تعال أخي نعيد بناء العالم , الأرض كرة يصعب كسرها ..!؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 08:09
المحور: الادب والفن
    

تعال أخي نعيد بناء العالم , الأرض كرة يصعب كسرها ..!
خط الإستواء هو المبتدأ
والقطب المنتهى ..
تعال نعيش معاً .. نحب معاً .. نموت معاً .. نبني ما تصدَع .

الإعصار المدمَر يجتاح العالم , يطال البشر والحجر , حتى ثقب الأوزون " مملكة الحياة "
الهزَات عنيفة , عميقة , والشروخ مروَعة
الإنحلال , الهبوط , القعر مستوانا

جسور تقطعت هنا , وهناك .. والإبادة مستمرَة
ألم تخف أن نفني بعضنا بعضاً ؟ نحصد أرواحنا بأيدينا , وجهلنا ..!؟
الغازات السامَة أفسدت الهواء , والماء , والسماء
وأسلحة الدمار تجهَز , تكدَس , في العلن والخفاء
رجعنا إلى السباق النووي , وتوظيف القوة , والنفط
لتدمير الحياة والوجود وانتصار لغة االإلغاء لغة الموت والفناء ا لفناء ..!؟

شركات أفلست , وأخرى أغلقت , أو صودرت
وشركات وشركات ترسملت واغتنت تضخمت بلعت العالم
مدَت إمبراطوريتها إلى خارج الحدود , قضمت كل ماحولها , وبعدها , وقبلها !؟
كل هذا الحصيل ,
هذا البلاء
أنهك الإنسان , شاخ قبل الأوان
اقترب من الحيوان
أم تجاوز الحيوان !؟
صبراً , إلهي ..!؟

لا , لا تتأخر يا أخي
أخاف على كرتنا المهدَدة ( باّلاف الرؤوس )
بالنار الغضوب .. وثورات الشعوب .
الجوع قنبلة بشرية
والخبز شرار يحرق الشركات والتروستات , والمافيات , واللصوص
والكراسي ...

التهجير على قدم وساق
والرعب في الطرقات
والحصار
والفقر في الجيوب
فرغت الجيوب
تحجَرت القلوب
سادت الظلمات ..!؟


أترك الله لوحده
أعبده لوحدك , على طريقتك
ضع علاقة نظيفة شخصية بينك وبين الله
إبعد عنه السيف والرمح والبندقية والكلاشينكوف والدبابة والصاروخ , والذرَة
إبعد عنه كل أدوات القتل ..
التي تغتال حق الحياة , تغتال العقل والإنسان بإسمه

الله .. لايحتاج إلى كل هذه الأسلحة التي تخرَب الجمال
وتبيد الإنسان .
والحيوان والنبات
وتلغي العقل والعلم والحياة
لتسود وتنتصر الغرائز
والمصالح !؟

الله يحتاج إلى قلبك .. روحك
كلمتك العذبة .. المحبة .. الراقية .. المهذبة
يحتاج إلى مبادئ السلام والعدالة , والتعاون و البناء ..

لا تعيد الكرَة .. ألف مرَة ومرَة , ولا تتعلَم
تعلَم , وتفهَم
لا تعيد الكرَة , لا تكن ( قابيل ) اّخر متكرَر كل يوم
إبن فلسفة للحياة , عصرية حضارية متقدمة عما كان
فلسفة تعيد ثقافة المحبة , ثقافة التعددية , و الإنفتاح والتاّخي
المشاركة والإعتراف بالاّخر ... أخيك الاّخر
حبَاً في الرغيف والحرية , حباً في الأرض والأمان ..

تعقل يا أخي .. في كل ساح
تعلم ولو مرة معنى الحياة والسلام والفرح
والباقي أطلال
والباقي أموات
أو مخيمات
لا زال نصفنا في السجون والنصف مهاجر أو مهجَر
في بلاد الصيد البرَي .. أو الوحشي ؟؟

تعلَم كيف تبني الشعوب أوطانها
ولا تبيع ضميرها
ومدخراتها , وإرثها , ومكوناتها ..
العدالة , أغنية , عنوان , شعار , أوأكذوبة
الحرية أكذوبة مطاردة
كالعصفورة ..

تمتَع بالسلام .. بالأرض .. بالطبيعة
بجمال الأخوة .. بالعلم .. والمنجزات
نحن الفرح .. نحن السلام
ولا غيرنا يعطينا السلام
لا تحلم بغيرنا يعطينا السلام
أبداً ..
الكل يهدَدنا .. ويهدينا
دماء .. وألغام
وفرقة وانقسام .. وانتقام
يزوَدنا .. بنادقاً .. و أموالاً
لنقتل بعضنا بعضاً , لنتقاتل لنبتعد نهاجر نسجن نخطف نفترق
نساق إلى القبر أو السجن أو المهجر
والخيارلك ..؟
وا لمقاومة , والكفاح , تباع في المزاد
أو تؤجر أو تجيَر
أو توظف وتباع للبعيد والغريب
وهذا هو الغريب
يا أخي في هذا الوطن الكبير الغريب ...!!؟؟


تفتح المقابر من جديد , من البعيد
والحروب تعاد والخنادق .. من جديد
لتصعد منابر الدجل والتضليل , وتسود المليشيات في الشوارع , والمؤسسات
من ممالك القمع , من بؤر التفجير ( والتمدَد )
من مدن المخيمات والنخيل والزيتون
من بلاد الشهداء
إلى بلاد الأرز والأدباء
من بلاد الصمت
وبلاد القحط , أو النفط
تعاد المسلسلات ..

بلادنا جميلة .. وشعوبنا .. وأرضنا .. أجمل وأروع ..
لا تخرب الخميلة يا أخي
والحياة ..

تعال أخي ندفن الفتن والاحقاد
ندفن الحروب .. والأصفاد
تعال نبني العلاقات الإنسانية الصحيحة
نبني الأوطان
نتعلم الحوار المتمدن والتفاهم بلغة الكلام والإصغاء للاّخر
وابعد لغة السلاح والقوة للمخاطبة
تناقضنا ليس بالعدائي ..

عدوَنا يقهقه , ويهلهل –
لا تشرذم الأوطان
إكتف بالقليل
لا تطمع بالكثير , بالأرواح , والدماء
والكراسي
كفانا ماَسي ..!؟
مهما حاولت وكسَرت وسيطرت
على البحار والساحات , والمقدسات
على الإعلام والرأي الاّخر
على الموانئ والأرض والجو والمعابر
الغرور قاتل ومميت
إعرف حجمك ( الحجر إذا ما قتل بيصيب )
فكم بالأحرى الكرة الارضية .....!؟

ومع كل هذا
تعال أخي أينما كنت في أي جهة من الجهات الأربع
مدَ يدك إليَ
من دائرة الكرة الكبيرة الواسعة الصلبة
ودائرتك الصغرى
ومحيطك .. وبيتك
الأرض تتسع للجميع
والموارد تفيض ...!؟

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات