أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات














المزيد.....

عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التظاهرة الإعلامية و الدبلوماسية، ولافتاتها الرئيسية تأكيد أو نفي التدخل الإيراني السلبي في تفاصيل الشأن العراقي اليومي، هي الحدث الأعلى صخبا في الأيام القليلة الماضية. الجانب الأمريكي، صحافة ومسؤولين عسكريين ومدنيين، يؤكدون هذا التدخل، بأدلة قاطعة ملموسة، والجانب الإيراني، لابد له أن ينفي هذا التدخل. لكن ما يقلل من قوة الحجج الأمريكية، باتهامها لإيران بالتدخل، هو اهتزاز مصداقيتها جراء الأكاذيب التي افتضحت بسبب سياساتها وممارستها الفعلية في الساحة العراقية قبل وبعد التاسع من نيسان العام 2003. ومما يضعف مصداقية نفي النظام الإيراني الرسمي لهذا التدخل، هو اعتماده على مبدأ "التقية"، أي فعل الشيء أو الإيمان به مع إعلان نقيضه، وهذا المبدأ ركن أساس في عقيدتهم المذهبية. بالإضافة إلى التصريحات المتناقضة لأصدقائها العراقيين مسؤولين حكوميين وبرلمانيين عند تأكيد هذا التدخل أو نفيه.

وبغض النظر عن الاتهامات الأمريكية ونفيها من الجانب الإيراني، فان هناك إجماعا رصينا لدى المراقبين، على أن القضية العراقية غدت ورقة هامة لدى النظام الإيراني لن يفرط بها، وهي سبيله إلى تحقيق أهدافه الإقليمية؛ بالاعتراف به طرفا مقررا في منطقة الشرق الأوسط، وبحقه في امتلاك السلاح النووي، وان تتعهد الإدارة الأمريكية بعدم تحجيم دوره في العراق ولبنان ومنطقة الخليج وافغانستان، وتتعامل معه ندا مكافئا.

أصدقاء وحلفاء النظام الإيراني من العراقيين، وقعوا في حيص بيص هذه التداعيات، فهرع وفد من كتلة الائتلاف العراقي إلى طهران توسلا إلى النظام الإيراني " للتعقل" في هذا التدخل، فلم يعد بإمكانهم التستر عليه، ويعطي المبرر لمزيد من تدخل دول الجوار السني، خصوصا في الوقت الذي يقترب فيه موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات، ولما لهذا التدخل السافر من ضرر على شعبية ائتلافهم. المسؤولون الحكوميون العراقيون الكبار هم أيضا في هذه المعمعة، مما اضطر رئيس الجمهورية ونائبه ونائب وزير الخارجية إلى اللقاء منفردين بالسفير الإيراني في بغداد لـتأكيد" أهمية تعزيز العلاقات و توطيد أطر التعاون بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الجارين"، لكن لب هذه اللقاءات هو التبرم من هذا التدخل الايراني، والعتب الخجول عليه.

الحكومة العراقية المستجيرة برمضاء القوات الأمريكية والبريطانية من نار التدخل الإيراني، وجدت مخرجا من هذا المأزق، وهي تعاني من الانقسام ما بين المؤكد للتدخل والنافي له حتى بين موظفي مكتب رئاسة الوزارة، مخرجا يتمثل بتشكيل لجنة عليا من مسؤولي وزارتي الدفاع والداخلية لجمع الأدلة على هذا التدخل. لكن و استنادا إلى تجارب تشكيل اللجان الحكومية في قضايا متنوعة وعديدة سابقة و التي لم يعرف أحد إلى أين آل مصيرها، فان هناك معطيات جدية في أن ينزوي ملف هذه اللجنة في احد أدراج مكاتب رئاسة الوزراء لأجل غير مسمى بسبب عدم كفاية الأدلة!.

السؤال المطروح اليوم هو، هل سينتظر العراقيون العاديون ما سيتوفر للجنة العراقية من إثباتات؟ ومتى؟ ودماؤهم لما تزال تُهدر؟ و الأدلة القطعية على هذا التدخل بأطنان الأسلحة والمتفجرات وحقائب توزيع الهبات والرواتب الشهرية، كافية لديهم على امتداد أرياف ومدن وسط العراق وجنوبه؟.

مرة، أجرت إحدى الفضائيات العربية لقاءا مع ممثل الفصائل الإسلامية الأفغانية المتناحرة، وكان حينها مقيما في الخليج لجمع التبرعات والمقاتلين، سأله المحاور: هناك أقاويل عديدة حول مصادر تمويلكم وتدريب قواتكم.. منها على سبيل المثال المخابرات الأمريكية.. وانتم تنفون ذلك دائما، فهل نعرف منك حقيقة هذه المصادر؟ أجابه الضيف وهو يلوك العربية: من الله تبارك وعلا .. وهنا فاجأه المحاور المتعاطف هو وقناته مع المقاومة الأفغانية بحضور عفوي : كيف يعني من الله سبحانه وتعالى؟ أتقصد أن السماء تنزل عليكم صواريخ وحقائب دولارات!؟.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريدة و ذئاب.. في المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول المجاور ...
- من وحي التاسع من نيسان 2008: يتبرؤون من المحاصصة ويكرسونها
- عند اعتاب السنة السادسة من الغزو الأمريكي للعراق
- في مجلس النواب مصالح بالمُفَرَّق وتشريعات بالجملة
- يوم يكون العض فيه في الجلال
- العام 2008 و التحالفات السياسية العراقية الجديدة
- عيد الأضحى المبارك.. ستة أيام فقط!!
- البصرة تنتظر الخلاص من خرابها
- هل ستكون القواعد الأمريكية في العراق بديلا لمثيلاتها في المن ...
- مخاطر أمام إصلاح العملية التربوية والتعليمية
- إرهاب جديد يستهدف المرأة العراقية
- خطة مجلس الشيوخ الامريكي مكافأة للإرهاب الطائفي
- هل تستجيب الإدارة الأمريكية لإرادة المجتمع الدولي؟
- مطلوب مراجعة نقدية شاملة والتخلي فعلا عن المحاصصة
- تشرد ملايين العراقيين إنذار آخر لدول المنطقة
- انسحاب وزراء التوافق تداع آخر في مبدأ المحاصصة الطائفية
- الهروب خير وسيلة للدفاع
- ملجأ الأيتام الكبير
- تنفيذ البرنامج الحكومي يفوت الفرصة على المتربصين بالسلطة
- آفاق المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول العراق


المزيد.....




- سيارات تاكسي قديمة من الهند تقدم -الدجاج بالزبدة- في شوارع ا ...
- العراق.. رجل أمن يوقف شابا عن الرقص
- انهيار في مداولات البورصات الأوروبية بعد تراجع كبير في البور ...
- -كنيسة التوحيد- اليابانية تطعن في قرار حلها وسط تداعيات اغتي ...
- كوهين: نتنياهو طلب مني إلغاء تصنيف نفتالي بينت لمنعه من عضوي ...
- هلع في أسواق المال.. وترامب يطالب بالدفع مقابل تخفيض الرسوم ...
- جيل Z يستثمر في موضة الأزياء
- مصر تعلن عقد قمة ثلاثية بين السيسي وماكرون والملك عبد الله ا ...
- ارتفاع حصيلة قتلى العواصف والأعاصير في الولايات المتحدة إلى ...
- استراتيجية الردع والمواجهة.. -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي يس ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - عندما تُنزل السماء صواريخ و حقائب دولارات