أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد محسن الغالبي - عيون الحريق














المزيد.....

عيون الحريق


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 04:17
المحور: الادب والفن
    


كأن العيون التي أطبقت جفونها تتوق للارتواء من الظلام فهذا التوهج الذي يعتمر في العمق يمور وينهد فيضا من الحريق الذي يأكل النسل والحرث فتسيل الأشياء على بعضها ويذرو الرماد فها انت تصالب اجزاءك وتشد قبضتك وعيونك الجمرتمامامثلما استيقضت ذات صباح اردت ان تسكب جرد ل الماءالذي جلبته امك من النهر بيد انه تبخر قبل ان تصل يدك اليه وسال معدنه الابيض على الارض لم تصدق وانت ترى الاشياء تشتعل ما ان تنظر اليها .. كان المنظر مهولا وانت ترى الحريق والرماد هرعت الى الفرات بيد انك خفت ان يشتعل النهر فتموت الخضرة وينتهي النماء عدت أدراجك كنت تتحاشى النظر الى الشجر وبيوت الطين التي تتزاحم في فضاء القرية فضلت عيناك تدوران في محجريهما بيد ان فيض الحريق غمركل شيء ..تعالى هسيس الشجر وانظوت البيوت تحت اللهيب تصورت وجه امك يذوب في طوفان الجحيم فتتلاشى معالم الحنان..اردت ان تقتلع هاتين العينين بيد انك لم تقو على ذلك فدوت صرختك المرة.. ادركت انك تفقد كل شيء وان هذا التوقد الذي ينهد من أعماقك ويتدفق بعينيك فوارات زرق ليس سوى ارث القرى الممعنة بالخيبات التي تواترات في سنين الاتراح يوم امتلئت بيوت القصب بالقادمين من المدن البعيدة يلوكون الكلمات ويسوقون الاكاذيب والمكر.. كنت تسمع انين الارض مثلما سمعته يوم كان سلاطين الديوك الرومية يبيعون الهواء ويقبضون اتعاب الناس فيسترخون على عروش الغباءويتعالى غطيطهم وطيور الموت تحلق في السماء وتلقي حجارة الموت فوق هامات المتعبين عندها حملت هراوتك ظنا منك انك ستحطم عرباتهم الصفر وخلت انك ستجىءبحسانهم سبايا فتقايض الشرف بالكرامة والسلام غير ان هراوتك كانت من قصب فتشرّقت عزيمتك وغذ ذوي الوجوه الغضة خطاهم فوق ارضك فتدحرجت من احذية السلاطين الى خبث القادمين وكانت القرى سوق وانت البضاعة فتراكم باعماقك القهروغبت في دوارة اللصوص كان الرغيف يهفهف وما ان تمد يدك حتى تحطم اضلاعك القبضات الغليضة وتغضن وجهك السياط تحملك عرباتهم الصفر وتجوب بك الازقة درسا بليغا للمارقين فكنت ترى نفسك نسخة رديئة لملك ضليل حمل مفاتيح ذله الى اقذار الخصوم في صباح لم يشرق نوره بروحه ابدا فغمرت اعماقه لجة الظلام وانداحت زغاريد النصر تترقق في اروقة البذخ ففغرت قصور المخصيين ابوابهاوتضرع البؤساء في باحات الموت فمشقتهم سيوف الجند وانكفئت هيبة السلطان تدكها سنابك العتو وتمزق جسد الملك فغدى اشلاء دمية مبهورة العينين بعد ان كانت اصابع المجد تتوقد في الاماد فتملا الافاق بهاءا ونورا ولكن ملوك الضلال اسكرتهم ثمالة الكوؤس والليالي الملاح فاماط الليل لثامه ذات صباح وها انت تهيم على وجهك في البرارى تحمل عذاباتك وحريقك ومجد القبائل الذي اكله التراب كان الحريق امامك وخلفك الرماد وحين دخلت المدينة كنت شر القرى العظيم فلم تعد الشوارع شوارع ولاالبيوت بيوت تلوت الاجساد بآلامها وتعالى صراخ الفاجعة ثم همد كل شيء مثلما همد ملك الاجداد يوم اكله الذئب ذات يوم وانت ترتجف ويتدفق الماءالساخن بين فخذيك فتلتصق بمؤخرتك بقعة من الطين ...! واللحظة ترى كل شيء يحترق كل شيء تحرقه عيناك الا هذه العربات الصفر التي كانت تلتصق بجسد المدينة كالقراد تجثم فوق الارض فتمص رحيق السنين الذي تحمله اثدائها وتتركها بقعة من الخراب ..كم تمنيت ان تتدفق الفوارات الزرق من عينيك لترى هذه العربات الصفر التي تخب فوق الرماد كرات من الجمر ولكنها ابت ان تتوهج رغم انك حدقت بها طويلا احسست بالمهانة فجمعت كل غصبك الذي حملتك به السنين العجاف فغدوت كتلة من الغيض الذي يستعر على مدار السنين خلت ان الاتون الذي في عماقك سينفجر
ظل الرجل يحدق بها وفي اعماقه غضب الاجداد وتعاليم الاباء غير ان أي منها لم يحترق فتوقد الرجل ثم اشتعل لفه الحريق وانطفأ وحين سكتت شهرزاد عن الكلام المباح كان الفرات يهدر والنواعير تدور والخضرة زهوالنماء
مجيد محسن الغالبي
ذي قار-العراق 7/5/2008



#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى اليسار والقيادة الاستراتيجية
- حين حزمنا اصبر
- تراتيل لقبيلة الغجر
- دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!
- الاحتلال استراتيجية العولمة لعقد المصادر الحرجة
- الديمقراطية بين القطيع والنخبة
- اوراد الشناشيل
- سفر العراق


المزيد.....




- شيرين عبد الوهاب تعلق على قضية تسريبات حسام حبيب عن أسرتها
- الفنانة السورية كندة علوش تكشف تفاصيل إصابتها بمرض السرطان
- بيان صادر عن تجمع اتحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع بخصوص ...
- عقود من الإبداع والمقاومة.. فنانون ينعون الفلسطينية ريم اللو ...
- فيديو جديد يزعم أنه يظهر الممثل بالدوين يلوح بمسدس ويشهره بو ...
- إيران: إلغاء حكم الإعدام بحق مغني الراب توماج صالحي
- إيران.. إلغاء حكم الأعدام بحق مغني الراب توماج صالحي
- مبروك.. هنا رابط استخراج نتيجة الدبلومات الفنية لعام 2024 بر ...
- مركز 3 بدور السينما.. فيلم عصابة الماكس كامل بطولة أحمد فهي. ...
- هتابع كل جديد.. تردد قناة الزعيم سينما الجديد 2024 علي قمر ن ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد محسن الغالبي - عيون الحريق