرثاة الدم الأخضر
-
إطمئنوا ....وطمئنونا عنكم*......!
-
طلب انتساب إلى إعلان دمشق...!
-
هذا القائد هذا الموقف
-
هذا الاجتياح الهمجيّ هذا الإجماع الكردي...!
-
سامية السلوم في كتابها الجديد - صراع الآلهة -
-
على هامش كتابها الثالث-صراع الآلهة- سامية السلوم: لا آلهة عل
...
-
رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء ل
...
-
-أكمة- سنجار....؟!
-
من قتل صديقي الصحفي عبد الرزاق سليم ؟
-
إبراهيم اليوسف
-
في الوداع الأخير للشاعر كلش
-
حين يرثي النّثر
-
رسالة مفتوحة إلى د. نجاح العطارنائب رئيس الجمهورية للشؤون ال
...
-
دواعي الاستقواء كردياً:-تهديدات الاجتياح التركيّ لحرمة كردست
...
-
سعيد دوكو.. حقا إني بكيتك
-
مالم أتمكّن من قوله في بضع دقائق متلفزة:
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|